بران برس- وحدة التقارير:
بعد 100 ساعة من الهجوم والقصف “بلا هوادة” بمختلف الأسلحة الثقيلة والدبابات والطيران المسيّر، حسمت جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، معركتها المسلّحة ضد قبيلة “آل مسعود” بقرية الحنكة التابعة لمديرية القريشية شمال غربي محافظة البيضاء (وسط اليمن).
كان سكّان القرية يعيشون حياتهم الاعتيادية، ولم يتوقع أحدهم أن حادثة إطلاق نار عرضية شهدتها المنطقة ستدفع الجماعة لحشد أسلحة الدولة التي استولت عليها وتخوض بها حربًا صفرية ضد الأهالي العزّل.
أرتال من الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية والطائرات المسيّرة دفعت بها إلى مداخل القرية، وفرضت عليها حصًارًا خانقًا، قبل أن تمطر المنازل والممتلكات بأنواع الأسلحة بدءً من الخميس 9 يناير/كانون الثاني 2025.
وأظهرت مشاهد تداولها نشطاء على منصّات التواصل الاجتماعي، كثافة الهجوم، وقوّته التدميرية. لم يكن أمام بعض المواطنين سوى توثيق احتراق منازلهم وممتلكاتهم جراء القصف، وسط ذهول وصرخات النساء والأطفال.
بعد يوم من اقتحامها للقرية، تفيد مصادر محلية بأن الجماعة أحرقت وفخخت ونهبت 22 منزلاً في القرية، وسط تحذيرات من تزايد حدة الجرائم بحق الأهالي مع استمرار قطع شبكات الاتصالات وحجب الإنترنت عن القرية ومحيطها.
حروب عدمية
كانت البيضاء، من أولى المحافظات التي هاجمتها الجماعة الحوثية المدعومة إيرانياً عقب اجتياحها للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014. ورغم سيطرتها العسكرية الكاملة عليها، إلا أنها لم تتمكّن من إخضاع أبنائها حتى الآن.
فإلى جانب محاولتها فرض أفكارها ومعتقداتها الطائفية الدخيلة على المجتمع اليمني، عمدت الجماعة إلى فرض مشرفيها بكل مدينة وعزلة وقرية ومنحتهم صلاحيات مطلقة تصل حد القتل وتفجير المنازل على رؤوس ساكنيها.
هذه الصلاحيات، حاول المشرفون استخدامها لامتهان المشائخ ورموز المجتمع وإلغاء دورهم ومكانتهم، وانتهاك الأعراف القبيلة، وهو ما دفع أبناء القبائل لمقاومة هذا الوضع الجديد، والتصدّي لمحاولات إخضاعهم بالقوّة والترهيب، وإلحاقهم بمشروع عنصري سبق وقاومه آباؤهم وأجدادهم.
في هذا التقرير، يرصد “بران برس” أكثر من 10 حروب “عدمية” خاضتها الجماعة الحوثية، في أوقات متفرقة خلال السنوات الـ10 الماضية، ضد قبائل البيضاء.
في معظم هذه الحروب، كانت تستخدم الحصار المميت، وتقصف المنازل والأعيان المدنية بالأسلحة الثقيلة قبل أن تجتاح القرى وتنكّل بأهلها. وجميعها تتزامن مع دعاية ممنهجة لتشويه أبناء القبائل ووصمهم بتهم “الإرهاب”.
لماذا قبائل البيضاء؟
عن سبب حروب الحوثيين ضد قبائل البيضاء، وقبائل رداع بالتحديد، أوضحت الباحثة اليمنية في إدارة النزاعات، ندوى الدوسري، لـ“بران برس”، أن “لدى الحوثي خوف كبير من البيضاء وقبائلها؛ نظرًا لإرثها التاريخي في مقاومة الإمامة ونضالها في ثورة 26 سبتمبر، بالإضافة لموقعها الاستراتيجي أمنيًا وعسكريًا وسياسيًا، حيث تتوسط 8 محافظات”.
وأضافت “الدوسري”، أن “الحوثيين يتخوفون من أي احتمال لخسارة المحافظة، لأنهم يدركون مدى كراهية القبائل لهم، وأن أي تحرك عسكري ضدهم فإن القبائل ستسانده، ولهذا يحاولون القيام بخطوات استباقية”.
