|    English   |    [email protected]

الإنترنت الفضائي.. الحل الأخير لكسر الصمت الرقمي في اليمن

الاثنين 12 مايو 2025 |منذ 5 ساعات
أحمد طاهر

أحمد طاهر

"ستارلينك" (Starlink) الأمريكية و "وان ويب" ( OneWeb-Neom ) السعودية البريطانية كلا المشروعان يعدان بإنهاء الاحتكار وكسر الصمت الرقمي وربط اليمن بالعالم من جديد. فمن منهما الأقرب لتحقيق هذا الحلم؟ وهل اليمن مستعدة فعلاً للثورة الرقمية القادمة من الفضاء ؟

ما الذي تقدمه ستارلينك؟

ستارلينك هي خدمة إنترنت فضائي أطلقتها شركة SpaceX وهو اتصال عالي السرعة بإستخدام أقمار صناعية تدور في مدار منخفض حول الأرض. الخدمة تستهدف بشكل أساسي الأفراد والمناطق التي لا تصلها شبكات الألياف الضوئية Viper أو تغطية الجيل الرابع 4G. 

في سبتمبر 2024 ـ أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ( الشرعية ) عن توقيع اتفاق رسمي مع شركة ستار لينك لتوفير خدمتها في اليمن. وبحسب تقرير لـ  Arab News،  بدأت الخدمة بالفعل في مناطق محدودة، مع توفر الدعم الفني وبعض نقاط البيع. متوسط السرعة يصل إلى 100–200 ميجابت/ثانية، بزمن استجابة (Latency) يتراوح بين 20 و40 ملي ثانية. ومع ذلك، التكلفة تظل مرتفعة، حيث يبلغ الاشتراك الشهري حوالي 120 دولار، دون احتساب ثمن الجهاز الذي يصل إلى 500–600 دولار.

ورغم الإيجابيات، تبقى التحديات قائمة: ارتفاع الأسعار، الحاجة إلى كهرباء مستقرة، ومخاطر الرقابة أو المصادرة في بعض المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي.

ما الذي تقدمه وان ويب؟

على الجانب الآخر، تُقدِّم شركة ( OneWeb-Neom ) البريطانية السعودية حلاً مختلفًا في الشكل والمضمون، فالشركة التي تمتلكها مجموعة من الكيانات بينها Eutelsat وSoftBank، لا تستهدف الأفراد بشكل مباشر، بل تقدم خدماتها عبر عقود حكومية ومؤسسية، خصوصًا للوزارات، الشركات الكبرى، والمؤسسات التعليمية.

في فبراير 2025، وقّعت OneWeb مذكرة تفاهم مع شركة تيليمن اليمنية، بحسب ما نشره موقع Scope24. هذه الخطوة تمهد لتقديم خدمات الإنترنت الفضائي للمؤسسات الحكومية والقطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية.

سرعة OneWeb أقل من ستارلينك، حيث تصل إلى 50–100 ميجابت/ثانية، بزمن استجابة أعلى نسبيًا، لكنها تعتمد على نماذج اشتراك جماعية وتوزيع مركزي، مما قد يجعلها أكثر استقرارًا في الاستخدام المؤسسي، وأقل عرضة للرقابة.

أيهما أنسب لليمن؟

كلا المشروعين يقدم وعودًا واعدة، لكن الفارق بينهما يكمن في الرؤية:

ستارلينك تخاطب المستخدم الفردي، وتسعى لكسر الاحتكار عبر فتح المجال للناس للاتصال مباشرة بالأقمار الصناعية.

وان ويب تبني حلولًا جماعية، وتُخاطب الحكومات والمؤسسات لتوفير خدمة موزعة داخليًا.

من الناحية العملية، ستارلينك بدأت فعليًا، وهو ما يمنحها أسبقية، لكن OneWeb تمتلك قدرة على تقديم حلول أكثر استدامة على المدى الطويل، إذا ما اكتمل الاتفاق وجرى التنفيذ.

الخلاصة:

الإنترنت الفضائي لم يعد رفاهية أو حلمًا بعيد المنال، بل أصبح ضرورة ملحة في بلد مثل اليمن.

 سواء تحقق ذلك من خلال ستارلينك التي تخاطب المواطن العادي، أو عبر وان ويب التي تستهدف المؤسسات.. فإن دخول هذه التقنيات للسوق اليمني يعني أن بابًا جديدًا قد يُفتح لعصر رقمي أكثر عدلاً وحرية.
لكن التحدي الأكبر سيبقى دائمًا: هل سيسمح الواقع السياسي والبنية التحتية المتهالكة بعبور هذا الأمل؟ أم سنعود لدوامة الاحتكار والتأخير؟

* أحمد طه طاهر.. خبير رقمي وصانع محتوى تقني