![رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو](https://barran.press/uploads/topics/17390501378429.jpg)
برّان برس:
أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة 7 فبراير/شباط 2025، موجة من الاستنكار والإدانة الشديدتين من قبل الدول العربية، حيث عبرت عن رفضها القاطع لهذه التصريحات التي وصفتها بـ “المنفلتة والمتهورة والمستفزة”.
واعتبرت، التصريحات الإسرائيلية تجاه المملكة العربية السعودية، تعديًا سافرًا على سيادة المملكة وحقوق الشعب الفلسطيني في آن واحد.
وأمس الجمعة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في لقاء مع قناة إسرائيلية، إنه يمكن للسعوديين إقامة دولة فلسطينية على أراضيهم، لأن لديهم “الكثير من الأراضي”، وذلك ردًا على تصريحات المسؤولين السعوديين بشكل دائم عن تمسك المملكة بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
وفي هذه المادة، يرصد “بران برس”، أبرز ردود الفعل العربية، التي أكدت وقوفها الكامل إلى جانب السعودية، ورفضها المساس بحقوق الشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره.
تصريحات غير مسؤولة
وفي أول تعليق على التصريحات الإسرائيلية، استنكر، البرلمان العربي، اليوم السبت 8 فبراير/شباط 2025، بأشد العبارات التصريحات "غير المسئولة" التي صدرت من الجانب الإسرائيلي، محذرًا من خطورة مثل هذه التصريحات كونها "سوف تؤدي لتأجيج الصراعات بالمنطقة وتهديد الأمن والاستقرار والسلم العالمي".
وأكد رئيس البرلمان “محمد بن أحمد اليماحي”، في بيان أصدره، اليوم السبت، رفض البرلمان العربي لهذه التصريحات التي قال إنها “تمس سيادة المملكة العربية السعودية وأمنها واستقرارها كما انها تعد خرقًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”، مشددًا على أن أمن واستقرار المملكة العربية السعودية هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي والمساس به لا يمكن قبوله.
تصريحات منفلتة
الخارجية المصرية، أدانت في بيان لها، “بأشد العبارات” التصريحات “المنفلتة وغير المسؤولة” الصادرة عن الجانب الإسرائيلي والتي تحرض ضد السعودية وتطالب ببناء دولة فلسطينية بالأراضي السعودية.
واعتبرت تلك التصريحات، “مساس مباشر بالسيادة السعودية، وخرق فاضح لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
وأكد البيان رفض مصر “بشكل كامل هذه التصريحات المتهورة والتي تمس بأمن المملكة وسيادتها"، مشددة على أن أمن السعودية واحترام سيادتها هو خط أحمر لن تسمح مصر بالمساس به، ويعد استقرارها وأمنها القومي من صميم أمن واستقرار مصر والدول العربية لا تهاون فيه".
وأشارت الخارجية المصرية إلى أن التصريحات الإسرائيلية تمثل تجاوزًا للأعراف الدبلوماسية وتعديًا على سيادة المملكة العربية السعودية، فضلًا عن كونها افتئاتًا على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه وفقًا لحدود 4 يونيو 1967.
وأكدت مصر وقوفها إلى جانب المملكة العربية السعودية بشكل كامل ضد هذه التصريحات المستهترة، ودعت المجتمع الدولي إلى إدانتها وشجبها بشكل كامل.
سيادة السعودية خط أحمر
بدورها، عبرت دولة الإمارات، عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتصريحات المستفزة التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إقامة دولة فلسطينية في أراضي المملكة العربية السعودية.
وأكدت الإمارات في بيان نشرته وزارة خارجيتها رفضها القاطع لهذه التصريحات التي اعتبرتها “تعديًا سافرًا” على قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأعرب وزير الدولة خليفة بن شاهين المرر، عن تضامن الإمارات الكامل مع السعودية والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها وسيادتها، مشددًا على أن سيادة السعودية "خط أحمر" لا تسمح الإمارات لأي دولة بتجاوزه أو التعدي عليه.
كما أكد المرر رفض الإمارات القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره، داعيًا إلى ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتُقوض فرص السلام.
وحث المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن على الاضطلاع بمسؤوليتهم ووضع حد للممارسات غير الشرعية.
وجدد وزير الدولة الإماراتي التأكيد على موقف الإمارات التاريخي الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني، وضرورة إيجاد أفق سياسي جاد لحل الصراع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، مؤكدًا أن لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولتين.