وحول تركيز الحوثيين على “استخدام السلاح الثقيل وترويع السكان وحرق البيوت وانتهاك العرض”، أوضحت الباحثة اليمنية أن “هدفه تركيع الناس حتى يتخوفوا من المقاومة”.
جريمة حمّة صرار
قبل الحرب على “آل مسعود”، وتحديدًا في 8 أغسطس/آب 2024، كانت الجماعة قد بدأت هجومًا مماثلًا على قرية “حمه صرار”، إحدى مناطق قيفة بمديرية “ولد ربيع” المجاورة، بعد حصارها من كل الجهات، وباستخدام ذات الأسلحة الثقيلة والطيران المسيّر.
وجاء الهجوم، الذي استمر لأيام، إثر احتجاج أبناء الحمة على مقتل أحد أبنائهم بنيران أفراد نقطة تفتيش فرضتها جماعة الحوثي بمدخل القرية ضمن مجموعة نقاط استحدثتها في المنطقة.
تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد لتعزيزات عسكرية كبيرة استقدمتها من مدينة رداع، وأخرى استدعتها من جهة عنس بمحافظة ذمار لإطباق الحصار على القرية تمهيدًا لاجتياحها.
منظمة “سام” للحقوق والحريات، قالت إن “جريمة حمة صرار ليست فردية، ولا يمكن النظر إليها بمعزل عن استراتيجية الحوثيين القمعية”. مضيفة أنهم سبق ومارسوا “انتهاكات وجرائم فظيعة بحق المدنيين في البيضاء”.
هذه الانتهاكات، تأتي وفق “سام”، ضمن محاولة الجماعة لإخضاع أبناء البيضاء، وإجبارهم على التسليم بمشروعها المستند إلى حقها السياسي في الحكم وفق نظرية “الاصطفاء الإلهي”، والتي تعتبر معارضة هذا المشروع “تمردًا وعداءً لا يغتفر”.
وأشارت “سام”، إلى أن الجماعة تسعى لـ“تنفيذ حملات انتقام، خشية خروج بقية القرى عن سيطرتها”. لافتة إلى تدوينة نشرها حينذاك الصحفي الحوثي، أسامة ساري، “وجه فيها اتهامات خطيرة ضد أبناء القرية، واصفاً إياهم بعناصر تنظيم القاعدة ومشبهًا إياهم بالإسرائيليين”. وهو ما أكّدته الباحثة الدوسري، في حديثها لـ“بران برس”.
حي الحفرة والهجوم المروّع
في 19 مارس/آذار 2024، داهمت حملة عسكرية حوثية “حي الحفرة” بمدينة رداع، وفجّرت 9 منازل على رؤوس ساكنيها، وأسفرت عن مقتل وإصابة نحو ٣٥ مدنيًا، غالبيتهم نساء وأطفال.
وبدلًا من الاعتذار للضحايا وتعويضهم، حاولت الجماعة التنصّل من الجريمة، ومارست ضغوطًا على الأهالي لإجبارهم على التنازل عن القضية، التي هزّت البيضاء واليمن عمومًا، ولاقت إدانة محلية ودولية واسعة.
منظمة العفو الدولية، وصفت الواقعة بـ“الهجوم المروّع” نتج عنه “مقتل وجرح عشرات المدنيين. وقالت في تدوينة بحسابها على منصة “إكس”، إن “ضحايا هذا الهجوم الشنيع وعائلاتهم يستحقون الحقيقة والعدالة والتعويض”.
قرية خبزة.. جرائم ممتدّة
قرية خبزة بمديرية القريشية، تضم نحو ألفين نسمة، واحدة من أبرز مناطق البيضاء التي طالها البطش الحوثي.
آخرها هجوم بدأته الجماعة في 12 يوليو/تموز 2022، شنّت قصفًا عنيفًا وعشوائيًا على القرية، باستخدام الدبابات، وصواريخ الكاتيوشا، ومدافع الهاوزر والهاون، والطيران المسيّر.
