
بران برس:
طالع موقع "بَرّان برس" الإخباري، صباح اليوم الخميس 7 مايو/أيار 2025م، على عددٍ من المواضيع والتقارير المتعلقة بالشأن اليمني، والمنشورة في عددٍ من الصحف والمواقع العربية، حيث رصد أبرز ما تم تناوله.
ورطة سياسية
والبداية مع صحيفة "إندبندنت عربية" البريطانية، التي نشرت تقريرًا بعنوان: "الحوثيون في ورطة سياسية بعد وقف الضربات الأميركية"، تناولت فيه تداعيات قرار وقف الضربات الأميركية على جماعة الحوثي، مشيرة إلى ما وصفته بـ"الورطة السياسية" التي تعيشها الجماعة بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبولها وقف الهجمات على السفن الأميركية في البحر الأحمر.
وأشار التقرير إلى المشهد المتناقض الذي خلفته الغارات الجوية الإسرائيلية والأميركية على العاصمة اليمنية صنعاء، حيث انقسمت الآراء بين من يرى أن الحوثيين خرجوا منتصرين سياسيًا، ومن يرى أن إعلانهم التوقف يمثل استسلامًا تحت الضغط.
وأكد أن ملايين اليمنيين لم يأبهوا للحسابات السياسية الحوثية بقدر الألم الذي عبّروا عنه بحرقة على مواقع التواصل الاجتماعي جراء تدمير مقدراتهم المدنية، وفي مقدمتها مطار صنعاء الذي ارتبط بذكريات سفرهم.
ورغم ألمهم، قالت الصحيفة إن اليمنيين لم ينسوا التساؤل عن السيناريو المقبل بعد هذا الدمار، وانقسموا بين من يرى أن هذه الجولة العنيفة انتهت باستسلام الحوثي، بحسب ما أعلنه ترمب.
ونقلت الصحيفة عن الباحث السياسي اليمني فارس البيل، قوله إن جماعة الحوثي، "بعد استسلامها كما ورد على لسان ترمب، وقعت في ورطة كبيرة أمام أنصارها وخطابها الإعلامي الذي طالما رددت فيه ’الموت لأميركا‘، وفجأة تعلن استسلامها وتتوقف، وهو أمر كان متوقعًا بعد أن بلغ الألم عصب قدراتها وقياداتها".
وفي تصريحه لـ "أندبندنت"، اعتبر البيل أن ما جرى يُظهر أن الحوثيين مجرد أداة في يد إيران، مشيرًا إلى أن قرار التهدئة جاء نتيجة تنسيق مباشر بين طهران وواشنطن، بعيدًا عن إرادة الحوثيين أنفسهم. وأضاف أن الجماعة أصبحت في موقف محرج أمام أنصارها بعد أن خالفت خطابها المعادي لأميركا بإعلان وقف العمليات.
ورأى البيل أن سقوط صاروخ حوثي في محيط مطار بن غوريون الإسرائيلي تزامن مع تعثّر المفاوضات بين طهران وواشنطن، ما يدل على أن الجماعة تُستخدم كورقة ضغط ضمن صراع إقليمي أكبر.
وأكدت الصحيفة أن جماعة الحوثي تعرضت لضربات عنيفة وخسائر كبيرة في ثقلها العسكري وقياداتها، لم يُفصح عنها، إضافة إلى تدمير ترسانتها العسكرية، وتفكك أوصالها، واختباء قادتها، فضلاً عن تضاعف السخط الشعبي تجاهها، رغم تصوّر بعضهم أن الميليشيات خرجت منتصرة من هذه الجولة.
غضب واسع
وتحت عنوان: "اليمن يدفع الثمن.. غضب شعبي واسع من مغامرات الحوثيين العسكرية"، قال موقع "إرم الإخباري" إن مغامرات الحوثيين العسكرية أثارت غضبًا واسعًا في الشارع اليمني، بعد أن فاقمت المعاناة الإنسانية والدمار الذي لحق بالبلاد، عقب الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، وهما المنفذان الرئيسيان لليمنيين نحو العالم الخارجي.
وأوضح الموقع أنه بينما تحاول ميليشيا الحوثي التقليل من وقع الضربات والظهور بمظهر المنتصر، يرى كثير من اليمنيين، بحسب محللين، أن الميليشيا تدفع بالبلاد نحو الهاوية، في استعراض عبثي يخدم أجندات خارجية، ويدفع ثمنه المدنيون وحدهم.
