بران برس - خاص:
وجه نائب مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة مأرب، (شمال شرق اليمن)، "عبدالعزيز الباكري"، الأحد 20 أبريل/ نيسان 2025، نداءً عاجلاً للمنظمات الدولية، لدعم قطاع التعليم للمحافظة المكتظة بالسكان والنازحين، مؤكداً أن الوضع "يحتاج إلى جهود مضاعفة لتجنب كارثة تعليمية".
وقال "الباكري" في تصريح لـ "برّان برس"، إن الوضع التعليمي في محافظة مأرب، يتطلب تدخلًا عاجلًا، لإنقاذ مستقبل آلاف الأطفال، مطالباً المنظمات الدولية، وخاصة اليونيسف بالنظر إلى المحافظة نظرة استثنائية؛ بسبب الكثافة السكانية والنزوح المتزايد.
واستعرض في حديثه ما يعانيه القطاع التعليمي، موضحاً أن أعداد الطلاب في المحافظة بلغت 154,790طالبًا وطالبة موزعين على 313 مدرسة، منها 193 مدرسة حكومية، و74 مدرسة في مخيمات النزوح، و46 مدرسة أهلية.
وقال إنّ "الكثافة الطلابية تصل إلى 120 طالبًا في الفصل الواحد في بعض المدارس بسبب تدفق النازحين"، مؤكداً أن المحافظة تشهد تسرباً من التعليم، حيث بلغ عدد المتسربين 15,344 طالبًا، فيما لجنة الإحصاء تشير إلى أن العدد الحقيقي للأطفال خارج المدارس، يقارب 120 ألف طالب، حد قوله.
وعن التحديات التي يواجهها مكتب التربية، أشار إلى أن هناك نقصاً حاداً في المعلمين، مع حاجة ملحة لأكثر من 3000 عقد للمعلمين والمعلمات، كما يحتاج المكتب إلى توفير النقص في المقاعد، بحدود 25000 ألف مقعد دراسي، وبناء 50 فصلًا مدرسيًا جديدًا، إضافة إلى استبدال الخيام المؤقتة بفصول دائمة لحماية الطلاب من الظروف الجوية الصعبة.
رغم ذلك، أوضح "الباكري،" أن الدعم المحلي والدولي ساعد في الحفاظ على العملية التعليمية، لكن الوضع ما يزال حرجًا ويحتاج إلى جهود مضاعفة لتجنب كارثة تعليمية في المحافظة.
وبهذا الخصوص، وجه شكره للسلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة سلطان بن علي العرادة، لدعمه المستمر للتعليم، مشيداً في الوقت نفسه، بدور نائب وزير التربية والتعليم والمنظمات المحلية والدولية، خاصة منظمة "اليونيسف"، التي تعد من أكبر الداعمين للتعليم في المحافظة.
وأشار إلى أن مكتب التربية وللتخفيف من الأزمة الحاصلة، نفذ برنامج التعليم المسرع لمساعدة الطلاب على استكمال المرحلة الأساسية، كما أطلق التعليم التعويضي لمن فاتهم التعليم بسبب النزوح، وعمل على تنظيم دورات تقوية لضمان استمرارية التعلم.
والأربعاء الماضي 16 أبريل/ نيسان 2025، شهدت محافظة مأرب لقاءً استثنائياً موسعاً لكتلة التعليم في المحافظة، ناقش حشد الدعم لقطاع التعليم، في ظل الاحتياجات المتزايدة والوضع الذي تمر به المحافظة.
وفي اللقاء، الذي ضم شركاء العمل الإنساني والمكاتب التنفيذية، ومنها مكتب التربية، شدد وكيل المحافظة، الدكتور عبدربه مفتاح، على أهمية تكثيف الجهود المشتركة بين السلطة المحلية والشركاء الدوليين من منظمات ومؤسسات تعليمية وإنسانية، لتحسين الوضع التعليمي واستمرار العملية التعليمية في مختلف المديريات ومخيمات النزوح.
وأكد “مفتاح” على "الحاجة الملحة إلى بناء مدارس جديدة لتلبية الزيادة الكبيرة في أعداد الطلاب، نتيجة النزوح المستمر إلى المحافظة التي تستوعب أكثر من 62 في المائة من نازحي الجمهورية".
وتطرق في حديثه، إلى تعزيز الجهود وتضافر الجميع لتغطية العجز الكبير في الكادر التعليمي، الذي قال إنه "يعاني من نقص حاد في أعداد المعلمين، وكذلك توفير الكتاب المدرسي الذي يعد أحد أكبر التحديات التي تواجه الطلاب في مأرب".
وخلُص اللقاء، بالاتفاق على وضع خطة عمل مشتركة تشمل تحديد أولويات العمل وتوزيع المهام بين مختلف الجهات ذات العلاقة، مع تأكيد ضرورة تقديم الدعم اللازم لتسريع تنفيذ المشاريع التعليمية في المحافظة، وجعل ذلك مهمة الجميع لتعزيز مسار التعليم في مأرب.