جاء الهجوم بعد حصار خانق لأكثر من 10 أيام، بذريعة البحث عن مجهول قالت إنه هاجم أحد نقاطها تبعد عن القرية 5 كم، ورغم تأكيد الأهالي بعدم معرفتهم بالجاني، واستعدادهم للتعاون مع الجماعة في البحث عنه.
في ٢١ يوليو/تموز، ناشد أهالي خبزة، الصليب الأحمر الدولي، التدخل لإنقاذ الجرحى، وفتح معبر آمن لإدخال الأدوية إلى قريتهم التي تتعرض للحصار والقصف بأنواع الأسلحة “دون مبرر، أو مسوغ قانوني أو شرعي”.
وأكد الأهالي، في نداء الاستغاثة، “سقوط العشرات ما بين قتيل وجريح”، محملين “سلطة الأمر الواقع (الحوثيين) المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي ترتكب بحق قرية خبزه وأبنائها”.
فيما قالت منظمة سام، إن الهجوم والقصف على خبزة “تسبب خلال أسبوع 12- ١٩ يوليو بمقتل 10 مدنيين بينهم طفلتين وامرأة، وإصابة نحو 7 آخرين. فيما تضرر واحترق أكثر من 8 منازل، وآبار مياه ومزارع قات.
وأكّدت أن انتهاكات الحوثيين في خبزة “ليست الأولى”، فمنذ اجتياحهم للقرية في 14 نوفمبر 2014، ارتكبوا نحو 800 انتهاك، منها قتل 43 مدنيًا بين شيخ وشاب وامرأة وطفل، وإصابة 86 آخرين. إضافة لتهجير أكثر من 257 أسرة، وتسوية 16 منزلًا بالأرض، والإضرار بـ80 منزل، إلى جانب مدرسة ووحدة صحية ومسجدين.
وقالت إن الجماعة “حوّلت خبزة، إلى قرية أشباح بفعل الدمار والخراب”. مضيفة أن “تعمد استهداف المدنيين بالهجمات الصاروخية والهجوم المسلح يُرتب المسئولية الجنائية ضدها، ويستوجب تحركًا حقيقيًا لوقف هذه الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها”.
قبيلة الزوَب ومسلسل الانتقام
من بين كل الحروب الحوثية في البيضاء، كانت حروبها ضد قبيلة الزوَب، التي تضم أكثر من 4 ألف نسمة، هي الأطول والأكثر عنفًا ووحشيّة.
خلال الست السنوات الأولى من اجتياحها البيضاء، شنّت الجماعة أربع حروب مسلّحة ضد قرية الزوَب. الأولى عقب دخولها المحافظة، وتحديدًا نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2014، وتمكّن أبناء القبيلة من التصدّي له.
ومنتصف العام 2015، عاودت الهجوم على القرية، وهذه المرّة استخدمت راجمات الصواريخ لقصف المنازل وتهجير جميع الأسر، إلا أنها انتهت بهزيمة الجماعة ومغادرتها القرية.
حينها، كانت عناصر حوثية قد تسللت إلى القرية مستغلّة العلاقات الاجتماعية، وما إن استقرت تلك العناصر حتى بدأت بتنفيذ اعتقالات تعسفية لأبناء القرية، واقتحام المنازل وتفجيرها، وفرض جبايات على المزارعين.
وفي مارس/آذار 2016، بدأت ثالث هجوم على “الزوّب” بعد حصارها لأكثر من أسبوعين، وقتلت عدّة مواطنين، ومنعت إسعاف الجرحى بما فيهم النساء والأطفال، واستهدفت خزانات المياه، وشبكات الاتصالات، وخطوط الكهرباء، وانتهت بوساطة وتوقيع اتفاق.
ومنتصف أغسطس/آب 2019، بدأت عملية هجومية رابعة لاجتياح القرية بعد أن أخضعت ما تبقّى من مناطق قيفة لسيطرتها. وتمكنت من السيطرة على كامل المحافظة في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وصفت منظمة سام، انتهاكات الحوثيين في “الزوَب” بأنها “جرائم حرب”. وقالت إن الجماعة تعمّدت اجتثاث كل مقومات الحياة والبقاء في القرية “انتقاماً من المدنيين وعقاباً لهم”. مقدّرةً خسائر الأهالي بمئات الملايين.
