|    English   |    [email protected]

أهمية توحيد صف القوى الوطنية لمواجهة الحوثي وإرهابه

الاثنين 10 فبراير 2025 |منذ يوم
صالح الحكمي

صالح الحكمي

في ظل الحرب الطاحنة التي طالت كل جوانب الحياة في اليمن، تتضح أهمية استراتيجيات التوحد لمواجهة المليشيات ⁧‫#الحوثية‬⁩ الإرهابية التي تمارس أخطر أنواع التفكيك المجتمعي والتدمير السياسي. فاليمن اليوم لا يواجه مجرد حرب عسكرية، بل مشروعاً توسعيا إرهابياً طائفيا دموياً هدفه الهيمنة على الأراضي اليمنية وفرض نظام سياسي تابع لإيران وينفذ أجندات الولي الفقيه. 

‏وعلى الرغم من الجهود العسكرية المبذولة والتي بذلت على مختلف الأصعدة، إلا أن النصر لن يتحقق ما لم تتحد القوى الوطنية في مواجهة هذا المشروع الإرهابي الذي يغذي الفوضى ويعزز من حالة الانقسام. إن الحوثيين يراهنون على تشرذم القوى السياسية والقبلية، بينما يبقى الطريق الوحيد لنجاح عملية التحرير هو توحيد هذه القوى تحت سقف واحد لمواجهة التحديات المشتركة. 

‏إن التحدي الذي يواجه اليمن في هذه المرحلة الدقيقة هو أن القوى الوطنية لم تتمكن حتى الآن من تقديم نموذج التوحد الحقيقي (الجبهة الواحدة) الذي تتجاوز من خلاله كل الخلافات السياسية والمصالح الضيقة. فمليشيا الحوثي لا تتوقف عن زعزعة الأمن، وتوسيع رقعة نفوذها، مما يستدعي تحالفًا استراتيجياً بين كافة الأطراف المنضوية تحت عباءة الشرعيةوالموالية لها والحريصة على مستقبل ⁧‫اليمن‬⁩. 

‏ومن خلال الوقائع على الأرض، أصبح من الواضح أن كل فصيل يمني يعارض الحوثي له مصلحة مباشرة في تشكيل جبهة موحدة. من محاربة الإرهاب الحوثي، إلى مواجهة الصراعات الطائفية التي يسعى الحوثيون لإشعالها، إن التاريخ يُعلمنا أن التفرقة السياسية لا تؤدي سوى إلى المزيد من الانهيار، بينما التوحد في هذا الوقت هو سلاح لا يمكن الاستغناء عنه، ولا توجد فرصة ذهبية للقضاء على الحوثي وطرده وتخليص البلاد والعباد منه كماهي هذه الأيام.

إن الحوثيين، الذين باتوا أداة لتنفيذ مخططات إيران في المنطقة، لا يكترثون لأي مصلحة يمنية بل يسعون لتحقيق أجندات خارجية تهدف إلى خلق بؤر توتر دائمة في المنطقة. وبالتالي، فإن استمرار ضعف الاصطفاف الوطني سيؤدي إلى سقوط اليمن في مستنقع الفوضى الدائمة.

الحوثيون ليسوا اليوم مجرد قوة سياسية مسلحة، بل هم آلة إرهابية معقدة تعمل على تدمير الدولة اليمنية من الداخل. ففي سياق الحرب الطويلة التي قادها الحوثيون ضد الشعب اليمني، كان لديهم دور بارز في تحطيم الاقتصاد الوطني عبر سيطرتهم على المصادر الحيوية للموارد، وفرض ضرائب جائرة على المدنيين، ونهب المساعدات الإنسانية التي تدخل عبر الموانئ. وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن الحوثيين استحوذوا على عوائد النفط والغاز، وقاموا بتعطيل عمل البنك المركزي في عدن، مما أدى إلى انهيار العملة المحلية وارتفاع معدلات التضخم بشكل غير مسبوق.

إضافة إلى ذلك، لم يتوان الحوثيون عن عسكرة الجامعات والمرافق التعليمية، وتحويلها إلى مراكز لتجنيد الشباب اليمني في صفوفهم. وهذا يؤكد أن المليشيا الحوثية لا تقتصر على تهديد الأمن العسكري فقط، بل تسعى إلى القضاء على أي أمل في بناء مستقبل تعليمي أو اقتصادي في اليمن. وبينما يعاني الشعب اليمني من هذه الممارسات، لا زال الحوثيون يعززون من قبضتهم على السلطة، في حين يقبع الشعب تحت وطأة فقر مدقع ونزاع طويل.

في هذا السياق، من الضروري أن تلعب الدول الشقيقة في التحالف العربي دورًا حيويًا ومباشرًا في الفترة الراهنة في تقديم الدعم المستمر للشرعية اليمنية في معركتها ضد الحوثيين. لا يمكن أن يحقق اليمن استقرارًا سياسيًا أو تنمية اقتصادية طالما أن الحوثيين يسيطرون على مساحات واسعة من الأراضي ويواصلون استخدام موارد الدولة لخدمة مشروعهم الطائفي. إن تفعيل الدعم العسكري على جبهات القتال، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي والاقتصادي، يشكل نقطة تحول جوهرية في معركة الخلاص من الحوثيين. كما أن الدعم السياسي والتأثير على المجتمع الدولي لزيادة الضغوط على إيران، التي تمول وتدعم الحوثيين، يعد من الأدوات الأساسية لتحقيق النصر.

اليمن اليوم بمختلف مكوناته يحتاج إلى وعي جماعي بضرورة توحيد القوى الوطنية على مستوى عسكري، سياسي، واجتماعي لمواجهة التحديات الكبرى التي يفرضها الحوثي وإرهابه. إن وحدة الصف الوطني هي السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله كسر شوكة المليشيا الحوثية وإعادة اليمن إلى دائرة الأمن والاستقرار. وفي هذا الإطار، يتعين على التحالف العربي - وهو الداعم الأكبر لاشك- أن يبذل جهدًا مضاعفًا لدعم حكومة الشرعية، وتقديم العون الكامل لها في مواجهتها لأكبر تهديد إرهابي في المنطقة. إن قوى الشر التي يمثلها الحوثيون يجب أن تُجتث بالكامل من جذورها، وتُطهّر اليمن من هذا المشروع التخريبي الذي يحاول أن يحول اليمن إلى ساحة دمار مستمر.