|    English   |    [email protected]

الدبلوماسية اليمنية.. بين الشخصنة والعمل المؤسسي

الأحد 11 مايو 2025 |منذ يوم
أكرم الوليدي

أكرم الوليدي

هناك موضوع ظل يؤرقني لفترة طويلة عن مؤسساتنا الدبلوماسية في الخارج  لم أستطع تجاهله فتتبعته بطريقتي سألت وراقبت وراجعت حتى تبيّن لي أن بعض سفرائنا يتعاملون مع السفارات وكأنها ملكية خاصة يحتكرون القرار والعمل رغم وجود طاقم دبلوماسي مؤهل وكفء إلى جانبهم.

من المؤسف أن تتحوّل بعض سفاراتنا إلى دوائر مغلقة لا صوت فيها إلا صوت السفير وتغيب عنها روح الفريق والعمل المؤسسي في حين أن العمل الدبلوماسي الناجح لا يقوم على الفرد بل على تكامل الأدوار وتوزيع المهام واستثمار الكفاءات المتاحة ضمن الطاقم.

في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا نحن في أمسّ الحاجة إلى خطاب دبلوماسي منسجم يعمل فيه الجميع بروح الفريق الواحد من أجل رسم سردية واضحة ومتماسكة تُعبر عن واقع اليمن وتشرح تعقيدات أزمته وتُبرز تطلعات شعبه لاستعادة دولته.. سردية تقنع العالم بما يحدث فعلًا لا بما يُراد تزييفه أو فرضه عليه.

السفارات ليست مجرد واجهات بروتوكولية بل هي جبهات ناعمة للدفاع عن قضايا الوطن وإيصال صوته إلى الخارج وعندما يُقصى الكادر الدبلوماسي وتُغلق الأبواب على رأي واحد نخسر فرصة تمثيل اليمن كما ينبغي ونفشل في كسب الثقة والدعم الدوليين اللازمين لقضيتنا العادلة.

لا أحد ينكر أن للسفير دورًا محوريًا.. لكن النجاح الحقيقي لا يتحقق بالاستئثار والهيمنة بل بحسن إدارة الفريق وتحفيز الطاقات يجب على سفرائنا مراجعة هذه الظاهرة وتكريس ثقافة العمل التشاركي داخل بعثاتنا الدبلوماسية فالوطن أكبر من الأشخاص وخدمته تتطلب تضافر الجهود لا تهميشها.