|    [email protected]

في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون محررون من سجون الحوثيين يتحدثون لـ“برّان برس” عن “شعور الحرية” بعد أعوام من الإعتقال

السبت 4 مايو 2024 |منذ شهرين
الصحفيون المحررون عبدالخالق وهيثم وهشام

برّان برس - تقرير خاص:

يُمثل اليوم العالمي لحرية الصحافة فرصة لإعادة التأكيد على أهمية دور الصحافة في بناء السلام وتحقيق العدالة، فالوصول إلى المعلومات حق أساسي كفله الدستور وكل المواثيق لجميع المواطنين، كما أن الصحافة تلعب دورًا حيويًا في فضح الفساد ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

 وفي ظل الحرب المستمرة يواجه الصحفيون في اليمن تحديات هائلة في ممارسة مهنتهم، حيث تُقمع حرية الصحافة ويتعرضون إلى مخاطر جسيمة في ممارسة عملهم، بما في ذلك الاعتقال والاحتجاز والتعذيب والقتل. 

ويشير تقرير لمراسلون بلا حدود إلى أن اليمن احتلت المرتبة 154، وهو مؤشر أفضل مقارنة بالعام السابق الذي حلت فيه في المرتبة 164.

وتزامناً مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، استطلع "برّان برس" آراء عدد من الصحفيين المحررين من سجون جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب للحديث عن شعورهم اليوم وهم يحتفلون باليوم العالمي لحرية الصحافة بعد أن عانقوا الحرية.

أكبر جريمة

الصحفي المحرر عبد الخالق عمران، في ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة، قال إن هذا اليوم "يذكرنا بأكبر جريمة في تاريخ اليمن الحديث تعرضت لها الحريات الصحفية على يد ميليشيات الحوثي منذ ما يقارب عقد من الزمن، حيث شنت الميليشيات حرب ممنهجة ضد الصحفيين، تنوعت بين قتلهم واختطافهم وتعذيبهم وإخفائهم وإصدرت أوامر بإعدامهم، وشردتُهم خارج الوطن وإغلقت وسائل الإعلام المعارضة لها وصادرت كل محتوياتها، وحرمت مئات الموظفين من مرتباتهم، وقوضت الحياة الصحفية برمتها".

وأضاف "عبد الخالق"، في حديث لـ"برّان برس"، أن هذا اليوم يذكرهم بالتضامن العالمي المتواضع الذي لا يرقى إلى مستوى هذه الجريمة الحوثية بحق الصحافة والصحفيين في اليمن، ويذكر بعجز المنظمات الدولية عن ايقاف حرب الحوثيين المستعرة والمستمرة ضد حق حرية الصحافة. 

وعن تقييمه حول حرية الصحافة في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً قال “عمران“ أنه "بحسب البيانات الصادرة عن المنظمات العاملة في المجال الصحفي والحقوقي اليوم، فلا يوجد صحفيين في سجون الحكومة الشرعية وأن وجد سجناء رأي ففي سجون خارج سيطرة الحكومة الشرعية بعدن حسب التقارير".

لن تسقط بالتقادم

وذكر أن جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب “لن تفلت مع العقاب جراء جرائمها بحق الصحفيين، وأن جرائمها بحق الحريات الصحفية لن تسقط بالتقادم، وعدالة القضاء ستطال العدو الأول للصحافة والصحفيين المدعو عبدالملك الحوثي، الذي أمر باستهداف الصحفيين والإعلاميين وكافة زبانية العذاب امثال المدعو عبدالقادر المرتضى وعبدالحكيم الخيواني ويحيى سريع وغيرهم".

وطالب الصحفي عبد الخالق عمران، الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بـ“مضاعفة الجهود من أجل الافراج عن كافة الصحفيين المختطفين في سجون الحوثيين، والعمل على ضمان حياة كريمة تليق بالصحفيين والإعلاميين وتضحياتهم ونضالاتهم في مسيرة الحرية والجمهورية، وتقديم النائب العام ملفات المتورطين في ارتكاب جرائم بحق الصحفيين الى القضاء لينالوا عقابهم العادل وفقاً للقوانين المحلية والاتفاقات الدولية".

واعتبر إن “إفلات الحوثيين المجرمين من العقاب يدفعهم إلى ارتكاب المزيد من الجرائم التي نراها يومياً في تزايد منذ الانقلاب كما يشكل وصمة عار في جبين العدالة".

ثاني عيد

وقال “عمران” في ثاني عيد عالمي لحرية الصحافة وهو خارج المعتقل: “يعني لي الكثير  وأحمد الله أن نجاني من سجون الحوثيين، فلا قيمة للحياة بدون حرية، بالنسبة لي الموت أفضل من حياة بلا حرية، وفي سجون الحوثيين يغدوا الموت أمنية من البقاء في ظلمات سجونهم".

وأردف: “أما على المستوى العام يضعنا هذا اليوم أمام حقيقتنا ومسؤوليتنا تجاه زملائنا في سجون الحوثي ماذا قدمنا لهم خلال عام مضى، ونجدها مناسبة لتذكير العالم في هذا اليوم بالجرائم البشعة التي ارتكبتها وترتكبها مليشيات الحوثي ضد الصحافة والصحفيين كل يوم و عجزه عن ردع جماعة الحوثي”. 

