|    English   |    [email protected]

الحوثيون واستدعاء العدوان على اليمن.. ماذا بعد الحملة الأمريكية "المغايرة"؟ وماهي السيناريوهات المتوقعة؟ (تقرير)

الاثنين 17 مارس 2025 |منذ 8 ساعات
الحوثيون واستدعاء العدوان على اليمن.. ماذا بعد الحملة الأمريكية "المغايرة"؟ وماهي السيناريوهات المتوقعة؟ (تقرير) الحوثيون واستدعاء العدوان على اليمن.. ماذا بعد الحملة الأمريكية "المغايرة"؟ وماهي السيناريوهات المتوقعة؟ (تقرير)

أعد التقرير لـ"بران برس" - شهاب علي:

بعد أيام قليلة من إعلان جماعة الحوثي المصنفة دوليا في قوائم الإرهاب، عزمها استئناف الهجمات على السفن الإسرائيلية التي تمر عبر البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن، شنت الولايات المتحدة الأمريكية حملة عسكرية "واسعة" بسلسلة ضربات أمر بتنفيذها الرئيس دونالد ترمب على مواقع للجماعة في 6 محافظات، بينها صنعاء، أودت بحياة 31 شخصاً على الأقل، وفق وسائل إعلام حوثية.

وفي حين كانت الضربات هذه المرة "مفاجئة وغير متوقعة"، فإنها أتت مغايرة لما عرف من ضربات نفذتها المقاتلات الأميركية طيلة عام كامل رداً على الهجمات المتواصلة للحوثيين على حركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، في حين أجمع اليمنيون على تحميل الحوثيين المسؤولية عن استدعاء مثل هذه الضربات.

وركزت الضربات الجديدة على استهداف مراكز للقيادة والسيطرة، وبعضها استهدف تجمعات لقيادات عسكرية، وثالثة على أجهزة المخابرات، وامتدت رقعة الاستهداف لتصل إلى مواقع تخزين الصواريخ والمسيّرات ومنصات إطلاقها في 6 من المحافظات، وكان لمحافظة صعدة، التي يختبئ فيها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، النصيب الأكبر من الغارات.

وفي ظل حديث لمسؤولين أمريكيين بأن هذه الضربات ستستمر لأيام وربما أسابيع، أقرت الجماعة، بمقتل 31 شخصاً وإصابة 101 آخر، أغلبهم سقطوا في صنعاء وصعدة، وسط تكهنات باستهداف عدد من قادة الجماعة خلال هذه الضربات التي ابتدأت من صنعاء، وامتدت إلى معقل الجماعة في صعدة شمالاً وصولاً إلى مواقع في ذمار والبيضاء ومأرب وحجة.

تداعيات وآثار 

يرى المحلل السياسي اليمني عبدالواسع الفتاكي، أن الهجوم الأمريكي الذي أعلنت عنه الإدارة الأمريكية مساء السبت، والذي طال عدد من مواقع الحوثيين في عدة محافظات يمنية، سيترتب عليه جملة من التداعيات والآثار على المستوى السياسي والعسكري، خاصة بعد فترة من الجمود شهدتها منطقة البحر الأحمر.

ويقول "الفاتكي" في حديث لـ"بران برس"، إن القصف الأمريكي جاء بعد إعلان الحوثيين استئناف عملياتهم العسكرية في البحر الأحمر والذي كان قد شهد مرحلة من الهدوء النسبي بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل.

وكانت جماعة الحوثي قد استهدفت ممر الملاحة الدولية والذي أدى إلى الاضرار الكبير في حركة ملاحة التجارة العالمية، عبر قيامها بشن هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حتى يناير/كانون الثاني 2025 ،تحت مبرر وقف حرب إسرائيل على غزة.

