
بران برس:
عبّر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، الثلاثاء 3 يونيو/حزيران 2025، عن أمله في أن تكون حكومة "سالم بن بريك" المعين حديثًا في رئاستها "حكومة الاعتماد على النفس، والنصر المؤزر".
جاء ذلك، خلال ترؤسه أول اجتماع لحكومة رئيس الوزراء الجديد سالم بن بريك، في قصر معاشيق بمدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية سبأ (رسمية).
وفي كلمته قال "العليمي": "لتكن هذه حكومة الاعتماد على النفس والنصر المؤزر"، داعيا الحكومة إلى العمل على تقديم اليمن كشريك موثوق ومصدر للاستقرار، مع التركيز على بناء نموذج ناجح في المحافظات المحررة، وتعزيز الاعتماد على الذات.
وأشار إلى أن أمام الحكومة اليوم مهمة وطنية كبرى، تتمثل في عملية البناء المؤسسي، والتعافي الاقتصادي والخدمي، واستكمال معركة الخلاص، واستعادة الدولة، منوها إلى أهمية استقرار العمل من الداخل، باعتباره عنوانًا للجدية والمصداقية، وضمانة للرقابة والمحاسبة، وتعزيز الثقة مع مجتمع المانحين.
ودعا "العليمي" رئيس وأعضاء الحكومة إلى مواجهة صريحة مع النفس، ومع مسؤولياتهم، ومع التطلعات المشروعة للشعب الذي يستحق منكم حكومة فعل، والعمل بروح المسؤولية والعزم، والتجرد لمصلحة الوطن والمواطن.
وأكّد رئيس مجلس القيادة على محورية مدينة عدن في سياق عملية البناء المؤسسي، والتعافي الاقتصادي والخدمي، وضرورة وضعها في صدارة اهتمام الحكومة، باعتبارها العاصمة المؤقتة ومركز القرار، وبوابة الشراكة مع العالم.
وأوضح أن تحسن الوضع الاقتصادي "لن يتحقق إلا من خلال خطة شاملة للتعافي، تتضمن موازنة عامة للدولة وفق الإجراءات الدستورية، وانتهاج سياسات تقشفية واقعية لترشيد الإنفاق العام، وتنمية الموارد غير النفطية، وتحسين كفاءة تحصيلها في كافة المحافظات، كمدخل لبناء اقتصاد مستدام وأقل اعتمادًا على الخارج".
وفي هذا السياق، وجّه "العليمي" الحكومة بـ"تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتمكينه من قيادة مشاريع التنمية الحيوية، وتخفيف العبء عن الدولة في خلق فرص العمل، والتقليل من المعاناة الإنسانية، وتفعيل منظومة الرقابة ومكافحة الفساد، وسرعة إعلان تشكيل اللجنة العليا للمناقصات، بما يعيد الاعتبار لمبدأ المساءلة".
وقال: "المسؤولية تقتضي أيضًا تنظيم العلاقة بين المركز والسلطات المحلية، ومراجعة الهياكل، وتقليص البعثات الدبلوماسية، وترشيد الابتعاث الخارجي، وإنشاء هيئة عليا للإغاثة لتوحيد الجهود الإنسانية، وتقديم التسهيلات لوكالاتها وموظفيها، ومحاسبة من يعرقل وصول المساعدات".
وشدد رئيس مجلس القيادة على أن معركة الخلاص واستعادة مؤسسات الدولة، سِلْمًا أو حربًا، ستظل أولوية قصوى لا تراجع عنها، مشيرًا إلى أن المعركة هي "بين الدولة واللادولة، بين النظام والفوضى، بين الجمهورية والإمامة".
وأضاف: "السلام الذي نريده هو السلام القائم على المرجعيات المتفق عليها وطنيًا وإقليميًا ودوليًا، وفي مقدمتها القرار 2216 كخارطة مثلى لنزع سلاح الميليشيات وتحقيق السلام المستدام"، مشددا على ضرورة الإسراع في إنشاء هيئة خاصة لرعاية الجرحى وأسر الشهداء، تقديرًا لتضحياتهم.
وفي حديثه عن الدور الإعلامي، أكّد "العليمي" الحاجة إلى خطاب موحّد، قوي ومؤثر، يجمع بين التنوير والتعبئة، ويكشف مشروع الميليشيا الحوثية وارتباطاتها الخارجية، مشيرًا إلى أهمية بناء الثقة بالمشروع الجمهوري والدولة العادلة.
وأشار إلى الدور المحوري للدبلوماسية اليمنية في المرحلة الراهنة، داعيًا إلى توحيد الجهود القانونية لحشد الدعم الدولي، وتعزيز تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، وتوثيق انتهاكاتهم، وتوحيد الرواية اليمنية العادلة لإبقاء الموقف الدولي داعمًا للشرعية اليمنية.
وتطرّق رئيس المجلس إلى التداعيات الاقتصادية للهجمات الحوثية على المنشآت النفطية منذ أكتوبر 2022، والتي تسببت في حرمان الدولة من نحو ملياري دولار من العائدات السيادية. لكنه أكّد أن اليمن، رغم كل الصعوبات، أظهر صمودًا فريدًا حال دون وقوع كارثة إنسانية شاملة.
ووسط تفاقم الأزمة الاقتصادية وتدهور الخدمات وتهاوي سعر العملة المحلية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها، عاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، السبت، إلى مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، رفقة رئيس وزرائه سالم بن بريك، في سياق المساعي لاحتواء التدهور ومساندة الحكومة لمواجهة الأزمة، وفق ما أفاد به الإعلام الرسمي.
وفي ظل التدهور المستمر للاقتصاد والعملة والخدمات، أكد "بن بريك" المعين قبل نحو شهر في المنصب، حرص حكومته على تلبية احتياجات مواطنيه، وتيسير عمل السلطات المحلية في مواجهة التحديات، والوفاء بالأولويات العاجلة لتخفيف المعاناة المعيشية القائمة، واحتواء التدهور الاقتصادي والخدمي، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية سبأ (رسمية).
وأوضح في أول تصريح له عقب وصوله إلى عدن أن حكومته ستعمل وبتنسيق كامل مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي وشركاء اليمن، لإيجاد الحلول للتحديات الراهنة وحشد كل الإمكانات والقدرات لخدمة معركة استكمال استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً والتخفيف من معاناة المواطنين، وتنفيذ خطة التعافي الاقتصادي.
وتعيش مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد، انهياراً شبه تام في منظومة الكهرباء، مع انقطاع يتجاوز 22 ساعة يومياً، في أزمة تُعدّ الأسوأ في تاريخ المدينة التي كانت أول من عرفت خدمة الكهرباء في شبه الجزيرة العربية خلال عشرينيات القرن الماضي.
وينظم سكان المدينة، احتجاجات واسعة، منذ أسابيع، بدأتها النساء، احتجاجاً على تردي الخدمات وانهيار الأوضاع المعيشية من بينها انهيار شبكة الطاقة الكهربائية وسط غياب أي معالجات حكومية حقيقية لهذه الانهيارات.