|    English   |    [email protected]

تخوف وثأر.. ما وراء هجمات الحوثيين وحروبهم المتواصلة على قبائل البيضاء؟

السبت 11 يناير 2025 |منذ 5 ساعات
تخوف وثأر.. ما وراء هجمات الحوثيين وحروبهم المتواصلة على قبائل البيضاء؟ تخوف وثأر.. ما وراء هجمات الحوثيين وحروبهم المتواصلة على قبائل البيضاء؟

برّان برس - خاص:

أطلقت جماعة الحوثي المدعومة إيرانيًا، مطلع الأسبوع المنصرم، حملة عسكرية واسعة باتجاه قبائل "آل مسعود "في منطقة "الحنكة" بمديرية القريشية بمحافظة البيضاء (وسط اليمن)، على خلفية تعر ض أحد الأطقم التابعة لها لإطلاق نار من قبل شبان مستائين من ممارسات مسؤولين أمنيين ومشرفين تابعين للجماعة.

وبعد 4 أيام من الحصار الخانق على القرية، والذي رافقه هجوم عنيف بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها الدبابات والطيران المسير، بدأت الجماعة باقتحام القرية، فيما اضطرت عشرات الأسر للنزوح، بسبب القصف المكثف الذي تشنه الجماعة المدعومة إيرانيًا بلا هوادة، مستهدفةً منازل المواطنين غير آبهة بالنساء والأطفال والمدنيين.

والهجوم على قرية "الحنكة"، واحد من سلسلة حروب تشنّها الجماعة ضد قبائل البيضاء، منذ اللحظات الأولى لدخول المحافظة أواخر العام 2014، بعد انقلابها على الدولة، واجتياحها للعاصمة صنعاء.

مخاوف كبيرة

وعمّا وراء الاستهدافات المتكررة التي تشنها جماعة الحوثي، ضد قبائل البيضاء (وسط اليمن)، تحدثت الباحثة اليمنية في شؤون إدارة النزاعات، والمتخصصة في شؤون القبائل والحوكمة غير الرسمية في اليمن، ندوى الدوسري، مشيرة إلى مخاوف كبيرة لدى الحوثيين من البيضاء وقبائلها.

عدة عوامل تقف وراء تخوف الحوثيين من قبائل البيضاء، وفق الدوسري، ومنها "إرثها التاريخي في مقاومة الإمامة ونضالها في ثورة 26 سبتمبر،بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي أمنيا وعسكريا وسياسيا حيث تتوسط 8 محافظات (4 جنوبية وأربع شمالية)"، مؤكدة أن الحوثي "يتخوف من أي احتمال لخسارة المحافظة".

وترى الباحثة ندوى الدوسري، أن جماعة الحوثي "تدرك أيضا مدى كراهيتها لدى القبائل، وأن أي تحرك عسكري ضدها فإن القبائل ستسانده، وبالتالي فهي تحاول القيام بخطوات استباقية، والتركيز على استخدام السلاح الثقيل، وترويع السكان، وحرق البيوت، وانتهاك العرض، وكل هذه هدفه تركيع الناس حتى يتخوفون من المقاومة"، حد قولها.

محاولة لخلط الأوراق

ولتبرير هجماتها "الوحشية" على القرية، اتهمت الجماعة قبائل "آل مسعود" بالتستر وحماية "العناصر التكفيرية"، متوعدة باستمرار حملتها "الوحشية"، وعدم التهاون مع "كل من يسعى لإقلاق الأمن والسكينة"، حد زعمها، وهي ذات اليافطة التي تستخدمها الجماعة في كل حرب لها ضد القبائل.

في المقابل، أكد ناشطون من "قيفة"، أن الحوثيين يسعون إلى القبض على شباب من "آل مسعود" يقومون بتدريس القرآن، وأن الجماعة تحاول منع تحفيظ القرآن منذ فترة عبر مشرفيها في المنطقة، لذلك سيّرت حملتها المصحوبة بكل الأسلحة من أجل تركيع القرية وأبنائها، حد تعبيرهم.

وعن استخدام الجماعة المصنفة إرهابيا "يافطة الإرهاب"، كمبرر لهجماتها على القبائل، قالت الدوسري في حديثها لـ"برّان برس"، إن "الحوثيون يستخدمون شعار الإرهاب منذ البداية، ويتهمون كل من يعارضهم خصوصا المقاتلين على الأرض والقبائل بالإرهاب"، وفي ذلك، برأي الدوسري "محاولة لخلط الأوراق".

ولفتت "الدوسري"، إلى أن "الغرب أحياناً يتأثر بهذه السردية، خاصة وأن القاعدة لها تواجد في البيضاء، وفي السنوات الأولى من الحرب قال مسؤولين أمريكيين كبار أنه بالإمكان أن يكون الحوثي شريكًا في مكافحة الإرهاب، وقالوا أنهم نسقوا مع الحوثي لضربات في البيضاء".

 وبالتالي ترى الباحثة اليمنية أن الحوثيون "يريدونها فرصة لتسويق أنفسهم في الخارج، بالإضافة إلى أن في ذلك جزء من إهانة الناس والقبائل بأنهم دواعش وارهابيين"، حد قولها.

ثأر للإمامة

وعن سبب استعصاء قبائل البيضاء على الحوثيين، فأرجعت "الدوسري" ذلك، إلى أن "القبائل في البيضاء لها باع في مقاومة الإمامة والسلالة، وهذا لن يتغير بمجرد أن الحوثي يفرض سلطته بالقهر والترويع والتفجير والإرهاب".

وأكدت أن "قبائل البيضاء لديها مبادئ، فهي قبائل جمهورية، وكانت من السباقة في دعم ثورة 26 سبتمبر وتثبيت الجمهورية، وبالتالي هناك ثأر من الحوثي ضد قبائل البيضاء باعتبار الحوثي امتداد للإمامة".

ويعتبر الهجوم على قرية "الحنكة"، واحد من سلسلة هجمات وحروب استهدفت بها الجماعة، قبائل البيضاء، والتي كان آخرها في، مطلع سبتمبر/أيلول المنصرم، حيث شهدت البيضاء حينها الماضية اشتباكات عنيفة، بين قبائل من مدينة رداع، وبين جماعة الحوثي بعد حادثة اغتصاب أحد مشرفي الجماعة لطفل من أبناء القبيلة في أحد سجونها، ومحاولة الجماعة التستر على الجاني.

وسبق تلك الاشتباكات، مواجهات عنيفة بين مسلحي الحوثي وقبائل قرية "حمة صرار" بمديرية "ولد ربيع"، استمرت عدة أيام، وأسفرت عن مقتل عدد من مسلحي الجماعة، وطردهم من القرية، على خلفية مقتل أحد أبناء القرية في نقطة أمنية تابعة للجماعة.

مواضيع ذات صلة