برّان برس ـ خاص:
تحدث الشيخ مرضي بن كعلان، أحد وجهاء وأعيان محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن)، في الحلقة الثامنة من “بودكاست برّان”، عن النكف القبلي، كواحدة من الأسلاف والأعراف القبلية المتعارف عليها لدى القبائل اليمنية.
وفي الحلقة التي خصصت للحديث عن الأسلاف والأعراف القبلية، وبثت أمس الأربعاء، قال الشيخ “كعلان” إن النكف القبلي هو “احتشاد مسلح لعدة قبائل يهدف إلى تحقيق مطلب شرعي للقبيلة التي دعت إليه”.
وأوضح أن “الدعوة إلى النكف القبلي تتم عن طريق نداء تطلقه القبيلة التي تواجه قضية معينة تتطلب وقوف القبائل الأخرى إلى جانبها، وتتم الدعوة إليه من خلال إطلاق النار في الهواء أو إرسال رسالة أو رسول إلى القبائل المجاورة تدعوها إلى مناصرتها في قضية معينة تستدعي تكاتف أكثر من قبيلة”.
ولفت إلى أن القبائل قديماً كانت في الأحداث الكبيرة “تلجأ إلى استخدام النكف، عبر امرأة تدعو إليه على متن راحلة (ناقة) تطوف القبائل وتدعوهم إلى النكف مع قبيلتها، أو رسول يحمل قماش أسود ويطوف القبائل ويدعوها إلى النكف مع قبيلته”.
وذكر “بن كعلان” أن القبائل قديماً كانت عندما تريد أن تدعو إلى النكف يتم إرسال رسول برسالة ومعه قطعة من القماش الأسود يتم ربطها في عصا على شداد الذلول أو الراحلة (الناقة) التي يتنقل عليها الرسول بين القبائل ويدعوهم إلى النكف.
وأضاف أن “القبائل تلبي من يدعوها إلى النكف وتذهب إلى قبيلته وتسمع منهم فحوى قضيتهم التي يريدون وقوف القبائل إلى جانبهم فيها، فإن كانت القضية عادلة ناصروها ووقفوا إلى جانبها وتوجهوا معها بأسلحتهم إلى القبيلة أو الجهة التي يريدون انتزاع الحق منها".
ويقول الشيخ بن كعلان، إن القبائل المنكفة بعد خروجها في النكف وعند اقترابها من مكان القبيلة أو الجهة المطلوبة للحق، تنصب مطارح لها بالقرب من تلك القبيلة أو الجهة، تقوم بإرسال رسول إلى تلك الجهة، ويطلبون منها الجلوس في الحق، وفي حال لم تستجب تلجأ القبائل المجتمعة في النكف إلى استخدام القوة لإجبار الجهة الرافضة للحق إلى الاستجابة والانصياع إليه.
ولفت إلى أنه في حال استجابت الجهة ولم يستجب المعني بالقضية من أبنائها تحدد قبيلته موقفها منه وتتخلى عنه بعد أن تقوم بدفع ما عليه من حقوق للآخرين، وبعد تحقيق المطالب المشروعة للقبائل المنكفة يتم رفع مطارح النكف وتكون القبائل قد حققت من خلال النكف انصاف قضية عادلة.
والشيخ مرضي بن كعلان، هو أحد الوجاهات القبلية بمحافظة مأرب، نشأ وترعرع في كنف والده الشيخ مبخوت بن ناجي كعلان، والتحق بالقوات المسلحة عام 1974، وعمل بعدة مناطق في تعز وصنعاء قبل انتقاله إلى مأرب.
وبرز الشيخ مرضي، في حل النزاعات القبلية بمحافظة مأرب والمناطق المجاورة، ولعب دوراً بارزاً في تحقيق الأمن والسلم الاجتماعي.
لاستماع الحلقة الصوتية الجديدة من “بودكاست بران” الجديدة (أسلاف وأعراف قبلية).. اصغط هنا
لمشاهدة الحلقة الجديدة من “بودكاست بران” الجديدة (أسلاف وأعراف قبلية) فيديو.. اصغط هنا
