برّان برس- وحدة التقارير:
لليوم الثاني على التوالي، تتواصل فعاليات “ليالٍ يمنية” في العاصمة السعودية الرياض، ضمن مبادرة “انسجام عالمي” التي أطلقتها وزارة الإعلام، والهيئة العامة للترفيه بالمملكة.
وانطلقت الفعاليات الثقافية اليمنية التي ستستمر 3 أيام، مساء أمس الأحد، بحضور يمني- رسمي وشعبي- كبيرين، وبحضور سفراء عدد من الدول العربية والأجنبية، على إيقاع الطرب اليمني الأصيل، وتناغم رقصات الفلكلور التراثي العريق.
وتتضمن الفعاليات استعراض فلكلوري، وكرنفال اليمن، ويتخللها حفلات غنائية يحييها عدد من كبار الفنانين اليمنيين وهم: حسين محب، عدنان العيدروس، وسهى المصري، ومهيوب، ويحيى عنبه، وكاميليا عنبر، وصلاح المهدي، وعمار العزكي.
وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التواصل الثقافي والتعايش بين الشعوب من خلال تسليط الضوء على التراث والعادات والتقاليد اليمنية التي تعد جزءاً من الثقافة المشتركة بين السعودية واليمن.
وعلى هامش الفعاليات، أجرى موفد “بران برس” لقاءات مصوّرة مع عدد من الفنانين والإعلاميين اليمنيين المشاركين في الحفلات الغنائية ومن الضيوف.
فكرة إبداعية
وكيل وزارة الإعلام، عبد الباسط القاعدي، وصف “مبادرة انسجام عالمي” بأنها “فكرة إبداعية تجمع الشعوب من مختلف دول العالم، وأيضا تبرز الخصائص والقواسم المشتركة بين الشعوب وأن ما يجمعها أكثر ما يفرقها”.
وعن الليالي الثقافية اليمنية، قال الوكيل القاعدي، في حديثه لـ“بران برس”، إنها “كانت قمة في الادهاش والإبداع والتميز”.
وأضاف أن “هذه الليالي الثقافية بما حوت منة فعاليات تراثية وفلكلورية واحتفالية وأيضاً غنائية تبرز حجم القواسم المشتركة بين اليمن والمملكة والتي تصل حد التطابق”.
والمدهش أيضًا، وفق قوله، “الحضور الكبير للجمهور اليمني وللأسر اليمنية كبار وصغار رجال ونساء بشكل غير متوق”، مضيفًا أن “هذا الحضور اليمني يثبت أن الشعب اليمني تواق للحياة تواق للفرح، أن الشعب اليمني يرفض مشاريع الموت والدمار والهلاك التي جاءت بها مليشيا الحوثي وحاولت أن تدفن الفرحة من قلوب اليمنيين”.
واختتم الوكيل القاعدي، حديثه لـ“بران برس”، قائلاً: “هي بالفعل مبادرة وإبداعية ونشكر الأشقاء في المملكة عليها وعلى هذه الليالي الثقافية اليمنية”. لافتًا إلى دور وزارة الإعلام اليمنية التي قال إنها “شاركت في اختيار الفنانين اليمنيين المشاركين، وأيضا في اختيار الفرق التي قدمت الاستعراضات الفلكلورية والكرنفالية خلال الليالي الثقافية اليمنية”.
سلام ومحبّة
الفنان الغنائي اليمني “حسين محب”، قال لـ“برّان برس”: سنقدم كل ما يليق بالحضور، وهناك مفاجآت جميلة”.
وأضاف: “سنغني نحن والجمهور، فالجمهور الذي حضر اليوم كسر الرقم القياسي في الحضور اليومي في حديقة السويدي بالرياض”.
وعبّر الفنان “محب”، عن فخره “بهذا الجمهور العريق، الجمهور الذي يؤازرنا في كل محفل وخاصة في الرياض وهي عاصمة الثقافة العالمية”.
ووجه الفنان اليمني الشهير رسالة إلى جمهوره في الداخل والخارج، قائلًا إن “السلام هو الركيزة الأهم من أي نزاعات.. السلام والمحبة هي الدائمة، وهي الاستقرار والازدهار في المستقبل الذي نحلم به ويحلم به أولادنا”.
انسجام منذ القدم
من جانبه، قال الفنان الكوميدي “محمد الحاوري”، إن الشعبين اليمني والسعودي في “انسجام منذ القدم”.
وأضاف “الحاوري”، في تصريح لـ“برّان برس”، أن “هذه الفعالية أوضحت الانسجام أكثر، فالأهازيج والتراث، كلها متقاربة مع بعض، فأكثر شعبين منسجمين هم السعودي واليمني”.
فرصة للتنفس وبلد واحد
الفنان اليمني الساخر “محمد الأضرعي”، اعتبر الفعاليات اليمنية الثقافية في الرياض، بمثابة الفرصة لليمنيين لالتقاط أنفاسهم.
وقال في حديثه لـ“بران برس”: “هذه فرصة يتنفس فيها اليمنيين، بعد أن خنقهم الحوثي ومنعهم من الغناء.. انظر الجميع يغني.. يفرح يرقص.. يرتاح، اليمنيين قدموا إلى هنا من كل اليمن جنوبًا وشمالًا”.
