|    English   |    [email protected]

"بران برس".. الصحافة كما يجب أن تكون

السبت 31 مايو 2025 |منذ يوم
يوسف اليامي

يوسف اليامي

"بران برس".. ليس مجرد موقع إخباري، بل صرخة وعي، وصوت مختلف، ونهج يصنع الفرق. ففي زمنٍ بات فيه الخبر يُباع ويُشترى، وتُسكب الكلمات على الشاشات بلا روح، ظهر "بران برس" لا كمنصة إخبارية عابرة، بل كمنارة مضيئة وسط ظلام الإعلام التقليدي. لا نقول ذلك مبالغة، بل من فرط الحقيقة.

"بران برس" ليس كغيره من المواقع اليمنية، هو الموقع الذي كسر القالب، خالف المألوف، ورفض أن يكون مجرد أداة لنقل الأحداث. هو الموقع الذي قرر أن يصنع الحكاية قبل أن يرويها، وأن يحترم عقل القارئ لا أن يستهين به، وأن يعيد للإعلام اليمني شيئاً من هيبته المفقودة.

من أول وهلة، تدرك أن خلف هذا الموقع عقلية مختلفة. سردية الخبر فيه ليست فقط عن ماذا حدث، بل عن لماذا وكيف، عن التفاصيل التي يتغافل عنها الجميع، عن الخلفيات التي تُخفى، عن الصوت الخافت الذي لا يصله أحد.

"بران برس" ليس فقط قدوة للمواقع اليمنية، بل يمكن أن يكون نموذجاً عربياً وعالمياً في صناعة إعلام نظيف، واعٍ، مستقل. الإعلام فيه ليس للسبق، بل للصدق. ليس للضجيج، بل للمعنى. مقالاته تقرأها وكأنك تسمع صوت كاتبها في داخلك، وأخباره تشعرك وكأنك حاضر في قلب الحدث.

لقد عشنا طويلاً وسط ضجيج المواقع الموجهة، الممولة، التي تكتب بأقلام غير حرة وتبث بأصوات ليست أصيلة. فجاء "بران برس" ليقول: هناك إعلام آخر ممكن. هناك وطن يمكن الدفاع عنه بالكلمة الصادقة، بالصورة النقية، بالتحليل النزيه.

ليس غريباً أن يصفه كثيرون بأنه "القدوة" للمواقع اليمنية. ليس لأنه الأقوى تقنياً فقط، بل لأنه الأصدق مضموناً، والأعمق طرحاً، والأكثر التزاماً بأخلاقيات المهنة. لا يبحث عن الإثارة، بل عن التأثير. لا يلهث خلف العناوين، بل يصنع المعاني.

وما يجعل "بران برس" أكثر تميزاً هو أنه لا يتوقف عند حدود النشر، بل يمتد ليكون مساحة للنقاش، للوعي، للناس. يحترم القراء، ويؤمن أن الإعلام الحقيقي لا يكون إلا من الناس وإليهم.

وفي وطن تتعدد فيه الأوجاع، وتضيع فيه البوصلة أحياناً، نحتاج إلى منصات تقول الحقيقة، تُعيد ترتيب المشهد، تُنير الزوايا المعتمة. و"بران برس" يفعل ذلك كل يوم، بصمت شجاع، وبحرف يعرف قيمته.

هذا الموقع ليس فقط وسيلة إعلام.. إنه رسالة. رسالة من جيل يريد التغيير لا بالشعارات، بل بالفعل. من فريق لا يبحث عن الشهرة، بل عن التأثير. من عقول تؤمن أن اليمن يستحق إعلاماً يليق به، وأن المواطن اليمني يستحق أن يعرف الحقيقة، لا أن يتوه في الزيف.

"بران برس".. هذا أكثر من اسم. هذا وعد. وهذا الوعد يُكتب كل يوم من جديد، بخبر مختلف، بتحليل دقيق، بموقف واضح، بصوت لا يشبه إلا ذاته.