برّان برس- وحدة التقارير:
احتفل اليمنيون، الإثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول 2024، بمرور 61 عامًا على اندلاع ثورة الـ14 من أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن، والذي ظل جاثمًا لقرن وربع القرن، والتي أطلق شرارتها الأولى الثائر راجح لبوزة من جبال ردفان.
وبالمناسبة، أجرى مراسل “برّان برس” في محافظة حضرموت (شرقي اليمن)، لقاءات مصورة مع مسؤولين محليين وسياسيين ونشطاء من أبناء حضرموت، للحديث عن ثورة 14 أكتوبر وارتباطها بـ26 سبتمبر في الفعل الثوري والأهداف والمبادئ.
وتحدث السياسيون في لقاءاتهم عن ثورة 14 أكتوبر، وارتباطها بثورة 26 سبتمبر 1962، التي أطاحت بحكم الإمامة المستبد شمالًا، متطرقين إلى الأهداف والغايات المشتركة التي حملها أحرار الثورتين، وتعاونهما الوثيق للتحرر من الاستبداد والاستعمار وصولًا إلى تحقيق الوحدة الوطنية.
ووجهوا في أحاديثهم لـ“بران برس” عدّة رسائل للحكومة اليمنية وللقوى الوطني والشباب حول ما يجب القيام به حاليًا لتحقيق أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وتجاوز تداعيات الحاضر الأليم الذي تشهده البلاد.
تجسيد لإرادة الشعب
الناشطة السياسية الحضرمية، سارة سالم عبدالله الجابري، قالت لـ“بران برس”، إن ثورة 14 أكتوبر “هي تجسيد لإرادة الشعب والحق في التحرر من الاستعمار“.
وأضافت الناشطة الجابري، أن ثورة 14 أكتوبر “مرتبطة بثورة 26 سبتمبر من حيث المبادئ والأهداف”. وأيضاً “متكاملة ومستمرة”، موضحًة أن “تكاملها من حيث أنها جاءت لاستكمال ما بدأته ثورة 26 سبتمبر”.
ودعت “الجابري”، لـ“تذكر الأبطال وتضحياتهم”، مؤكدة “أهمية الوحدة الوطنية والتطلع للمستقبل مشرق، وتعزيز القيم الديموقراطية والتنمية المستدامة”.
اضغط هنا لمشاهدة اللقاء فيديو من قناتنا على اليوتيوب
ارتباط وتكامل
من جانبه، تحدث رئيس الدائرة التنظيمية لمؤتمر حضرموت الجامع، محسن سالم نصير، لـ“برّان برس”، عن الارتباط بين ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وتكامل بين أحرار الثورتين.
وأوضح أن هذا كان “من خلال ارتباط قيادات ومناضلي الثورتين، والتواصل مع بعضهم البعض، وكذا العلاقة فيما بينهم وبين قيادات حركات التحرر والقوميين العرب في المنطقة العربية، وخاصة مصر والعراق وسوريا ولبنان”.
وأضاف أن “عددًا من المناضلين الجنوبيين ساهموا مع إخوتهم من المناضلين الشماليين حتى تحققت ثورة سبتمبر، وبالمقابل أصبحت الشمال السبب الرئيس لدعم الجنوب حتى تحققت ثورة أكتوبر وحصل الجنوب على استقلاله”.
رئيس حزب العدالة والبناء فرع حضرموت، عبد الحكيم صالح بن قديم، أكّد هو الآخر أن أهداف 14 أكتوبر ارتبطت بأهداف ثورة 26 سبتمبر وتعتبر وليدة لها”. اضغط هنا لمشاهدة اللقاء الفيديو من قناتنا على اليوتيوب
وقال “بن قديم” في حديثه لـ“برّان برس”، إن “ثورة 14 أكتوبر تعتبر وليدة لثورة 26 سبتمبر، وحملت أهداف كثيرة حررت منها اليمن من احتلال بغيض دام لأكثر من 190 عامًا”.
ثورتان متلازمتان
في السياق ذاته، قال الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية تريم بمحافظة حضرموت، علي خميس صبيح، إن “ثورتي 26 سبتمر62م وثورة 14 أكتوبر 63م، متلازمتين، والثوار بينهم حبل وثيق وتعاون”.
وأضاف “صبيح” في تصريح لـ“برّان برس”، أنه “بعد أن قضى ثوار سبتمبر على الإمامة والرجعية والكهنوت في الشمال انطلقوا يساندوا ثوار أكتوبر الذين فجروا الثورة من جبال ردفان الأبية”.
ووصف هذا المشهد المتكامل بأنه “كان زخمًا ثوريًا دحر الاستعمار البريطاني البغيض”. ولهذا، قال إنه “لا ينكر إلا جاحد الترابط الوثيق بين الثورتين إلى يومنا هذا”.