وعن العلاقة السعودية- اليمنية قال الفنان الأضرعي، إنها “من زمان انسجام غير عادي”، معتبرًا هذه المبادرة “تؤكد للعالم أن هناك انسجام بين الشعبين اليمني والسعودي، وأنهما بلد واحد”.
حضور كبير وانسجام عالمي
بدوره الفنان اليمني الكوميدي “علي السعداني”، قال إن “هذه الفعالية الثقافية، هي فعالية حب وانسجام وسلام، انسجام العالم كله في بوتقة واحدة، وهي انسجام عالمي من مختلف الدول، وكان حضور اليمن حضوراً لافتاً بشكل كبير جداً”.
وأضاف في تصريح لـ“برّان برس”، أن “الحضور الجماهيري كان بكل المقاييس انسجام عالمي”. مضيفًا أن “حضور الجانب اليمني ملفت، وكان له أثر كبير جداً، والجمهور جمهور كبير”.
وقال: “لم يكن هذا الجمهور في جميع الفعاليات تقريبا باستثناء فعاليات اليمن وهذا يدل على أن اليمن والسعودية قلب واحد”.
وبهذه المناسبة الثقافية التي وصفها بأنها “كبيرة”، تقدم الفنان السعداني، بالشكر لقائمين عليها “لانسجام الثقافات العالمية في بوتقة واحدة داخل الرياض، العاصمة الثقافية للوطن العربي”.
تراث مشرف
وتحدث الفنان السعداني، عن التراث اليمني وعراقته، وقال إن “اليمن يزهو ويزدهر بثقافات كثيرة وتراث كبير جداً، وكانت الفعالية أمس واليوم وغداً ستكون شيئاً مشرفاً لليمن واليمنيين”.
وأضاف أن “التراث السعودي اليمني منسجم بشكل كبير جداً في الثقافة والعادات والتقاليد، حتى على مستوى الأكلات”.
انسجام تام
من جانبها، قالت الإعلامية “مايا العبسي”، إن “هناك انسجام تام بين الثقافة اليمنية والثقافات الأخرى”، مضيفة في حديثها لـ“بران برس”، أن هذه الثقافة “تبرز أبناء اليمن الواحد على مستوى دول متعددة ومنها المملكة العربية السعودية”.
وذكرت الإعلامية العبسي، أن “اليمن دائماً تحظى بأشياء ثقافية كثيرة منها الغناء، والثقافة الفنية والشعرية، والأزياء الشعبية”.
وتحدثت أيضًا عن وجود “تقارب ثقافي كبير بين اليمن والسعودية”. مضيفةً أن “هناك ثقافات متداخلة، وتوجد فوارق بسيطة فقط، لكن تلك الفوارق تضيف ميزات إلى تلك الثقافة المشتركة والمتداخلة”.
روح واحدة ورسالة
وإلى ذلك، قال الصحفي عبدالله المنيفي، إن “مبادرة انسجام عالمي، وخاصة الأيام اليمنية ميزها الجمهور اليمني المتواجد الذي حضر هذه الفعاليات”. مضيفًا أن الجمهور اليمني “حصل على جو من الفرح والبهجة لم يجدها طوال 10 سنوات بسبب تداعيات الانقلاب والحرب”.
وأضاف لـ“بران برس”، أن هذه المبادرة “تعكس متانة الروابط والعلاقات وواحدية الثقافة وتمازج التراث والفنون”.
فيما اعتبر الصحفي محمد المخلافي، “هذه الأمسيات تجسيد للروح الواحدة التي صنعتها المملكة العربية السعودية داخل المجتمع سواء للمواطنين أو المقيمين”.
وأضاف في حديثه لـ“بران برس”، أن المبادرة تعطي “رسالة لكل الموجودين أن هذا البلد يتسع الجميع والكل مساهم في الرؤية التي تقوم مؤسسات الدولة على تنميتها وتنفيذها على أرض الواقع بما فيها الترفيه”.
وتحدث المخلافي، عن أهمية إيجاد مثل هذه الأماكن الترفيهية للمقيمين، وبالأخص الجالية اليمنية التي “ينقصها هذا الجانب بشكل كبير، ولا يستطيعون أن يعيشوا هذا الواقع الجميل والتنوع الجميل داخل بلدهم”.
وفي 17 أكتوبر/تشرين الجاري، أطلقت وزارة الإعلام السعودية مبادرة “تعزيز التواصل مع المقيمين”، إحدى مبادرات برنامج “جودة الحياة” لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، تحت شعار “انسجام عالمي”.
وتهدف المبادرة، التي تقام فعالياتها في حديقة السويدي، ضمن فعاليات موسم الرياض، إلى تسليط الضوء على حياة المقيمين في المملكة بمختلف جوانبها، إضافة لتنوع وثراء ثقافاتهم المختلفة وأوجه التكامل والانسجام مع المجتمع السعودي، والجهود المبذولة من القطاعات الحكومية والخاصة لرفع جودة الحياة في المدن السعودية.
وتستهدف المبادرة 9 ثقافات مختلفة، تمثل دول: الهند، والفلبين، وإندونيسيا، وباكستان، واليمن، والسودان، والأردن، ولبنان، وسوريا، وبنغلاديش، ومصر.
وتشمل تنظيم حفلات غنائية، وعروضا متجولة، وفقرات عائلية ثقافية وترفيهية، إضافة إلى الأطعمة الشعبية والحرف اليدوية المتنوعة، ومشاركة المواطنين والمقيمين من مختلف الجنسيات.