واتهم الجماعة بـ“استباحة الحريات الصحفية منذ انقلابها وسيطرتها على العاصمة صنعاء في 21سبتمبر 2014 رغم قدرة العالم على إيقاف استمرار اكبر مذبجة تعرضت لها الصحافة اليمنية حيث تنوعت حرب الحوثيين الممنهجة ضد الصحافة والصحفيين بين القتل و الاختطاف والنفي والتشريد وفرض الاقامة الجبرية والضغط والابتزاز والإكراه والتهديد والمصادرة والحرمان من الحقوق كما أغلقت مؤسسات إعلامية ونبهت كل محتوياتها”.

وقال: “من المهم في هذه المناسبة أن نقول للمنظمات الدولية كفى صمت وخذلان يصل الى حد التواطؤ مع الميليشيات، وأن نطالب هذه المنظمات القيام بمسؤوليتها تجاه الصحفيين اليمنيين وذالك من خلال تسليطنا الضوء على المخاطر والتحديات التي تهدد حياة الصحفيين اليمنيين التي تصنفهم ميليشيات الحوثي عدوها الاول”.

وطالب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بـ“القيام بواجباتها ومسؤوليتها تحاه الصحفيين بما يليق بأدوارهم وتضحياتهم، باعتبارهم أكبر شريحة تعرضت للاستباحة والتنكيل من قبل ميلشيات الحوثي الإرهابية وذلك على خلفية دورهم الريادي والقيادي في مسيرة الحرية والجمهورية وكشف زيف مسيرة الرجعية والكهنوت".

طعم الحرية

من جهته، قال الصحفي هيثم الشهاب في حديث خاص لـ"برّان برس"، أن “الحرية لا تقدر بثمن بعدما عشنا ظروفاً صعبة ومرعبة، تم تجريدي من كل الحقوق الأساسية وتعرضت للتعذيب الجسدي وللضرب أيضا بشكل متكرر".

وأردف الصحفي "هيثم" المحرر من سجون الحوثي: "أنا لا أستطيع نسيان تلك الفترة المريرة وتظل تلاحقني في كل لحظة، وتخلق لدي شعوراً بالخوف والقلق، على حياة من تبقى من زملائي في سجون مليشيا الحوثي في الوقت نفسه".

 ورغم معاناة "الشهاب"، في سجون الحوثي وما تعرض له من صنوف العذاب بسبب أنه صحفي يقول: "أدرك أن العمل الذي قمت به كصحافي كان ضروريًا ومهما في تسليط الضوء عن الجرائم والإنتهاكات التي تقوم بها المليشيا تجاه كل ما هو حر وخارج عن إرادتها، طريق يسلكها الصحفي في اليمن طويلة وصعبة، لكن لن يثني أي صحفي حر من أداء رسالته وواجبه كما هو مطلوب منه."

استذكار المآسي

هشام طرموم، المحرر من سجون مليشيا الحوثي، قال " يحتفي العالم في 3 مايو باليوم العالمي لحرية الصحافة، فيما نحن الصحفيين اليمنيين وخاصة الذين كنا في سجون ميليشيا الحوثي، نقف على مأسي وآلام مرت علينا بسجون ميليشيا الحوثي ولا تزال حاضرة تلك المآسي والأحداث على أجسادنا وعلى حياتنا، كما نتذكر أيضا صحفيين آخرين زملاء لنا في المهنة مازالوا في سجون إما ميليشيا الحوثي أو أطراف أخرى في اليمن."

وأضاف “طرموم” في حديث لـ“برّان برس” أن" حرية الصحافة في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا في ظل الاحداث والصراع القائم هناك تجاوزات وانتهاكات كثيرة بحق الصحفيين حتى في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية لكن لا مقارنة بمناطق سيطرة الحوثييو". 

ووجه “طرموم” في تصريحه لموقع "برّان برس" رسالة لأطراف النزاع في اليمن، قائلا: "نتمنى ونكرر دعواتنا أن يبقى الصحفي بمنأى عن الصراع، وأن لا يبقى محط الاستهداف وأن تتوفر له الحماية الكاملة لتوفر له العمل في ظل بيئة آمنة ونأمل ان يكون هناك استجابة لهذه النداءات".

وكان عبد الخالق عمران وهيثم الشهاب وهشام طرموم و5 صحفيين آخرين، قد أفرج عنهم من سجون الحوثيين في صفقة تبادل مع الحكومة الشرعية بعد 8 سنوات من اختطافهم وتعذيبهم، فيما ما تزال جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، تختطف عدد من الصحفيين منهم الصحفيان وحيد الصوفي ونبيل السداوي، اللذان تخفيهما من العام 2015.

وقالت نقابة الصحفيين اليمنيين في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، اطلع عليه “برّان برس”: "يحل يوم الصحافة العالمي لحرية الصحافة في ظل ظروف خطيرة ومعقدة يعيشها الصحفيون اليمنيون وهم يدخلون عامهم العاشر من الحرب التي طالتهم نيرانها".

وأشارت النقابة إلى "الآثار السلبية التي أفرزتها الحرب في الوسط الصحافي والإعلامي بعد تعرض حرية الصحافة لأكثر من 1700 حالة انتهاك واعتداء منذ بدء الحرب، وتوقف 165 وسيلة إعلام وحجب قرابة 200 موقع الكتروني محلي وعربي ودولي واستشهاد 45 صحافيا".

نشر :

مواضيع ذات صلة