|    English   |    [email protected]

فتح الطرقات في اليمن.. تحليل للموافقة الحوثية الجزئية

السبت 8 يونيو 2024 |منذ 5 أشهر
عبدالوهاب بحيبح

عبدالوهاب بحيبح

ندرك أن مبادرة الحوثيين التي أعلنوا عنها بشكل مفاجئ بخصوص الطرقات، بما في ذلك فتح طريق مأرب - البيضاء وفتح طرقات في تعز، تأتي بالتزامن مع خطوات كبيرة قامت بها الشرعية اليمنية. هذه الخطوات تشمل قرارات البنك المركزي اليمني، وقرارات نقل الحسابات المالية والمقر الرئيسي لطيران اليمنية، وكذلك الإتصالات إلى العاصمة عدن. وهناك أيضًا مصفوفة قرارات أخرى تعمل الشرعية على اتخاذها، وقد حصلت على موافقة المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، اللذين طالما وقفوا ضد أي قرارات ضاغطة ضد الحوثيين خلال الثمان سنوات الماضية. ويسعى هؤلاء الآن، نتيجة للأحداث في المنطقة، إلى زيادة الضغط على الحركة الحوثية في مناطق سيطرتها وفرض واقع جديد يخضعها للتعاطي مع الملفات التي تهم هذه الدول.

من المعلوم أن الحوثيين يستخدمون ملف الطرق كأداة ضغط في أي مفاوضات، وقضية الطرق كانت دائمًا موجودة في كل الحوارات. وقد قدمت الشرعية اليمنية تنازلات كبيرة مثل فتح مطار صنعاء ورفع الحظر عن ميناء الحديدة مقابل فتح طرق تعز ورفع الحصار عنها، وهو ما لم تفِ به الميليشيا الحوثية. تأتي خطوة الحوثيين اليوم بفتح الطرقات في سياق المناورة السياسية بهدف تخفيف الضغط الدولي الداعم للشرعية، وأيضًا لإظهار حسن النوايا كرسالة للقوى الضاغطة في الخارج.