
برّان برس:
قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، الخميس 8 مايو/آيار 2025م، إن الولايات المتحدة ليست مُلزمة بالحصول على إذن من إسرائيل لعقد اتفاق مع جماعة الحوثي المصنفة في قوائم الإرهاب، مدافعا بذلك عن قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب بالتوصل إلى اتفاق مع الجماعة “لا يشمل إسرائيل”.
وفي تصريح نقلته قناة “كان 12” العبرية، ترجمه إلى العربية "بران برس"، أكد السفير "هاكابي"، أن “الولايات المتحدة ليست ملزمة بأخذ إذن من إسرائيل لعقد نوع من التفاهم يوقف الحوثيين عن إطلاق النار على سفننا”، مشيرًا إلى أن تحرك واشنطن للرد على هجمات الحوثيين ضد إسرائيل “سيعتمد على ما إذا كان أي مواطن أميركي سيتعرض للأذى”.
وأضاف في تصريحه الذي قال إنه جاء بعد حديث له مع الرئيس دونالد ترمب، ونائب الرئيس جي دي فانس: “هناك 700 ألف أمريكي يعيشون في إسرائيل، وإذا واصل الحوثيون استهداف إسرائيل وأصابوا أمريكياً، فإن الأمر يصبح حينها من صميم مسؤوليتنا”.
وعندما سألته القناة العبرية عما إذا كان ذلك يعني أن الولايات المتحدة ستتدخل عسكرياً فقط إذا أصابت صواريخ الحوثيين مواطنين أمريكيين، أجاب سفير الولايات المتحدة: “الأمر يتعلق بما سيكون ضمن نطاق اهتمامنا المباشر”.
وعلى نحو مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مساء الثلاثاء 6مايو/ أيار 2025، عن وقف الضربات العسكرية ضد جماعة الحوثي المصنفة في قوائم الإرهاب، مقابل التزام الأخيرة بعدم استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر.
وقال الرئيس ترامب، في تصريح متلفز: “أُبلغنا بأن الحوثيين أعلنوا عن رغبتهم في وقف القتال، قالوا لنا رجاء توقفوا عن قصفنا ونحن سنتوقف عن استهداف السفن، سنحترم ذلك ونوقف القصف، لقد أعلنوا استسلامهم، والأهم من ذلك، أنهم - أي الحوثيين - تعهدوا بعدم مهاجمة السفن، وهذا هو الهدف الذي سعينا إليه”.
وذهبتْ تقديرات محللين وخبراء إسرائيليين إلى أن ”شرخاً واضحاً” يظهر في العلاقات بين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والإدارة الأميركية، بعد إفادات في وسائل إعلام عبرية ودولية عن أن تل أبيب لم تكن على علم مسبق بإعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مساء الثلاثاء، عن اتفاق لوقف إطلاق نار مع جماعة الحوثي.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، “لم تكن المفاجأة في إسرائيل، لأن ترمب أقر وقف إطلاق نار مع الحوثيين بدون إطلاع إسرائيل فقط، وإنما بسبب الحقيقة أن وقف إطلاق النار يشمل عدم مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر فقط لا غير، ولا يشمل هجمات الحوثيين ضد إسرائيل”.
وفي أول تعليق إسرائيلي علني على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين، قال وزير الدفاع الإسرائيلي ”يسرائيل كاتس”، في تحذير موجه إلى الحوثيين وداعمتهم إيران، نشره على منصة ”إكس”، اطلع عليه ”بران برس”، إن ”إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد أو عدو، وان الجيش الإسرائيلي مستعد لأي مهمة، وسيتلقى الحوثيين ضربات موجعة إذا استمروا في إطلاق النار علينا”.
وفي تهديد شديد اللهجة هو الأوضح والأقسى حتى الآن، وجهت إسرائيل على لسان وزير دفاعها تحذيراً لإيران، بتكرار ما فعلته بحزب الله في لبنان، والأسد في سوريا، والحوثيين في اليمن، حيث قال: ”لقد انتهى عهد الحروب بالوكالة، وانهار محور الشر، أنتم تتحملون المسؤولية المباشرة. ما فعلناه بحزب الله في بيروت، والأسد في دمشق، والحوثيين في اليمن، سنفعله بكم أيضاً في طهران”.
وسبق لإدارة ترمب أن فاجأت إسرائيل عدة مرات في الأشهر الأخيرة، ومنها إطلاق مفاوضات مع ”حماس” ومحاولة إخفائها عن نتنياهو، والجمارك التي فرضتها على إسرائيل، وإعلان ترمب المفاجئ خلال لقائه مع نتنياهو في البيت الأبيض حول مفاوضات مباشرة مع إيران وتجاهله قلق إسرائيل من أنشطة تركية في سوريا.
وأضيف إلى الانزعاج الإسرائيلي كذلك أن الرئيس الأمريكي أكد أن تل أبيب ليست مشمولة ضمن جولته القريبة في الشرق الأوسط. وحسب ”يديعوت أحرونوت”، فإن نتنياهو سعى لدى ترمب لأن يأتي ولو لبضع ساعات بانتهاء الجولة، لكنه رفض.
وتشير وسائل الإعلام العبرية إلى أن نتنياهو اعتاد في حالات كهذه توجيه انتقادات علنية، كما فعل عندما هاجم الرئيسين الأميركيين السابقين، باراك أوباما وجو بايدن، إلا أنه لا يجرؤ على مثل هذا الانتقاد علناً في حالة ترمب لأنه يخشى رد فعله.