بران برس:
شهدت مدينة غزة بـ "فلسطين" فجر اليوم السبت 10 أغسطس/ آب 2024، مذبحة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، إثر قصفه مدرسة "التابعين" في حي الدرج شرقي مدينة غزة، والتي تحوي آلاف النازحين.
ووفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مذبحة داخل مدرسة التابعين، راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات الإصابات".
وذكر أن "القصف يأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني بشكل واضح" مؤكداً أن "جيش الاحتلال قصف النازحين بشكل مباشر خلال تأديتهم صلاة الفجر".
ردود أفعال وإدانات واسعة للجريمة من دول عربية رصد بعضها "برّان برس" والتي في مجملها طالبت بتحرك دولي لإنقاذ قطاع غزة الذي يشهد حرب إسرائيلية مدمرة منذ 11 شهرا.
البداية من السعودية التي أدانت عبر خارجيتها بـ"أشد العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدرسة"، مؤكدة "ضرورة وقف المجازر الجماعية في قطاع غزة".
المملكة استنكرت ما أسمته "تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل جراء هذه الانتهاكات".
من جهتها أدانت الجمهورية اليمنية القصف الهمجي الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي، على مدرسة (التابعين) التي تؤوي نازحين في حي الدرج بقطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد المئات وإصابة العشرات من المدنيين العزل.
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، قالت فيه "إنّ السلام العادل والشامل الذي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة، لن يتأتى إلا بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة التي تكفلها كافة القوانين والمواثيق الدولية.
الخارجية اليمنية دعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف إطلاق النار ووضع حدًا للجرائم والانتهاكات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
في السياق أدانت جمهورية مصر العربية، في بيان للخارجية، بأشد العبارات القصف الإسرائيلي ذاته، وطالبت بـ"موقف دولي موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العزل".
وفي البيان اعتبرت مصر "استمرار ارتكاب تلك الجرائم واسعة النطاق، وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، كلما تكثفت جهود الوسطاء لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف لإطلاق النار في القطاع، هو دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء تلك الحرب الضروس".
وقالت إنها "سوف تستمر في مساعيها وجهودها الدبلوماسية، وفى اتصالاتها المكثفة مع جميع الأطراف المؤثرة دولياً، لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشتى الطرق والوسائل، والعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مهما تكبدت من مشاقٍ أو واجهته من معوقات".
إلى ذلك أدانت دولة قطر القصف ذاته وعدته "مجزرة مروعة، وجريمة وحشية بحق المدنيين العزل وتعديا سافرا على المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي".
وطالبت الدوحة في بيان لها مجدداً "بتحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين، لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين".
كما دعت المجتمع الدولي إلى "توفير الحماية التامة للنازحين، ومنع قوات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها الرامية لإجبارهم على النزوح القسري من القطاع، وإلزامها بالامتثال للقوانين الدولية".
هذا المرة سارعت الإمارات إلى إدانة الاستهداف الإسرائيلي، وقالت في بيان لها إنها ترفض استهداف المدنيين والأعيان المدنية".
البيان الإماراتي شدد على "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء"، داعية "المجتمع الدولي، إلى بذل أقصى الجهود لتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة".
أما الأردن فهو الآخر أدان الجريمة، واعتره في بيان له "خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي، وإمعاناً في الاستهداف الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين".
وأشار البيان الأردني إلى أن الاستهداف يأتي في وقت يسعى فيه الوسطاء إلى استئناف المفاوضات على صفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار مؤشر على سعي الحكومة الإسرائيلية لعرقلة هذه الجهود وإفشالها، مشدداً على "ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، وخاصة مجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري".
إلى ذلك أدان العراق في بيان، ذلك القصف الإسرائيلي، ووصفه بأنه "همجي، وانتهاك صارخ لجميع الأعراف والمواثيق الدولية، ويظهر تجاهل الكيان الصهيوني للمبادرات الدولية الهادفة إلى وقف العدوان على غزة".
الخارجية العراقية دعت إلى "ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي، والدول الإسلامية خاصة، موقفاً حازماً وموحداً لإيقاف هذه الجرائم الصهيونية المستمرة وتوفير الحماية الفورية للشعب الفلسطيني الأعزل".
وباستهداف مدرسة "التابعين" يرتفع عدد المدارس التي تؤوي نازحين وقصفها الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة فقط خلال أسبوع واحد فقط إلى 6، ما خلف أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى، وفق رصد مراسل الأناضول.
والخميس، قُتل 15 فلسطينيا وأُصيب عشرات، بينهم أطفال، إثر استهداف طائرات حربية إسرائيلية مدرستي "الزهراء" و"عبد الفتاح حمود"، اللتين تؤويان نازحين بحي التفاح شرق مدينة غزة، وفق جهاز الدفاع المدني في القطاع.
وفي 4 أغسطس/ آب الجاري، أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في القطاع، في بيان، مقتل 30 فلسطينيا وإصابة عشرات 80 بالمئة منهم أطفال، في قصف إسرائيلي استهدف مدرستي النصر وحسن سلامة في حي النصر غرب مدينة غزة.
وباليوم السابق في 3 أغسطس، قتل 16 فلسطينيا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة حمامة التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة، وفق الدفاع المدني بغزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، حربًا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، ومتجاهلة أوامر محكمة العدل الدولية التي تأمرها باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.