وخلال هذه الفترة، قالت “سام”، إنها رصدت مقتل أكثر من 40 مدنياً من أبناء قبائل الزوب، وإصابة 60 آخرين، بينهم نساء وأطفال. إضافة إلى اعتقال أكثر من 150 مدنياً، وتهجير أكثر من 450 أسرة.
كما رصدت تدمير وإحراق 30 منزلًا كليًا، وتدمير 200 منزل جزئياً. إلى جانب تدمير ثلاث مدارس وحرمان أكثر من 600 طالب وطالبة من التعليم. وكذا تدمير 7 آبار مياه، وإحراق محطة وقود وقاطرة نفط، ونهب 11 منزلاً، و3 متاجر، وتضرر 6 سيارات، ونهب 37 سيارة وناقلة، واحتلال ونهب مستشفى خاص.
العقلة وآل حميقان أهداف ثابتة
في العام 2017، بدأت اجتياح منطقة العقلة بمديرية الصومعة شرق البيضاء، تحت غطاء الدبابات وصواريخ الكاتيوشا، بمزاعم ملاحقة “مطلوبين” هاجموا نقطة مسلّحة، إلا أنها واجهت مقاومة شرسة من رجال القبائل.
وطوال السنوات الثلاث التالية، برزت قرى العقلة كهدف ثابت لحملات حوثية مسلّحة توسّعت لتشمل قرى في مديرية الزاهر، وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا من المواطنين، وخسائر مادية كبيرة في المنازل والممتلكات.
ففي أبريل/نيسان 2020، شنّت قصفًا عنيفًا بمختلف أنواع الأسلحة على القرى السكنية بمنطقة العقلة، استمر لأيام، وخلف قتلى وجرحى من المدنيين، وأضرار ودمار في منازل والممتلكات.
من الضحايا، استشهاد الطفلة فرح سليم الحيسي (5 أعوام)، وإصابة والدتها الحامل، إثر سقوط قذيفة على منزلهم في 21 أبريل/نيسان.
وطال القصف المنازل والأعيان في مناطق المسابغ والمدلوك، وسط حالة من الهلع سادت النساء والأطفال.
قبلها بأيام، شنّت قصفاً مكثّفاً بأنواع الأسلحة الثقيلة على عدّة قرى ومناطق آهلة في مديرية الزاهر آل حميقان، وألحقت أضرارًا بالعديد من المنازل، ومنها منازل بوادي آل سعيد، وأثارت الهلع في أوساط النساء والأطفال.
جريمة الطفة.. وحرب آل عواض
في يونيو/حزيران 2020، خاض الحوثيون أكبر معاركهم في البيضاء، ضد قبائل آل عواض وقبائل المحافظة المتحالفة معها، والتي كانت قد تداعت لمواجهة تجاوزات مشرفي الحوثي بالمحافظة، وتحديدًا جريمة قتل المواطنة “جهاد الأصبحي” بمديرية الطفة في 27 أبريل/نيسان 2020.
كان الحوثيون قد هاجموا منزل المرأة بأكثر من 30 عربة عسكرية متنوعة وبأسلحة ثقيلة، وقاموا بقتلها ونهب محتويات المنزل، وهو ما أثار غضب قبائل البيضاء، التي طالبت بالثأر والقصاص.
ومع محاولة الحوثيين التنصّل عن الجريمة، دعا الشيخ القبلي، ياسر العواضي، قبائل البيضاء وأبنائها إلى الاحتشاد والاستعداد لقتال الحوثيين في حال عدم استجابتهم، وتصاعد التوتر بين الجانبين لنحو شهرين.
وأثناء تدخل الوساطات للتهدئة، كان الحوثيون يحشدون تعزيزات عسكرية من محافظات صعدة وصنعاء وذمار إلى حدود مديريتي ردمان والسوادية، استعدادًا للهجوم على مناطق آل عواض التي يتجمع فيها رجال القبائل.
وفي يونيو 2020، شنت الجماعة هجومًا واسعًا على مناطق القبائل بمديرية ردمان، مستخدمة سلاح المدفعية والقذائف الصاروخية والطائرات المسيّرة، وانتهت بسيطرتها على تلك المناطق، والانتقام من أبناء القبائل ورموزها.
