برّان برس:
كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "لا ينص" على وجود إسرائيلي مستمر على طول الحدود بين القطاع ومصر أو آلية في وسط غزة لمنع عودة قوات حماس المسلحة إلى شمال القطاع، كما طالب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وذكر تقرير لـ"قناة 12 الإسرائيلية" أنه "إذا تمكنت إسرائيل والولايات المتحدة من الاتفاق على شروط هاتين القضيتين الرئيسيتين، فإن مصر وقطر ستضغطان على حماس لقبول الصفقة.
وأشار التقرير إلى أن حماس أوضحت أنها" لن توافق على صفقة تستوعب هذين المطلبين الإسرائيليين".
ونتانياهو، الذي أصر مرارا وتكرارا على هذين المطلبين في الأسابيع الأخيرة، من المتوقع أن يعقد مناقشة مصيرية مع المفاوضين الإسرائيليين ورؤساء الأمن، تركز على هذه القضايا، قبل بدء محادثات، الأحد، في العاصمة المصرية القاهرة.
ومن المقرر أيضا أن يجري نتانياهو محادثات مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي من المقرر أن يصل إلى إسرائيل، الأحد.
وقال مسؤولون أميركيون في وقت سابق إن عودة قوات حماس المسلحة إلى شمال غزة، عبر ممر نتساريم الذي أنشأه الجيش الإسرائيلي ليفصل بين شمال وجنوب القطاع "من شأنه أن يشكل انتهاكا للاتفاق".
ووفقا لتقرير لموقع "والا نيوز" الإسرائيلي، فقد اقترح الوسطاء الآن بندا يعطي إسرائيل الحق في استئناف الأعمال العدائية العسكرية ضد حماس إذا تم نقل الأسلحة إلى شمال غزة.
وسيكون مطلوبا من الجيش الإسرائيلي الانسحاب من منطقة نتساريم في المرحلة الأولى من الصفقة، وفق "تايمز أوف إسرائيل".
وقال مصادر إسرائيلية ومصادر أخرى إن رؤساء الأمن الإسرائيليين يعتقدون أن الانسحاب من ممر فيلادلفيا على طول حدود غزة لمدة ستة أسابيع من المرحلة الأولى من الصفقة لن يمكن حماس من إعادة التسلح بشكل كبير.
ويمكن لبعض الإجراءات غير المحددة على طول الحدود أن تعوض الانسحاب الإسرائيلي من منطقة الحدود.
وقالت "قناة 13 الإخبارية الإسرائيلية"، نقلا عن مصادر مصرية، إن إسرائيل ومصر تعملان على ترتيب فيما يتعلق بممر فيلادلفيا ومعبر رفح الحدودي.
وفي المحادثات الأخيرة، خففت مواقف المفاوضين الإسرائيليين من قضايا بما في ذلك السيطرة العسكرية الإسرائيلية على أراضي محددة في غزة وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن وسطاء.
ومع ذلك، لم يوقع زعماء من إسرائيل وحماس علنا على هذه التحولات في المواقف.
وأصدرت الدول الثلاث الوسيطة، الولايات المتحدة ومصر وقطر، بيانا مشتركا بعد انتهاء المحادثات يوم الجمعة، وصفت فيه الاجتماعات بأنها جادة وبناءة وقالت إنه تم تقديم اقتراح لجسر الهوة لكل من إسرائيل وحماس للتغلب على الفجوات بين الجانبين.
وقالت الولايات المتحدة وقطر ومصر في بيان مشترك إنه بعد يومين من مفاوضات "بناءة" في الدوحة جرت ضمن "أجواء إيجابية"، تستأنف المباحثات الأسبوع المقبل في القاهرة.
وأضاف البيان "سيجتمع كبار المسؤولين من حكوماتنا مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل آملين التوصل إلى اتفاق وفقا للشروط المطروحة اليوم".
وفي انتظار استئناف المحادثات في القاهرة، ستواصل الفرق الفنية العمل على التفاصيل "بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين"، بحسب البيان.
وأعلن البيت الأبيض أن "الولايات المتحدة الأميركية قدمت بدعم من دولة قطر وجمهورية مصر العربية لكلا الطرفين اقتراحا يقلص الفجوات بين الطرفين".
ونقلت "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم "يهدفون إلى الانتهاء من الصفقة التي طال انتظارها بحلول نهاية الأسبوع المقبل".
تجري المفاوضات على أساس طرح أعلنه بايدن في 31 مايو وينص على ثلاث مراحل تشمل وقفا لإطلاق النار وانسحابا للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات وإطلاق سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ولم تشارك حماس في مفاوضات الدوحة التي جمعت مسؤولين مصريين وقطريين ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، إضافة إلى رئيسي جهازي الاستخبارات الخارجية (موساد) دافيد برنيع والداخلية (شين بيت) رونين بار الإسرائيليين.
لكن الحركة على تواصل دائم مع الوسطاء الذين أرسلوا اليها نهاية، الجمعة، ما قدموه على أنه اقتراح تسوية "يسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بتنفيذ" وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيث تتواصل الحرب منذ أكثر من عشرة أشهر، وفق وكالة "فرانس برس".
والجمعة، حماس رفضت "شروطا جديدة" يتضمنها الاقتراح، ونددت السبت بـ"إملاءات أميركية".
وقال القيادي في حماس، سامي أبو زهري، في بيان لفرانس برس أن "الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو وهم".
وأشار مسؤولو حماس إلى أنهم يعارضون الصياغات الأخيرة، ونقلت "تايمز أوف إسرائيل" عن مصادر قولها إن الحركة "أصرت على وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، وعودة النازحين من غزة، وتبادل الأسرى".