برّان برس | أعد التقرير - عدنان الشهاب:
طيلة العقد الماضي، مثّلت مأرب (شمالي شرق اليمن)، إحدى أهم المحافظات اليمنية في مواجهة انقلاب جماعة الحوثي، وقدّمت نموذجًا فريدًا للتلاحم والتكامل السياسي والمجتمعي لمواجهة الخطر الوجودي.
في إطار الموقف المأربي الموحّد، برز التجمع اليمني الإصلاح بمأرب كواحد من أبرز المكونات السياسية في المحافظة التي اختارت مواجهة الانقلاب الحوثي وتجاوز موقف الأحزاب المركزية في صنعاء، وكان التحالف التاريخي بين مؤتمر مأرب وأحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتها الإصلاح، التي قررت جميعها الوقوف صفًا واحدًا إلى جانب السلطة المحلية والمكونات المجتمعية المأربية.
وعلى إثر الموقف الصلب الذي جسّدته مأرب، أصبحت المحافظة قبلة لليمنيين الرافضين لمشروع جماعة الحوثي العنصري، ومنطلقًا للمعركة الوطنية لاستعادة الدولة من قبضة الجماعة المدعومة من النظام الإيراني .
وخلال المعارك المستمرة طيلة السنوات العشر الماضية، وحتى الآن، قدم “إصلاح مأرب” إلى جانب الأحزاب والتنظيمات السياسية والمكونات القبلية والمجتمعية بالمحافظة، تضحيات جسيمة في سبيل الدفاع عن المحافظة، وعن الدولة والنظام الجمهورية والهوية الوطنية.
مع خيار الشعب
عن هذا الموقف، قال القيادي في إصلاح مأرب، محمد اليوسفي، لـ“بران برس”، إن“ حزب الإصلاح دخل إلى قلب المعركة بكل ثقله وثقته بأفراده وقيادته، واشترك بالدفاع عن مأرب منذ أول يوم للانقلاب تحت شعار "المقاومة والاستعصاء”.
وأضاف أن “حزب الإصلاح بمأرب وكل القوى الوطنية والأحرار في اليمن الذين وفدوا إلى مارب ساندوا إخوانهم في القوى السياسية والعسكرية والأمنية، إضافة إلى دور الأشقاء في التحالف العربي في الاستمرار في الدفاع عن مأرب واليمن”.
وأكد أن “خيار الإصلاح هو خيار الشعب اليمني، الدفاع عن وطننا وديننا وقيمنا وأخلاقنا هويتنا وحريتنا ومعتقداتنا”.
وقال إن “حزب الإصلاح تحمل العبء الأكبر في هذه المعركة ودفع فاتورة كبيرة من التضحيات نظر لما تتطلبه المرحلة وواجب الوقت”. مضيفًا أن “الإصلاح بقواعده وقياداته ومؤسساته في مارب يقف في هذه المعركة إلى جانب الدولة والشرعية، وبذل كل ما تتطلبه المعركة وسقى مبادئه الوطنية بدماء قادته وأعضائه”.
وأوضح السياسي محمد اليوسفي، أن “قضية الإصلاح هي اليمن، الأرض والإنسان، الذي نعتبره كل شيء، وليس لدينا أي قضية أخرى”.
تعددية وشراكة
تصادف الجمعة القادمة الذكرى الـ34 لتأسيس التجمع اليمني الإصلاح، بعد تحقيق الوحدة الوطنية بين شطري اليمن، وإقرار التعددية السياسية في البلاد.
وحول هذه الذكرى، قال القيادي الإصلاحي محمد اليوسفي، إنها “ذكرى غالية، ومهمة في تاريخ اليمن الحديث؛ كونها ذكرى التعددية والمشاركة السياسية التي أسهم فيها الإصلاح إسهاما كبيرًا إلى جانب القوى السياسية الأخرى”.
رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام بمحافظة مأرب، عبدالحميد الشرعبي، هنّأ قيادة الإصلاح وقواعده بمناسبة الذكرى الـ34 لتأسيس الإصلاح، لافتًا إلى العلاقة التاريخية بين حزبي المؤتمر والإصلاح منذ تأسيس المؤتمر وما بعد التعددية، وقال إن الإصلاح مثّل “شريكًا حينًا ومنافسًا قويًا حينًا آخر".
وأشاد “الشرعبي”، بالدور الوطني للإصلاح خلال المراحل المختلفة في تاريخ اليمن، وقال إنه “حزب سياسي عريق لعب أدوار وطنية كثيرة”، مضيفًا في تصريح لـ“بران برس”، أن الإصلاح ”حزب كبير على الساحة الوطنية، أثرى التجربة الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي والتعبير والحقوق والحريات.