قرية حميضة وتحالف الإرهاب
مطلع 2015، هاجمت جماعة الحوثي قرية حميضة شطير بمديرية ولد ربيع شمال غربي البيضاء، وتصدّت للهجوم أسرة “آل صلوح”، التي تنتمي إلى قبيلة آل شطير التابعة لقبائل قيفة.
ومع الظهور المفاجئ لـ“داعش” في بعض مديريات البيضاء، حاول اقتحام القرية ونصب نقاط مسلحة على مداخلها إلا أن أسرة “آل صلوح”، تصدّت له أيضًا، وأجبرته على الفرار.
ولاحقًا، تحالف الحوثيون مع “داعش” للانتقام من “آل صلوح” ومن معها، وتمكنا من السيطرة على القرية عام 2018، وارتكبوا جرائم متعددة بحق الأهالي.
قال المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، إن مسلّحي الحوثي وداعش شنوا حرباً مشتركة “انتقامية” على أهالي قرية حميضة شطير التي لا يتجاوز سكانها 350 نسمة، وفرضوا عليهم حصاراً خانقاً لقرابة سنة، تزامن مع قصف بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وانتهى باقتحام القرية منتصف 2018.
ورصد المركز الحقوقي، في تقريره “دموع على الركام” (أكتوبر 2023)، مقتل 5 مدنيين بينهم طفلة (7 سنوات)، وإصابة 6 آخرين بينهم امرأه. وكذا تفجير 5 منازل، وتدمير 8 مزارع وبئر، ونهب الممتلكات منها السيارات والمواشي، وتهجير الأسر التي تضم 60 فرداً، جلّهم نساء وأطفال.
آل مشدل.. والانتقام المدمّر
في 20 أغسطس/آب 2015، اجتاحت الجماعة الحوثية وادي الحلق بمنطقة آل مشدل التابعة لمديرية البيضاء، بعد تغلّبها على مقاومة أهالي المنطقة بقيادة الشيخ قاسم حسين المشدلي وأولاده.
ومما قامت به اقتحام ثلاثة منازل للشيخ المشدلي، ونهبها قبل أن تقوم بتفخيخها وتسويتها بالأرض. وبعدها بشهرين، اقتحمت قرية العيوف بذات المديرية، وداهمت المنزل الرابع للمشدلي، وقامت بتفجيره بعد نهبه.
وبرزت البيضاء، كأكثر المحافظات اليمنية عرضة لجرائم تفجير المنازل. فبحسب تقرير “دموع على الركام”، فقد شهدت البيضاء تفجير 118 منزلًا من أصل 713 منزلاً فجّرها الحوثيون في 15 محافظة يمنية، بين مارس 2014 وسبتمبر 2023. وشملت 10 مديريات منها: 24 منزل بمديرية القرشية، و22 منزل بمديرية ولد ربيع.
تاريخ سياسي وحضاري
إضافة إلى موقعها الجغرافي المتميّز الذي يتوسط اليمن، ويتصل بثماني محافظات (أربع محافظات شمالًا، ومثلها جنوبًا)، تتمتع البيضاء بتاريخي سياسي خاص جعلها تبدو شبه مستقلة عن السلطات المركزيّة الحاكمة في البلاد، سواء عن سلطات الاحتلال البريطاني جنوب البلاد أو عن حكم الإمامة المستبد في صنعاء شمالًا.
وكان يحكمها السلاطين من آل الرصاص، إضافة إلى نفوذ المشايخ من آل حميقان وآل عزان وآل دبان وآل مظفر وآل عوض وغيرهم.
وورثت مدينة البيضاء، موقعها كعاصمة لمخلاف سرو مذحج (مدينة حصي)، وظلت تحتل هذا المركز حتى أواخر القرن العاشر الهجري.
وتضم مدينة المقرانة، التي كانت عاصمة الطاهريين في عهد أشهر سلاطينهم عامر بن عبدالوهاب، أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر الميلادي.
إضافة إلى وعلان المركز الأثري القريب من رداع، والغني بالآثار الحميرية. كما تضم الكثير من المواقع الأثرية والمدن التي كانت مراكز مهمة في تاريخ اليمن الإسلامي، وفق الموسوعة اليمنية.