وقال رئيس مركز "أبعاد للدراسات والبحوث" عبد السلام محمد إن اليمنيين خسروا مقدراتهم التحتية الحيوية "مقابل استعراض حوثي كاذب بصاروخ لم يُحدث أي خسائر في إسرائيل".
وأشار في حديثه لـإرم نيوز إلى توقف الهجمات الأميركية والإسرائيلية، بعد رسالة واضحة بعث بها الطرفان إلى إيران، كانت كلفتها المنشآت والمقدرات اليمنية، وقد نُفذت عبر الحوثيين.
وأكد عبد السلام أنه لم تعد هناك أهداف حقيقية سوى كذب الحوثيين وتدليسهم، "وهذا الكذب لا يكسره قصف المطارات والموانئ والمصانع اليمنية، بل على اليمنيين كسره بأنفسهم، حتى لا يستمر استدعاء الخارج لضرب مقدرات البلد".
دمار شامل
أما صحيفة الشرق الأوسط السعودية، فتحدثت في تقريرها بعنوان: "اليمنيون يفيقون على دمار شامل لمطار صنعاء ومنشآت الطاقة"، عن المشاهد التي استيقظ عليها اليمنيون صباح الأربعاء، بعد تعرض مطار صنعاء الدولي ومحطات الكهرباء ومصنع إسمنت عمران لدمار شامل إثر الضربات الإسرائيلية الانتقامية من الحوثيين.
وقالت الصحيفة إن هذا الدمار جاء ردًا على صاروخ باليستي سقط بجوار "مطار بن غوريون"، أطلقه الحوثيون بعد إخفاق الدفاعات الإسرائيلية في اعتراضه، مما دفع بتل أبيب إلى تنفيذ ردّها الانتقامي.
ونوّه التقرير إلى أن الضربات الإسرائيلية أدت إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة 94 آخرين، بالإضافة إلى تدمير مطار صنعاء بالكامل، حيث دمرت الضربات جميع صالاته ومنظوماته ومدارجه، فضلًا عن تدمير 7 طائرات مدنية، بينها 3 طائرات من أسطول "الخطوط الجوية اليمنية" كانت الجماعة قد احتجزتها منذ عام.
كما دمرت الضربات محطتي كهرباء حزيز وذهبان، ومصنع إسمنت عمران الواقع على بعد 50 كيلومترًا شمال صنعاء، ما يعني خسائر اقتصادية ضخمة يحتاج اليمنيون لعقود لتعويضها.
وأضافت الصحيفة أن الحوثيين كانوا يُسيّرون رحلة يومية وحيدة من مطار صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمّان، ضمن تسهيلات حكومية لتخفيف قيود السفر، ولم يتبقَّ سوى طائرة واحدة من أصل 4 طائرات احتجزها الحوثيون من أسطول "الخطوط الجوية اليمنية".
انتصار الإدارة الأميركية
"لماذا أوقف ترمب ضرباته على اليمن؟" بهذا العنوان التساؤلي، طرحت صحيفة العربي الجديد تساؤلها حول أسباب إعلان الرئيس الأميركي المفاجئ وقف الغارات على الحوثيين في اليمن، بعد أن أبلغت الجماعة واشنطن بأنها "لا تريد القتال بعد الآن".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الإعلان المفاجئ يمثل انتصارًا شخصيًا لدونالد ترمب وللإدارة الأميركية، عبر إجبار الحوثيين على ما يشبه الاستسلام، وطلب وقف الغارات عليهم مقابل عدم استهداف السفن في البحر الأحمر، الأمر الذي يستخدمه الحوثيون كإنجاز سياسي.
وقالت الصحيفة إن لقاءات عُقدت في العاصمة العمانية مسقط، جمعت بين مبعوث ترمب الخاص، ستيف ويتكوف، ووفد تفاوض الحوثيين على هامش المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، وهو ما يعني أن التوجه الأميركي لوقف الغارات كان قائمًا منذ أسابيع، لكنه كان بحاجة لإخراج مناسب.
وأضافت أن الإعلان الأميركي جاء بعد ساعات من غارات إسرائيلية استهدفت مواقع حيوية وعسكرية ومنشآت نفطية ومراكز وقود ومحطات كهرباء ومصانع في محافظتَي صنعاء وعمران، وكانت هذه الغارات بمثابة عقاب إسرائيلي عبر استهداف البنية التحتية اليمنية، ردًا على صاروخ الحوثيين باتجاه مطار بن غوريون.