|    English   |    [email protected]

استسلام أم إنقاذ.. قادة سياسيون يتحدثون لـ“بران برس” عن إعلان وقف إطلاق النار بين الحوثي وترمب (فيديو)

الخميس 8 مايو 2025 |منذ 3 ساعات

أعد المادة لـ"برّان برس" - محمد الحذيفي:

على نحو مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مساء الثلاثاء 6مايو/ أيار 2025، عن وقف الضربات العسكرية ضد جماعة الحوثي المصنفة في قوائم الإرهاب، مقابل التزام الأخيرة بعدم استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر.

وقال الرئيس ترامب، في تصريح متلفز، “أُبلغنا بأن الحوثيين أعلنوا عن رغبتهم في وقف القتال، قالوا لنا رجاء توقفوا عن قصفنا ونحن سنتوقف عن استهداف السفن، سنحترم ذلك ونوقف القصف، لقد أعلنوا استسلامهم، والأهم من ذلك، أنهم - أي الحوثيين - تعهدوا بعدم مهاجمة السفن، وهذا هو الهدف الذي سعينا إليه".

وقوبل الإعلان الأميركي بالموافقة على طلب الحوثيين وقف الغارات مقابل امتناعهم عن مهاجمة الملاحة، ردود فعل متباينة في اليمن، فبينما اعتبره البعض استسلامًا وهزيمة للحوثيين، عدّه آخرون متوقعًا بعد أن أدت الولايات المتحدة دورها في تدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية، حيث تُقدّر الخسائر بنحو ملياري دولار.

وبينما رأى يمنيون فيما حدث "محاولة لإنقاذ للجماعة التي كانت قد وصلت إلى أضعف مراحلها"، أجرى “بران برس” لقاءات مصورة (شاهد الفيديو أعلاه) مع عدد من قادة الأحزاب السياسية بمحافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، مستطلعًا آرائهم حول هذا الإعلان وسياقاته ومآلاته.

خياران

رئيس الدائرة السياسية للمؤتمر الشعبي العام فرع تعز، علي سرحان، قال لـ“بران برس”، إنه “منذ انقلاب الحوثي على الشرعية وهو يدرك تمامًا أن أمامه خيارين الأول: تدمير كل مقدرات الوطن وقتل أبنائه وتشريدهم، والثاني هو رأسه ورأس جماعته، وبالتالي انقضى هذا العقد وهو  يدمر الوطن ويقتل أبنائه أيضًا، ويستهدف البنيه التحتية للبلد.

رئيس سياسية المؤتمر الشعبي في تعز قلل من الإتفاق الأمريكي الحوثي بالنظر إلى التجارب السابقة مع الجماعة، والتي قال إنها تتنصل من كل الإتفاقات

وإضافة إلى التدمير والقتل الحوثي، قال إن “الطيران الأمريكي والإسرائيلي استكمل تدمير كل شيء، وآخره المطارات والموانئ في اعتداءات سافرة على وطننا”. متسائلًا ما الذي يمكن عمله إذا كان من استدعاهم واحد من الشعب في إشارة لجماعة الحوثي.

وقلل "سرحان"، من الإتفاق الأمريكي الحوثي بالنظر إلى التجارب السابقة مع الجماعة، والتي قال إنها تتنصل من كل الإتفاقات، لافتًا إلى الاتفاقات والمعاهدات التي وقعتها خلال ثلاثة عقود وتجاوزت 100 اتفاق ومعاهدة.

استسلام

من جانبه، يرى رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح أحمد المقرمي، أن العدوان الأمريكي والاسرائيلي لم يستهدف الحوثي، وإنما استهدف منشآت وطنية مدنية تقدم رسالتها الخدمية للشعب اليمني، منوهًا إلى أن مثل هذا الأمر يثلج صدر الحوثيين.

رئيس سياسية الإصلاح بتعز: ما يسمى اتفاقًا أمريكيًا حوثيًا هو في الحقيقة استسلام حوثي كامل فالحوثي يتعامل بالتقية في كل أموره ولا يريد الإعتراف بالهزيمة كعادته

وبنظره فإن “ما يسمى اتفاقًا أمريكيًا حوثيًا هو في الحقيقة استسلام حوثي كامل”، مضيفًا أن “الحوثي يتعامل بالتقية في كل أموره ولا يريد الإعتراف بالهزيمة كعادته”.

وحث المقرمي، الشعب اليمني على أن لا يعول على شيء من هذه الأمور والاتفاقات، مشددًا على ضرورة أن يعد الشعب عدته “لانتزاع حقوقه من خلال إرادته وفعله دون أن يعول على أحد”.

