
بران برس:
أفادت مصادر حقوقية، الأربعاء 11 يونيو/حزيران 2025، باعتقال جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب، لـ 54 مواطنًا في العاصمة صنعاء، على خلفية استخدامهم أجهزة الإنترنت الفضائي "ستارلينك".
وذكرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في بيان اطّلع عليه "بران برس"، أن جماعة الحوثي شنّت خلال الأيام الماضية حملات دهم واقتحام في عدد من المديريات والأحياء في العاصمة صنعاء، استهدفت منازل مواطنين ومحالّ تجارية.
وأوضحت أن العناصر الحوثية صادرت عشرات الأجهزة الإلكترونية، وفرضت غرامات مالية باهظة، وزجّت بعدد من المواطنين في سجون الجماعة دون أي مسوّغ قانوني.
وأضافت أن الجماعة المدعومة إيرانيًا أجبرت كادر وطلاب كلية الحاسوب بجامعة صنعاء على حضور ندوات دعائية تحت عنوان "خطر الإنترنت الفضائي"، وفرضت عليهم روايات أحادية تهدف إلى بث الخوف وتبرير القمع، دون السماح بأي نقاش علمي أو طرح بدائل.
وأكدت الشبكة أن هذه الحملة، التي تزعم الجماعة أنها لحماية السيادة الوطنية، ما هي إلا محاولة يائسة لضمان استمرار احتكارها لقطاع الاتصالات والإنترنت، الذي يمثل أحد أهم مصادر تمويلها غير القانونية.
وشددت على أن هذه الانتهاكات تمثل “اعتداءً صارخًا على الحق في الخصوصية، وحرية الاتصال، والتعبير، وتُعدّ ضمن ممارسات الترهيب التي تستخدمها الجماعة لإحكام قبضتها على المجتمع المدني”.
وطالبت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات جماعة الحوثي بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطفين، ووقف كافة أشكال الترهيب والملاحقة المرتبطة باستخدام وسائل الاتصال الحديثة، وتمكين المواطنين من حقهم في الوصول إلى الإنترنت الآمن والمفتوح دون وصاية أو رقابة قمعية.
كما دعت الشبكة المنظمات الدولية والمقرّرين الأمميين إلى فتح تحقيق عاجل في هذه الحملة والانتهاكات المصاحبة لها، والعمل على مساءلة المسؤولين عنها.
وتشهد المناطق تحت سيطرة الجماعة الحوثية حالياً انتشاراً ملحوظاً لأجهزة “ستارلينك”، حيث يلجأ كثير من السكان لاستخدام خدمة الإنترنت الفضائي، هرباً من أعمال المراقبة والتجسس الحوثية المفروضة على مستخدمي الخدمة.
وسبق للجماعة الحوثية أن دعت في أواخر أبريل/نيسان الماضي، السكان القاطنين بمناطق سيطرتها في صنعاء ومدن أخرى إلى تسليم جميع طرفيات ومعدات خدمة ستارلينك في موعد حددته بالأول من مايو/أيار الماضي.
وأعلنت الجماعة، عبر بيان صادر عما تسمى وزارة الاتصالات بالحكومة غير الشرعية، عن اتخاذ ما سمتها التدابير اللازمة لمنع وصول هذه الخدمة للسكان في مناطق سيطرتها، كما توعدت بإطلاق حملة استهداف تشمل مصادرة الأجهزة والاعتقال وفرض إجراءات عقابية وغرامات ضد المخالفين.
وسبق للحكومة أن أقرت الحكومة اليمنية المعترف بها، في 6 أغسطس/آب 2024، إطلاق خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" في اليمن، بعد انتهاء كافة الإجراءات المتعلقة بإطلاق الخدمة.
وفي سبتمبر/ أيلول 2024، أعلنت الحكومة عن بدء إطلاق المرحلة التجريبية الرسمية من خدمة ستارلينك (الانترنت الفضائي) في المحافظات المحررة، لتقييم الخدمة من قِبل فريق فني مشترك من المؤسسة وشركة ستارلينك لضمان جودة خدمة الانترنت الفضائي عالي السرعة.
وخدمة “ستارلينك” هي خدمة إنترنت قائمة على الأقمار الصناعية أنشأتها شركة “سبيس إكس” المملوكة للملياردير الأميركي “إيلون ماسك” وصممت لتوفير الوصول إلى الإنترنت في المناطق المحرومة التي لا يوفرها نظام خدمة الإنترنت التقليدي.
ويتكون نظام “ستارلينك” من آلاف الأقمار الصناعية الموضوعة في مدار أرضي منخفض، والتي يتم ربطها ببعضها البعض لإنشاء شبكة متداخلة قادرة على توفير وصول عالي السرعة إلى الإنترنت.
وتعمل الخدمة من خلال توصيل المستخدمين بالأقمار الصناعية عبر طبق هوائي يتم توصيله بجهاز التوجيه والمودم الخاصين بالمستخدم، والتي بدورها تكون متصلة بالإنترنت.
وأُعدت هذه الخدمة لربط المناطق المنكوبة ومناطق الحروب بالإنترنت، واستفادت منها أوكرانيا خلال الحرب الحالية مع روسيا، وحاليا الخدمة متوفرة لـ40 دولة فقط، ليس من بينها فلسطين.