ماذا بعد الهجمات الأمريكية ؟

لكن ومع عودة إعلان الحوثيين استئناف عملياتهم العسكرية البحرية، ورد الإدارة الأمريكية بضربات مواقع ومعسكرات للحوثيين في صنعاء وصعدة وحجة والبيضاء، بهدف تحجيم قدرات الحوثي العسكرية، تعيد هذه الأحداث المنطقة إلى الواجهة من جديد.

ووفقاً للخبير السياسي "الفاتكي"، فإن الهجمات الأمريكية "ستعيد مسألة البحر الأحمر وأمن ممر الملاحة الدولي إلى الواجهة، وستعيد تصدير الحوثيين باعتبارهم قوى إقليمية في هذه المنطقة تابعة لإيران".

من جهته يقول الباحث الغير مقيم، بمركز كارنيغي للشرق الأوسط، إبراهيم جلال، لـ"بران برس"، إن إعلان واشنطن مساء السبت بشنها عمليات عسكرية ضاربة ضد الحوثيين باليمن، يشير إلى أن "إدارة الرئيس ترامب تبدو وكأنها عازمة على القيام بتحول حقيقي فيما يخص الجهود العسكرية لإضعاف أو إسقاط الحوثيين".

 دلالات استئناف الهجمات البحرية

ويرى "جلال"، أن إعلان الحوثيين استئناف استهداف خطوط الملاحة "يؤكد نهجهم التصعيدي داخل محور إيران، ويمثل استمرارًا لسياستهم التي تقوض ركائز الأمن الإقليمي، لا سيما عبر تهديد خطوط الملاحة التي يربطها باب المندب، بالإضافة إلى مواصلة توظيف القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية. 

كما يعد هذا التحرك بحسب حديث "جلال" لـ"بران برس"، محاولة للعب دور الضامن الإقليمي – ولو شكلياً – لاتفاقية وقف إطلاق النار في غزة، بهدف تعزيز سمعتهم وقاعدتهم الشعبية في الأوساط السنية، بما في ذلك بعض الجماعات الجهادية.

علاوة على ذلك، اعتبر "الفاتكي" أن معاودة الحوثيين إعلان التصعيد ضد السفن في البحر الأحمر وباب المندب وتقديم أنفسهم كفصيل مهم في محور المقاومة الذي ترعاه إيران، "يعيد تهديد ممر الملاحة الدولية وأمن المنطقة".

 تعنت حوثي.. وسيناريو الرد!

من المتوقع أن يرد الحوثيين على الهجمات الأمريكية، بتبني عدد من العمليات العسكرية والهجمات الصاروخية على بعض الأهداف في منطقة البحر الأحمر، لا سيما الأهداف العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، أو مهاجمة إسرائيل، وفقا لـ"الفاتكي".

وتابع: "باعتبار أن الحوثيين حينما يعانون من ضغط عسكري أو اقتصادي سرعان مايلوحون بعودة التصعيد العسكري مع المملكة العربية السعودية وذلك لأنها حليف للولايات المتحدة الأمريكية".

على مدار أكثر من 14 شهراً وتحديداً من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، انخرط الحوثيون في الصراع الإقليمي تحت ذريعة مساندة الفلسطينيين في غزة، و«حزب الله» في لبنان، وتبنوا مهاجمة 211 سفينة وأغرقوا اثنتين وقرصنوا ثالثة، وقتلوا 4 بحارة، وهو الأمر الذي قوبل بضربات غربية لكنها غير حاسمة، إذ لم تؤثر على قدرات الجماعة على شن الهجمات.

وعلى الرغم من أن الجماعة أوقفت هجماتها بعد هدنة غزة وتحاشت أن تشن أي هجوم ضد السفن منذ تولي ترمب، فإنها عادت قبل أيام للتهديد باستئناف عملياتها ضد السفن للضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات إلى غزة، وفق مزاعمها، لتنهي بذلك فترة من الهدوء النسبي بدأت في يناير مع وقف إطلاق النار في غزة.

مواضيع ذات صلة