ثورة مستمرة
السياسي “بن قديم”، تطرق في حديثه لـ“برّان برس”، عن إنجازات ثورة 14 أكتوبر المجيدة، وقال إنها “صنعت تاريخ مهم وحافل لحياة شعبنا، وحققت جملة من الأهداف، ولا زالت مستمرة لتحقيق أهدافها”.
وقال إنه “رغم الصعوبات التي اعترضت طريقها خلال فترة 61 إلا أن أهداف الثورة ستظل هذه هي الأهداف المرسومة في قلب وفكر كل مواطن يمني شريف يسعى إلى تحقيق هذه الأهداف”.
وشدد “بن قديم”، على ضرورة أن تكون الثورة “مستمرة حتى تتحقق هذه الأهداف”.
ولفت إلى ظروف الثورة التي قال إنها “أتت في ظرف كان اليمن يعاني من أمراض كثيرة، من استعمار بغيض وإمامة بغيضة سيطرت على شعب حضاري”.
وقال إن الشعب “لم يستطيع أن يستنهض قواه إلا من خلال مداميك الثورة والثوار الأحرار الذين ضحوا بكل ما يملكون من أرواح وأموال حتى استطاعوا أن ينجزوا هذه المهمة العظيمة التي نحن اليوم نحتفل بها”.
شروق مستقبل واعد
عن ثمار أكتوبر أيضًا، قال “صبيح”، إنه باندلاع هذه الثورة “تنفس الشطر الجنوبي من يمننا الحبيب الصعداء من ظلم الاستعمار البريطاني الذي أذاق الشعب ويلات الظلم والجهل والحرمان من أبسط الحقوق”.
وأضاف أن “هذه الثورة المجيدة تعنى لنا الشي الكثير فهي ميلاد فجر جديد وشروق مستقبل واعد تأسيس بموجبه نظامًا جمهوريًا نشر التعليم وأسس دولة نظام وقانون ومؤسسات”.
ولفت إلى “الجهود التي بذلها الثوار والدماء والشهداء التي ضحى بها رجال سبتمبر وأكتوبر”.
وشدد على ضرورة الحفاظ على مكتسبات الثورة قائلًا: “لا ينبغي أن تترك هدرًا أو أن يعبث بها من لا يعلم ولا يدرك أهدافها النبيلة بل ينبغي الحرص عليها ومواصلة المشوار”.
مناسبة مهمة
عن الاحتفاء بذكرى الثورة، قال السياسي “بن قديم”، أن “الإحتفال بمثل هذا اليوم مهم جداً”، مشددًا على ضرورة أن يحتفل كل مواطن بهذا اليوم؛ لأن من صنع هذا اليوم هم من أفضل من أنجبهم الشعب اليمني.
وأوضح في حدثه لـ“برّان بس”، أن هذه الذكرى تحمل لنا ذكريات كبيرة نستطيع أن نقول عنها أنها عظيمة، ولن ينساها الشعب اليمني، ولن ينسى أن يخلدها في كل عام”.
وفي هذا اليوم، دعا لأن “لاستذكار شهداءنا الأبطال”. وقال: يجب علينا أن نكرمهم ونكرم أسرهم، نصنع لهم التماثيل، ويضل وجودهم بيننا نستلهم منه قوانا وماضينا وحاضرنا. متمنيًا لشعبنا اليمني “كل الخير والتقدم والسعادة”.
دعوة للحوار وتعزيز الوحدة
في حديثه لـ“بران برس”، وجه السياسي “نصير”، رسالة لـ“قادة اليمن الحاليين أن يتقوا الله في هذا الشعب، ويبتعدوا عن المماحكات السياسية، والأطماع الشخصية والجلوس على طاولة حوار بدون أية شروط مسبقة، والعمل مع كافة الجهات المعنية في الداخل والخارج للخروج من هذه الأزمة التي أرهقت البلاد والعباد”.
فيما وجه المسؤول المحلي “علي صبيح”، رسالة “للشباب والجيل الحالي أن يدركوا أهمية ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وأن يعوا المؤامرات التي تحاك على الشعب اليمني للنيل من ثورتيه ومكتسباتهما”. داعيًا “للتمسك بأهداف الثورة ومواصلة المشوار فاليمن يتسع للجميع في ظل الجمهورية والعدالة والتنمية والبناء”.
بدورها، دعت الناشطة السياسية سارة الجابري، لـ“تذكر الأبطال وتضحياتهم”، مؤكدة “أهمية الوحدة الوطنية والتطلع للمستقبل مشرق، وتعزيز القيم الديموقراطية والتنمية المستدامة”.