عنصرية ومعادية للسلام
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الفلسطينية عن إدانتها الشديدة لهذه التصريحات، ووصفتها بأنها “عنصرية ومعادية للسلام”، معتبرة أنها تمثل انتهاكًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، فضلًا عن كونها تهديدًا لاستقرار السعودية والدول العربية كافة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وأكدت فلسطين تضامنها الكامل مع السعودية في مواجهة هذه التصريحات، مشيدة بموقف المملكة الثابت في دعم الحقوق الوطنية الفلسطينية.
كما طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، المجتمع الدولي بإدانة هذه التصريحات الإسرائيلية، مشددًا على أن دولة فلسطين لن تكون إلا على أرض فلسطين، مُشيدا بموقف السعودية الداعم لحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.
تحد للقوانين
واستنكر السودان، السبت، تصريحات الحكومة الإسرائيلية “بشأن إقامة دولة فلسطينية في أراضي السعودية”، معتبرا أنها “تمس بسيادة المملكة” وتمثل “تحديا للقوانين الدولية”.
وقالت الخارجية السودانية، في بيان: “نستنكر التصريحات غير المسؤولة الصادرة من الحكومة الإسرائيلية بخصوص المملكة العربية السعودية وما تضمنته من مساس بسيادتها وتحد للقوانين والأعراف الدولية”.
وأضاف البيان أن “الحديث عن إقامة دولة فلسطينية داخل الأراضي السعودية، لا يعد فقط انتهاكا لسيادة المملكة السعودية، بل يمثل تماديا من إسرائيل في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني وخرق قواعد القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة”.
رعونة واستفزاز
يمنيا، اعتبر حزب الإصلاح، استفزاز رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" للمملكة العربية السعودية، تأكيداً على قوة وأهمية الموقف السعودي الثابت والصلب تجاه حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته.
جاء ذلك في بيان للمتحدث الرسمي باسم الإصلاح، نائب رئيس دائرته الإعلامية "عدنان العديني"، اطلع عليه "برّان برس"، عبّر فيه عن تقدير حزبه "للموقف القوي والمبدئي لقيادة المملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أرضه ورفضها ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة".
ودعا "العديني" كل أحرار العالم إلى "التصدي للرعونة الاسرائيلية"، التي قال إنها "لم تكتف بجرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطني بل تمادت بإطلاق تصريحات مستفزة".
ولفت إلى أن التصريحات "المستفزة" لرئيس وزراء الاحتلال "تتجاوز سيادة الدول بدءاً بجمهورية مصر العربية ومملكة الأردن، وأخيراً بالإساءة للمملكة العربية السعودية والتعريض بسيادتها من خلال تصريحات مستهجنة صدرت عن مجرم الحرب نتنياهو بالحديث عن إقامة دولة فلسطينية في الأراضي السعودية".
وأضاف: "إن هذا الصلف والاستفزاز تجاه الشقيقة السعودية هو تأكيد على قوة وأهمية الموقف السعودي الثابت والصلب تجاه حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته على أرضه ويشاطرها كل دول العالم والضمير الحر".
قمة عربية
كشفت الجامعة العربية، مساء السبت، عن اتصالات تجرى حاليا لعقد قمة عربية لبحث القضية الفلسطينية، بحسب ما ذكره الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، خلال مداخلة هاتفية على قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية، غداة إعلان البحرين دعمها مقترح عقد قمة عربية طارئة بالقاهرة رفضا لتهجير الفلسطينيين.
وأوضح زكي أن "هناك اتصالات حالية لعقد قمة عربية لبحث القضية الفلسطينية، لكن الميعاد لم يتحدد بعد"، مشيرا إلى أن تحركات جامعة الدول العربية تهدف إلى "مجابهة مزاعم إسرائيل وتأكيد مبدأ حل الدولتين".
وأكد أن "الموقف العربي متماسك والكل يقف وراء الفلسطينيين ومصر والأردن في رفض مسألة التهجير".
والجمعة، ذكر وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، لوكالة الأنباء الرسمية لبلاده، دعم المنامة مقترح عقد قمة عربية طارئة بالعاصمة المصرية القاهرة، وذلك بعد أيام من إفصاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مخطط للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.
ويحق للبحرين باعتبارها رئيسة القمة العربية الحالية بعد استضافتها في مايو/ أيار 2024، أن تدعو إلى قمم أخرى طارئة بالتوافق مع بقية الدول الأعضاء في الجامعة العربية، وفق مراسل الأناضول.
والثلاثاء الماضي، كشف ترامب بمؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عن عزم بلاده الاستيلاء على غزة بعد تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى دول أخرى، قبل أن يعلن الجمعة أنه "ليس مستعجلا" بشأن الخطة على وقع سيل ردود الفعل الدولية الغاضبة.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وتماهيا مع مخطط ترامب، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس جيش بلاده بإعداد خطة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.