
بران برس - وحدة الرصد:
أعلنت وزارة الداخلية السورية، السبت 21 يونيو/حزيران، إلقاء القبض على "وسيم الأسد"، الذي يعدّ أبرز تجار المخدرات، إبان حكم النظام السابق، كما ارتبط اسمه بجرائم عدة في فترة حكم ابن عمه "بشار الأسد"، ضد المدنيين، خاصة في اللاذقية، وهو على قوائم العقوبات الأميركية والأوروبية.
وطبقاً لبيان لوزارة الداخلية، فإنه تم القبض على "وسيم بديع الأسد"، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات السوري، وفق عملية أمنية مُحكمة أسفرت عن القبض عليه، في إطار سعيها إلى تحقيق العدالة ومكافحة الجرائم.
بدورها ذكرت وسائل إعلام، أن الداخلية السورية، استدرجت الأسد، من لبنان لتقبض عليه في منطقة تلكلخ في محافظة طرطوس على الحدود السورية - اللبنانية، واصفة إياه بـ "بارون المخدرات"، ومشيرة إلى أنه من أبرز زعماء ما كان يعرف بـ "الشبيحة"، الذين يجمع على نبذهم معظم السوريين.
وعقب عملية القبض، تبادل سوريون على نحو واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، صورة نشرتها وزارة الداخلية، لوسيم الأسد يظهر فيها بلباس الموقوفين، وهي صورة أبهجت السوريين.
كما تداولوا صورة أخرى للأسد المقبوض عليه، وهو بمعية تاجر المخدرات اللبناني الشهير نوح زعيتر، مشيرين إلى أنه ارتبط بشكل خاص بتجارة الكبتاغون، كما يُتهم بالمشاركة في قمع الاحتجاجات ضد نظام الأسد في 2011، وارتكابه جرائم بحق معارضين.
وعبر السوريون عن الارتياح للقبض على "وسيم"، الذي لطالما كان رمزاً للتغول والتوحش والإجرام، كعائلة الأسد عموماً التي كانت تتسيّد مناطق الساحل وتبث الذعر في النفوس.
وبرز وسيم الأسد، المولود في العام 1980، بين هؤلاء كشخص مقرب من ابنَي عمه بشار وماهر، ولعب دوراً في إدارة مراكز تصنيع وتهريب الكبتاغون التابعة للفرقة الرابعة، في يعفور بريف دمشق، علماً أنّ اسمه ورد في قوائم العقوبات الدولية كأحد رموز النظام المخلوع المتورطين بنشاطات غير مشروعة، وتصنيع وتجارة الحبوب المخدرة.
الجرائم التي ارتكبها وسيم الأسد بدأت في ممارسته لقمع المحتجين إبان الثورة السورية، وصولاً إلى قيادته مليشيات مسلحة محلية رديفة للجيش السوري في اللاذقية كانت مسؤولة عن ارتكاب جرائم بحق المدنيين.
وبالتزامن مع القبض عليه، أعاد ناشطون تداول مقطع فيديو مصور لوسيم، دعا فيه إلى إسقاط الجنسية السورية عن معارضي بشار الأسد، كما عرف عنه تنظيم مسيرات سيارات على أوتوستراد المزة داعمة لنظام ابن عمه في مواجهة الثورة السورية.
ويتهم وسيم الأسد بأنه أحد أبرز من فرضوا الإتاوات على التجار في سوريا، كما تُوجَّه إليه اتهامات بالضلوع في تهريب الوقود عبر المعابر والمرافئ الحدودية، كما عُرف باستعراضه الدائم لثروته الكبيرة، فقد كان يصور على حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي سياراته الكثيرة وشققه الفارهة.
وفي العام 2023 أدرجته وزارة الخزانة الأميركية والاتحاد الأوروبي، هو وزعيتر مع اثنين آخرين من عائلة الأسد، في قائمة العقوبات، لدوره في الشبكة الإقليمية لتهريب المخدرات، التي كانت تدر أموالا هائلة على النظام المخلوع.
وبعد انطلاق عملية ردع العدوان التي أطلقتها المعارضة المسلحة وأدت إلى سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلن وسيم الأسد في الأول من الشهر ذاته -عبر صفحته الشخصية على فيسبوك– عن تجهيز ما سماها "مجموعات إسناد وحماية خاصة بمحافظة اللاذقية وريفها تكون رديفة للجيش والقوات العاملة على جبهات القتال".
وكشفت الأجهزة الأمنية السورية عن وصول أجهزة تجسس إسرائيلية إلى سوريا أواخر أبريل/نيسان 2025، ضمن شحنات مستلزمات طاقة شمسية دخلت عبر ميناء اللاذقية ومعبر المصنع الحدودي مع لبنان، وذكرت تقارير إعلامية في حينها أن وسيم الأسد له علاقة بهذه العملية.
وقال موقع "تلفزيون سوريا" إن الشحنة كانت موجّهة لمستوردين مقربين من الفرقة الرابعة التي كانت تحت قيادة ماهر الأسد، إضافة إلى آخرين على صلة بوسيم الأسد.