|    English   |    [email protected]

“فاتورة باهظة” دفعها الوسط الصحفي بمأرب (تقرير)

الأحد 5 مايو 2024 |منذ 6 أشهر
تصميم لشهداء الإعلام في مأرب تصميم لشهداء الإعلام في مأرب

برّان برس - تقرير خاص:

طيلة 9 سنوات، دفع الوسط الصحفي والإعلامي بمحافظة مارب فاتورة باهظة، جراء الاستهداف المباشر وغير المباشر من قبل جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب.

وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة، رصد "برّان برس"، جانبًا مما تعرّضت له الأسرة الصحفية بمحافظة مارب، من انتهاكات حوثية، وما تكبّدته من خسائر خلال تغطية أحداث الحرب التي تشنّها جماعة الحوثي على المحافظة منذ أواخر 2014.

تشكّل البيئة الإعلامية

حتى العام 2015 كانت مؤسسات الإعلام شبه غائبة، وشهدت تواجداً متصاعداً منذ بداية الجوم الحوثي على المحافظة الغنية بالنفط والغاز في أعقاب انقلابها وسيطرتها على العاصمة صنعاء 21 سبتمبر/ أيلول 2014.

تزامن الهجوم الحوثي المسلّح على محافظة مارب، مع حملة دعاية واسعة تستهدف تشويه أبناء المحافظة وقبائلها وتصفهم بـ"الإرهاب والتخريب". 

رداً على ذلك أطلق صحفيون ونشطاء من مختلف أنحاء اليمن تغطية واسعة لتنفيذ "المعلومات المضللة" التي يروجها الحوثيون. واستقبلت محافظة مارب وفوداً صحفية محلية ودولية الذين زاروا المحافظة وجبهات القتال والتقوا زعماء القبائل وقيادة السلطة المحلية.

واستقبلت المحافظة مئات الصحفيين والإعلاميين الفارين من حملات القمع والملاحقة الحوثية التي طالت كل مؤسسات الإعلام والصحفيين والإعلاميين الذين لا ينتمون لها.

ومن مدينة مارب، التي أصبحت مقصداً لكل اليمنيين المناوئين للجماعة الحوثية، جرى إنشاء وإعادة تشغيل العديد من المراكز الإعلامية، بما فيها الإذاعات والمواقع الإخبارية.

وخلال السنوات الأولى للحرب، برز العديد من الصحفيين والإعلاميين من أبناء محافظة مارب، وآخرين ممن انخرطوا في تغطيات أحداث الحرب اليومية، وباتوا مصدراً للمعلومة للجمهور المحلي والإقليمي والدولي.

وفي سبيل توثيق الأحداث ونشرها دفع هؤلاء ثمناً كبيراً حيث عمدت الجماعة الحوثية إلى استهدافهم بشكل مباشر لمنع وصول الحقيقية إلى الرأي العام، وفق ما أكّده العديد من المراسلين والمصورين في لقاءات إعلامية.

ثمن الحقيقة

رصد موقع "برّان برس" تعرّض نحو 50 صحفياً وإعلامياً وناشطاً للانتهاكات من قبل جماعة الحوثي باستهدافهم مباشرة أو غير مباشر أثناء تأديتهم واجبهم المهني.

وتنوعت الانتهاكات بين القتل والتهديدات والإرهاب، والاستهداف والتحريض والتشويه.

وتقول تقارير حقوقية إن الحوثيون عمدوا إلى استهداف الصحفيين والمراسلين والمصورين بالنيران المباشرة، ما أدى إلى استشهاد (أربعة) صحفيين أثناء تغطياتهم لسير المعارك في جبهات القتال بمحيط محافظة مارب.

وكان في مقدمة الضحايا مدير عام إذاعة مأرب عبدالكريم ناصر مثنى، الذي استشهد وهو يقوم بتغطية مجريات المعارك المسلحة في جبهة صرواح غرب المحافظة بشهر أبريل/ نيسان ٢٠١٥م. 