تحالف وطني وتضحيات
وعن دور “إصلاح مأرب” ضن بقيّة المكونات في المعركة الوطنية، قال “الشرعبي”: “في مارب شكّل الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام وبقية القوى السياسية بالمحافظة، لوحة فريدة، وتحالفًا وطنيًا وجبهة للدفاع عن مأرب والجمهورية والهوية".
وأضاف في حديثه لـ“بران برس”، أن ”التوافق بين أحزاب مأرب جاء بعد أن تخلصوا من إرث الماضي من الخلافات والصراعات”. لافتًا إلى دور الأحزاب في تأسيس المطارح دفاعًا عن مأرب والجمهورية في لحظة فارقة وتأريخية يسجلها التأريخ”.
ووفق السياسي الشرعبي، فقد “أنعشت أحزاب مأرب الأمل لدى اليمنيين بأن الجمهورية بخير، وأن هناك من يواجه مليشيا الحوثي لاستعادة الدولة وحماية الجمهورية”.
وفي إطار هذا الموقف قال رئيس إعلامية مؤتمر مأرب: "قدم الإصلاح الكثير من التضحيات في الميدان من قياداته العليا والميدانية ومن كل مستوياته التنظيمية". لافتًا إل “دور إصلاح مأرب وإسهامه مع بقية القوى السياسية في إدارة الشأن العام بالمحافظة، وتوفير مناخ الحرية وحرية التعبير، وتفعيل مؤسسات الدولة“.
وعبّر الشرعبي عن إعجابه بهذا الموقف الذي قال إنهم “جعلوا من مأرب رمزًا جمهوريًا وثوريًا ورقمًا صعبًا، فكانت مأرب انموذجا للمحافظات المحررة”، متمنيًا أن استمرار “هذه الحالة الفريدة من الاصطفاف التي تمثل حالة راقية من العمل السياسي ووعي متقدم في إدارة المخاطر والواجب الذي يتهدد الوطن والجمهورية في مواجهة هذه المخاطر من أجل الوطن والثورة والجمهورية”.
تلاحم سياسي
مسؤول دائرة الطلاب بحزب الإصلاح محافظة مأرب، صالح الموساي، تطرق إلى اللحمة السياسية والمجتمعية لأبناء مأرب، بعد سيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء والشرعية الدستورية ومخرجات الحوار الوطني.
وتحدث “الموساي”، لـ“بران برس” عن الدور البارز لإصلاح مأرب في مقارعته العدوان الحوثي وتعزيز اللحمة السياسية والنسيج الاجتماعي الوطني”.
وقال إن “الإصلاح شارك في بناء سد سياسي منيع من خلال التحالف مع الأحزاب السياسية في مارب، على رأسها المؤتمر الشعبي العام، وكانت أولى ثماره إصدار بيان مشترك برفض الانقلاب وإعلان موقفهم الداعم لأبناء مارب في التصدي لهذا الانقلاب”.
وأضاف أن “شباب الإصلاح انخرطوا في المقاومة الشعبية المسلحة، وقدموا قوافل من الشهداء والجرحى لصد عدوان مليشيا الحوثي على مارب”.
مواقف خالد
من جانبه، قال نائب الدائرة السياسية لحزب الإصلاح بمحافظة مأرب، عبده شملان، لـ“بران برس”، إن ”مأرب لعبت دورًا حاسمًا ماضيًا وحاضرًا في مواجهة الإمامية والدفاع عن الجمهورية وقدمت في سبيل ذلك قوافل من الشهداء والجرحى”.
وبعد “سقوط العاصمة صنعاء أواخر العام 2014”، قال عبده شملان، إن مأرب “قررت مواجهة تلك جحافل الحوثي التي استغلت إمكانية الدولة وأسلحة معسكراتها، للانقلاب على الجمهورية والشرعية الدستورية”. لافتًا إلى الدور الذي لعبه “إصلاح مأرب” في “بناء تحالفات مع مختلف الأطياف السياسية والقبلية في المحافظة، بهدف توحيد الصف في مواجهة مليشيا الحوثي، واستعاد الدولة والجمهورية”.
وقال إن “موقف قبائل وأحزاب مأرب موقف سيخلده التاريخ”، مضيفًا أن “أحزاب مارب جعلت الدفاع عن مأرب والجمهورية والشرعية، أهداف مقدسة، تتجاوز كل المصالح والحسابات السياسية والمصالح الشخصية”.