|    English   |    [email protected]

مذحج وحمير.. حضورٌ تاريخي في معركة استعادة الدولة اليمنية

الأحد 23 فبراير 2025 |منذ 7 ساعات
فؤاد مسعد

فؤاد مسعد

احتضنت مأرب الحضارة والمجد والتاريخ الملتقى الموسع لقبائل مذحج وحِمْيَر تحت شعار "يداً بيد نحو معركة تحرير اليمن".

الملتقى جاء انعقاده بعد أيام قليلة على مرور ذكرى ثورة الـ17 من فبراير 1948 ضد حكم الإمامة والكهنوت في تأكيد واضح على واحدية المعركة اليمنية في مواجهة العدو القديم/ الذي يحاول تجديد نفسه بتغيير جلده، بينما حقيقته واحدة لم تتغير منذ قدوم جدهم الأول الجزار ثم الكاهن يحيى بن الحسين مروراً بالسفاح ابن حمزة والهالك أحمد حميد الدين وليس انتهاء بالنسخة الماثلة بوجهها الحوثي المصبوغ بأدوات الزينة الإيرانية.

يأتي موقف كبرى قبائل اليمن في مذحج وحمير اليوم مسانداً وداعماً للجيش الوطني والقضية اليمنية، انتصاراً للإرادة والسيادة والكرامة التي ظنت ملالي إيران أنه تم الإجهاز عليها ذات ليلة كالحة السواد عندما دق ناقوسهم معلناً سقوط صنعاء في قبضة الصفويين.

احتشدت قبائل مذحج وحمير مؤكدة حضورها في المعركة المصيرية لاستعادة اليمن أرضاً وقراراً وهوية، حتى لا يكون في ثراها الطاهر موطئ قدم لمشاريع الخراب الإيرانية وأدواتها الأجيرة. سيما وقد تمكنت الثورة السورية من الإجهاز على أحلام طهران وأدواتها ممثلة بجيش الأسد ونظامه الذي تهاوى في ديسمبر الماضي.

ضم الملتقى أبناء محافظات (مأرب -البيضاء- ذمار-الضالع- تعز- أبين- إب- شبوة- ريمة- المحويت) في احتشاد مهيب يحمل رمزيته التاريخية والوطنية بما للأصلين الكبيرين (حمير ومذحج) من ثقل سكاني وامتداد جغرافي يتجاوز الاعتبارات عابراً من الماضي التليد إلى المستقبل الواعد، معبراً عن حضور لم يغادر موقعه في ريادة القبائل اليمانية منذ فجر الدعوة الإسلامية مروراً بالمشاركة الفاعلة في جيوش الفتح الإسلامي التي جابت مشارق الأرض ومغاربها.

بين مذحج المجد والأصالة وحمير التاريخ والحضارة انتصبت الإرادة اليمنية صامدة شامخة كما هي أعمدة العرش العظيم الضارب بجذوره في أعماق أرض سبأ منذ آلاف السنين، وفي ذلك تتجلى مؤشرات الانتصار على كل الأدوات والحالات الطارئة، وفي هذا الاحتشاد التاريخي كثيرٌ من الشواهد والمشاهد التي تكشف أن ليل المليشيات إلى زوال وزمن الارتهان والخديعة لن يطول، وأن سنوات البؤس والتنافر والتناحر بين المكونات اليمنية قد ولت إلى غير رجعة.

راهنت الإمامة قديماً وحديثاً على إثارة النعرات والتفرقة بين اليمنيين وحققت كل أهدافها عندما تفرقت القوى اليمنية وتنازعت واختلفت فيما بينها، لكنها اليوم أكثر وعياً وإصراراً على توحيد كلمتها وصفوفها من أجل استعادة حقها في دولة وطنية ووطنٍ حرٍ كريم، لا تتحكم في قراره أدوات القتل والظلم والإجرام.

في ملتقى مذحج وحمير تجلت مواقف القبيلة اليمنية المعتدة بما لديها من إرث ورصيد وسجل حافل في مواجهة الظلم والبغي الذي تمثله الإمامة بأفكارها العنصرية وممارساتها الموغلة في الظلم والجهل والتخلف، وهو النضال الذي لم يتوقف ولن يتوقف حتى يحقق اليمنيون انتصارهم التاريخي تتويجاً لنضال ممتد عبر السنين، فوق ثرى الوطن الغالي، من عدن وأبين ولحج حتى أطراف الجوف وصعدة وحجة، كان اليمنيون- ولا يزالون يتطلعون ليوم الخلاص من كل مخلفات الماضي ومآسيه ليتسنى لهم الانطلاق صوب الغد المأمول والمستقبل الآمن الذي لا يتم العبث به لصالح صراعات العهود الغابرة والحروب التي انتهت قبل مئات السنين، فيما لا زالت عيون الإمامة بنسختها الحوثية مشدودة إلى الوراء، حيث نشبت معارك الجمل وصفين، ولا يزال اليمنيون يدفعون ثمن تلك الحروب، لأن كهنة كهوف الفتنة والضلال قررت أن تثأر لكل هزائمها وانتكاساتها المتتالية على الطريقة الصهيونية حين قررت الثأر والانتقام من الفلسطينيين رداً على دعاواها المزعومة في الهولوكوست.

تلتقي قبائل حمير ومذحج مؤكدة أنها لن تكون إلا في مقدمة الصفوف- كما كانت منذ القدم- تلبية لنداء الواجب وانتصاراً لقضية اليمن.