وفي ابريل/ نيسان 2018، استشهد الزميل عبدالله القادري، وهو من أبناء مارب الذين نشطوا في مواكبة الأحداث في الجبهات منذ لحظاتها الأولى، وكان مصدراً مهماً للعديد من وسائل الإعلام المحلية والدولية.

وطبقا لتقارير وشهادات، استهدفته جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، بصاروخ موجه أودى بحياته، وهو يوثق المعارك في جبهة قانية جنوب مارب، مع عدد من الزملاء.

وفي جبهة العبدية، استشهد الشاب عبدالسلام السعيدي في سبتمبر  2018، والذي كان يوثق المعارك في تلك الجبهة لسنوات، وسبق وأن تعرّض لإصابة ولم يتوقف حتى قضى شهيداً بنيران الحوثيين.

وحينما اشتدت المعارك في الجبهة الجنوبية، تصدّر الشاب عبدالله الهدية تغطية الأحداث ونقل الحقيقة للرأي العام عبر حساباته الشخصية بوسائل التواصل الاجتماعي، والتي كان أحد المصادر الموثوقة للمعلومات، قبل أن تستهدفه جماعة الحوثي ويصبح شهيدًا  في العام 2021.

وجميع هؤلاء الشهداء الأربعة من أبناء محافظة مارب الذين تصدّروا الأحداث، ودفعوا حياتهم ثمناً للحقيقة.

كما رصد "برّان برص" استشهاد 11 ناشطاً ممن نشطوا في تغطية سيرة المعارك في الجبهات، واستهدفهم جماعة الحوثي. وفي مقدمة هؤلاء: صالح الثابتي، ومحسن الكثيري وعبدالمجيد بحيبح (أبو نخلا).

كما أصيب 16 آخرين أثناء قيامهم بتغطية المعارك في مختلف الجبهات بين عامي 2017 و2022.

إصابات بالغة

إضافة إلى ما سبق، رصد "برّان برس" إصابة 9 صحفيين ومراسلين أثناء قيامهم بواجبهم المهني في تغطية المعارك المحيطة بمارب، بعضهم بإصابات خطيرة، وآخرين تعرضوا للإصابة أكثر من مرة.

وعلى رأس هؤلاء المصور والمراسل ذياب الشاطر، الذي أصيب إصابة بالغة في جبهة قانية نتيجة استهدافه وزملائه بصاروخ موجه في 2018م، حيث تعرّض لكسر في الجمجمة، ولا يزال يعاني من آثارها حتى اليوم.

تهديد وإرهاب

أظهر الصحفيون والنشطاء من أبناء مارب شجاعة نادرة في تغطية مجريات الأحداث التي حازت اهتمام الرأي العالم المحلي والإقليمي، وكان لها تأثيراً حاسماً في تفنيد المعلومات المضللة التي كانت تروّجها جماعة الحوثي.

وحينما فشلت في إسكات هذا الصوت عبر الاستهداف المباشر في جبهات القتال، لجأت الجماعة الحوثية إلى وسائل الإرهاب والتخويف.

رصد "برّان برس" تلقّي 17صحفيًا وناشطًا من أبناء محافظة مارب تهديدات بالقتل من قبل جماعة الحوثي.

ناهيك عن حملات التشوية والتشهير التي طالت العديد من الصحفيين والنشطاء المؤثرين في المشهد الماربي.

وقالت نقابة الصحفيين اليمنيين في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، اطلع عليه “برّان برس”: "يحل يوم الصحافة العالمي لحرية الصحافة في ظل ظروف خطيرة ومعقدة يعيشها الصحفيون اليمنيون وهم يدخلون عامهم العاشر من الحرب التي طالتهم نيرانها".

وأشارت النقابة إلى "الآثار السلبية التي أفرزتها الحرب في الوسط الصحافي والإعلامي بعد تعرض حرية الصحافة لأكثر من 1700 حالة انتهاك واعتداء منذ بدء الحرب، وتوقف 165 وسيلة إعلام وحجب قرابة 200 موقع الكتروني محلي وعربي ودولي واستشهاد 45 صحافيا".

مواضيع ذات صلة