برّان برس:
سلطت دراسة حديثة، الضوء على احتمالية قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية في اليمن، ضد قيادات جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، وذلك في إطار التصعيد الإقليمي المتزايد بين إسرائيل وإيران.
وأوضحت الدراسة الصادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، السبت 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وصل “برّان برس” نسخة منها، أن احتمالية شن ضربات تجاه قيادات حوثية يعتمد على عدد مِن المتغيِّرات.
وفي مقدِّمة هذه المتغيرات، وفق الدراسة، “مسار العمليَّات البرِّية التي تقوم بها إسرائيل في جنوب لبنان، ومدى استمرار هجمات الحوثيين على إسرائيل، ونوع هذه الهجمات إن تمَّت”.
وذكرت أن الضربة قد تأتي كرد على الهجمات المتكررة التي نفذتها جماعة الحوثي ضد إسرائيل، بما في ذلك استهداف مطار بن غوريون وعدد من السفن في البحر الأحمر.
والهدف مِن هذه الضربة هو منع الحوثيين مِن الاستمرار في الهجمات، إضافة إلى ترميم صورة الردع التي تعرَّضت للكثير مِن الضرر، وإظهار أن لإسرائيل اليد الطولى في المنطقة، وفق الورقة البحثية.
وأشارت إلى أن نجاح إسرائيل في تلك العمليات قد يفتح الباب أمام استهداف جماعات أخرى مدعومة من إيران، بما في ذلك الحوثيون في اليمن.
ورغم هذا قالت إن الضغوط الأمريكية قد تلعب دورًا في تحديد طبيعة الضربات المحتملة، خاصة في ظل رغبة الإدارة الأمريكية في احتواء التصعيد ومنع نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق، لافتة إلى أن الحوثيين يشكلون جزءًا من التحالفات الإقليمية التي تدعمها إيران، والتي تسعى إلى توسيع جبهات المواجهة مع إسرائيل على عدة أصعدة.
وعن الأماكن المحتمل استهدافها، أشارت الورقة إلى أن العمليات قد تستهدف مواقع عسكرية ومخازن أسلحة حوثية، دون استبعاد استهداف قيادات بارزة في الجماعة.
وخلصت الدراسة إلى أن إمكانية توجيه ضربات انتقامية مِن قبل إسرائيل تجاه الحوثيين ستكون في أدنى حدودها، في حال حدوث تعافي نسبي لـ”حزب الله” وانغماس إسرائيل في حرب استنزاف جنوبي لبنان، إضافة إلى الحرب الدائرة في غزَّة.
وأيضًا في حال حدوث تصعيد جدِّي مِن قبل إيران وانخراطها في ضربات متبادلة مع إسرائيل، وتراجع الهجمات التي يقوم بها الحوثيون، ومحدودية الأضرار التي يمكن أن تنجم عنها.
وذكرت أن زيادة فرص العمليَّات التي يمكن أن تقوم بها إسرائيل تجاه الحوثيين في حال حقَّقت إسرائيل نجاحًا عسكريًّا على “حزب الله”، وفي ظلِّ تراجع إمكانية الاشتباك العسكري المباشر مع إيران، أو في حال حدوث اشتباك واسع في المنطقة وتعرَّضت البوارج الأمريكية لضرر مِن قبل الحوثيين.
وإذا ما حدثت ضربات فإنَّها ستبقى في مستوى المصالح الاقتصادية التي تحدث صدى إعلاميًّا، على غرار الضربتين السابقتين اللتين تعرَّضت لهما مدينة الحديدة.
ورجحت أن تمتدُّ هذه الضربات إلى محاولة اغتيال قيادات عسكرية أو سياسية مِن الصفِّ الأوَّل أو الثاني لدى الحوثيين، وقد تصل إلى محاولة اغتيال زعيم الجماعة، خاصة إذا تعرَّضت مصالح إسرائيل لأضرار جسيمة.
وعقب تصفية إسرائيل للأمين العام لحزب الله اللبناني ومجموعة من قيادات جماعته المدنية والعسكرية، باتت قيادات جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب باتت تخشى أن تكون الهدف المقبل لإسرائيل.
وباستثناء زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي الذي ظل مكان اختبائه في أحد الكهوف الجبلية سرياً وإن كان يتنقل بين صنعاء وصعدة فإن القيادات العسكرية للجماعة اعتادت التنقل في مناطق سيطرتها بحرية، بخاصة خلال سنوات التهدئة التي بدأت بهدنة أممية في أبريل (نيسان) الماضي.
كما أن هذه القيادات -وفق مصادر قريبة من الجماعة- تستخدم الهواتف الجوالة أو الاتصالات الأرضية لأن مراكز هذه الشركات في مناطق سيطرتها، لكن المصادر بينت أن الوضع الآن اختلف تماماً بعد تصفية معظم الصف القيادي لحزب الله اللبناني، وفقا لصحيفة الشرق الأوسط.
وبحسب رواية هذه المصادر فإن قادة الجماعة الحوثية وإن قرروا تصعيد إطلاق الصواريخ والمسيرات نحو إسرائيل إلا أنهم باتوا يدركون أنهم سيكونون الهدف المقبل، بخاصة مع فشل الفصائل العراقية الموالية لإيران في استهداف إسرائيل بعد الضربات التي تلقاها حزب الله اللبناني.