بران برس:
قتل 274 شخصا بينهم 21 طفلا و39 امرأة، الاثنين 23 سبتمبر/ أيلول 2024، في أرقام "غير مسبوقة" أسفرت عنها غارات إسرائيلية هي الأعنف على مناطق لبنانية عدة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ووفقاً لوزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، في مؤتمر صحفي، فإن "الحصيلة الحالية غير النهائية لغارات اليوم هي: 274 شهيدا، من بينهم 21 طفلا و39 امرأة علما بأن ثمة شهداء لا يزالون مجهولي الهوية ويرجح ارتفاع العدد".
وعن المصابين قال إن "عدد الجرحى 1024، وقد استقبلوا في 27 مستشفى"، مضيفا: "بالنسبة إلى الفرق الإسعافية، سقط شهيدان وأصيب 16 مسعفا بجروح، واستهدفت سيارتا إسعاف وسيارة إطفاء ومركز طبي".
ولفت إلى أن "العدد غير مسبوق للإصابات"، حيث "بلغ عدد الجرحى في أقل من أسبوع نحو 5 آلاف، ما يعادل قرابة نصف عدد الإجمالي الذي بلغ 10 آلاف في حرب تموز (يوليو) 2006، وهو ما يظهر التوحش والعدوانية التي يتصرف بها العدو الصهيوني".
وأشار الأبيض إلى أن العدوان الإسرائيلي استهدف أيضاً "سيارات نازحين كانوا ينتقلون إلى مراكز أكثر أمنًا".
ونوه إلى أن وزارة الصحة العامة أصدرت فور توسّع الاعتداءات (الإسرائيلية) توجيهات للمستشفيات في محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل بالتوقف عن استقبال الحالات الباردة والتركيز على استقبال الجرحى".
كما صدرت توجيهات للمستشفيات في بيروت وجبل لبنان بالاستعداد لاستقبال الجرحى أو الذين سيتم إخلاؤهم من الجنوب، علما بأن عمليات الإخلاء كانت شديدة الصعوبة نتيجة الاكتظاظ الكبير على الطرقات"، بحسب الوزير اللبناني.
وتابع الأبيض أن الوزارة تعمل على زيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات في الجنوب والنبطية، والبقاع (شرق)، تحسبًا للمزيد من الاعتداءات.
وبيّن أن "اعتداءات اليوم أدّت إلى نزوح الآلاف من العائلات من مناطق الاستهداف، ونتيجة ذلك، عملت وزارة الصحة على تفعيل خطة الطوارئ المعدة سابقا، بحيث أنشأت مركز عمليات طوارئ للنازحين في موازاة مركز عمليات طوارئ الصحة".
وشدد الأبيض على "ضرورة محافظة القطاع الصحي على جهوزيته في حال استمر تمادي العدوان"، مشيرا إلى أن "وزارة الصحة تواصلت مع العديد من البلدان الشقيقة والصديقة التي أبدت الاستعداد للتعاون مع لبنان ودعمه في هذه المحنة".
من جانبه، أعلن وزير التربية اللبناني عباس الحلبي تعطيل المدارس والجامعات غدا الثلاثاء في جميع أنحاء البلاد. وقررت السلطات فتح المؤسسات التعليمية لإيواء النازحين جراء أعنف قصف إسرائيلي على لبنان منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في تلك الأثناء، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الجيش سيشن قريبا هجمات في عمق منطقة البقاع شرق لبنان، بعد أن نفذ أكثر من 800 غارة على الجنوب منذ الصباح.
وقال المتحدث إن هجوم الجيش الإسرائيلي على لبنان جاء "ضربة استباقية" بعد رصد تحركات لحزب الله لاستهداف إسرائيل.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن الغارات استهدفت بلدات ميس الجبل وعيترون وحولا والطيبة ومركبا وبني حيان وجبل الريحان ومرتفعات إقليم التفاح وبنت جبيل وحانين وزوطر ومنطقة النبطية جنوبي لبنان.
كما طالت الغارات محيط مناطق الشعرا وحربتا والهرمل ومحيط بلدات شمسطار وطاريا وبوداي شرقي لبنان.
وفي المنطقة الشرقية أيضا، امتد القصف إلى بلدة الخضر بمنطقة بعلبك وإلى محيط بلدة النبي شيت.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي أغار على 400 هدف في لبنان.
ومنذ صباح الاثنين، يشن الجيش الإسرائيلي هجوما هو "الأعنف والأوسع والأكثر كثافة" على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، فيما أعلن متحدث الجيش دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي أن تل أبيب سوف تستهدف عمق البقاع شرقي لبنان.
في المقابل، يستمر انطلاق صفارات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، إثر إطلاق "حزب الله" عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات.
ومنذ 8 أكتوبر، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل؛ أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ وخلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.