ويتفق رئيس حزب اتحاد القوى الشعبية بتعز، عبدالله حسن خالد، بأن “ما حدث هو أن الحوثي استسلم للإرادة الأمريكية بإيعاز من إيران بما يخدم برنامجها النووي، وبهذا نستطيع القول إن الحوثي قد أدى المهمة لخدمة إيران بامتياز”.

كما اتفق مع الرأي الذي يتهم جماعة الحوثي بـ"تمكين أمريكا واسرائيل من ضرب البنيه التحتية في اليمن"، مشيرًا إلى أن هذه الخسارة لا تستطيع اليمن أن تعوضها ولو خلال 20 عامًا.

واعتبر الولايات المتحدة والكيان الصهيوني "جناة ضد اليمن، ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية بقصفهم الأعيان المدنية والحوثي كان أداتهم الطيعة والتي سوف تصبح شرطيًا لهم في المنطقة".

حرف الأنظار

أما نائب رئيس فرع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، أحمد الشرعبي، فيرى أن “الإتفاق الأمريكي الحوثي ليس سوى عملية لحرف أنظار الناس عن الدمار الذي لحق بالبنى التحية”. وقال إن “ما شاهدناه من دمار للبنية التحتية كاملة من مصانع والمطارات والموانئ اليمن هو نتيجة تهور الحوثي”.

رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بتعز: الاتفاق أبعد الأنظار عما حصل لليمن من دمار تمامًا، وهذا جزء من سيناريو مرسوم لدك كل مقومات الحياة ومقدرات الشعب اليمني في لحظة، وكأن شيئا لم يكن ثم يخرج ما يسمى باتفاق إلى العلن

وعبّر "الشرعبي"، عن أسفه لأن “ما بني خلال 60 عامًا تم تدميره في خلال ساعة واحدة تحت ادعاء نصرة غزة”، وهذا كان سببًا في إثارة سخط شعبي واسع وفي هذه اللحظة الحرجة خرج علينا الرئيس الأمريكي ترامب بإعلان استسلام الحوثيين وعقد هذا الاتفاق.

وقال إن “هذا الاتفاق أبعد الأنظار عما حصل لليمن من دمار تمامًا”، معتبرًا أن هذا “جزء من سيناريو مرسوم لدك كل مقومات الحياة ومقدرات الشعب اليمني في لحظة، وكأن شيئا لم يكن ثم يخرج ما يسمى باتفاق إلى العلن”.

إنقاذ

بدوره، يرى السياسي محمد الصبري، أن ما جرى هو “إنقاذ للحوثي في لحظات فارقة كان الجيش الوطني والمقاومة وقوى الشرعية يستعدون فيها لمعركة الخلاص اليمني”. مرجعًا سبب ذلك إلى التدخلات الإقليمية والوساطات التي قادتها سلطنة عمان، التي قال إنها عملت على إنقاذ الحوثي من استكمال الضربات الأمريكية. 

ولفت "الصبري"، إلى أن التدخلات دائمًا ما تعمل على إنقاذه في كل مرة وهذا الإنقاذ وهو ما يزيد أعباء اليمنيين. داعيًا اليمنيين إلى عدم التعويل على الضربات الأمريكية وأن يستعدوا لتخليص بلدهم من هذا الكابوس.

السياسي محمد الصبري: ما جرى هو إنقاذ للحوثي في لحظات فارقة كان الجيش الوطني والمقاومة وقوى الشرعية يستعدون فيها لمعركة الخلاص اليمني

ومنذ مارس/آذار الماضي، بدأت الولايات المتحدة حملة غارات مكثّفة ضد أهداف تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، ردًا على هجمات الجماعة ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، قبل أن يعلن ترامب وقف إطلاق النار إثر اتفاق توسّطت فيه سلطنة عمان.

وقبل أيام، نفذ الاحتلال الإسرائيلي عشرات الغارات طالت منشآت حيوية في الحديدة وصنعاء، بما فيها الميناء والمطار، ردًا على صاروخ أطلقته جماعة الحوثي على مطار بن غوريون جنوب شرق تل أبيب.

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تشن جماعة الحوثي هجمات ضد السفن التجارية والناقلات البحرية لما قالت إنه دعم وإسناد لقطاع غزّة الذي يتعرّض لحرب إسرائيلية وحشيّة، وهو ما أضر بحركة الملاحة الدولية ودفع غالبية السفن لتحويل وجهتها نحو رأس الرجاء الصالح الأطول مسافة والأكثر كلفة.
 

مواضيع ذات صلة