|    English   |    [email protected]

شهادة للتاريخ.. سفير بريطانيا السابق يكشف كواليس “محادثات الكويت” وكيف أفشلها الحوثيون رغم أنها كانت ستعطيهم سلطة كبيرة مقابل تهميش “هادي”

الاثنين 24 يونيو 2024 |منذ 4 أشهر
السفير البريطاني السابق لدى اليمن إيدموند فيتون براون السفير البريطاني السابق لدى اليمن إيدموند فيتون براون

برّان برس - ترجمة خاصة:

تحدث السفير البريطاني السابق لدى اليمن، إدموند فيتون براون، الخميس 23 يونيو/حزيران 2024، لأول مرّة، عن سلوك وفد جماعة الحوثي المصنفة عالميًا على قوائم الإرهاب، خلال “مشاورات الكويت” التي جرت عام 2016.

جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة نظمها مشروع مكافحة التطرف (CEP)، عبر الإنترنت، لتقديم تقرير حول “تحويل الحوثيين للمساعدات الإنسانية في اليمن”. ترجم محتواها للعربية “بران برس". 

وشارك السفير “براون”، وهو مستشار أول مشروع مكافحة التطرف (CEP)، أثناء ورقة قدمها خلال الندوة، حكايات من تجربته “المباشرة” مع الحوثيين خلال فترة عمله كسفير للمملكة المتحدة في اليمن من عام 2015 إلى 2017، وهي الفترة التي جرت فيها “محادثات الكويت” بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة.

وقال: “خلال فترة عملي كسفير، شاركنا في محادثات السلام في الكويت خلال ربيع وصيف عام 2016. وأعتقد أن هذه المحادثات مثلت فرصة حقيقية لتحقيق نتيجة إيجابية، والاقتراب من تحقيق السلام”.

وأضاف: “خلال المناقشات التي ضمت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسفراء آخرين يدعمون السلام في اليمن، والمعروفة باسم مجموعة الـ 18، واجهنا العديد من التحديات”.

ووفق السفير، “أثبت وفد الحوثيين، الذي كان ضيفًا في المحادثات، أنه شريك صعب. مبينًا أنهم “قدموا باستمرار مطالب غير معقولة وأظهروا سلوكًا تخريبيًا”. 

وذكر “أنهم (وفد الحوثيين) سعوا حتى إلى الحصول على إمدادات ثابتة من القات، وهو مخدر غير قانوني في الكويت، مما زاد من تعقيد المفاوضات”.

وأثناء المحادثات، قال: كان “ممثلو الحوثي يصلون متأخرين إلى الاجتماعات، وينخرطون في نوبات الغضب والانسحابات والتهديدات، وكثيرًا ما يغيرون مواقفهم التفاوضية".

وتحدث عن “إحدى الحوادث التي برزت كانت عندما تم إغلاق حساب ناطق الحوثيين، محمد عبد السلام، على فيسبوك بسبب وجود محتوى يحض على الكراهية. وتم اكتشاف أنه استخدم جواز سفر نجله البالغ من العمر 13 عاماً للسفر إلى الكويت”.

وبرأي السفير البريطاني السابق لدى اليمن فإن هذا “يسلط الضوء على الممارسات الخادعة لوفد الحوثيين”.

وأضاف: “بينما كان هناك أعضاء كبار في صفوف الحوثيين يشغلون مناصب مهمة، كان هناك أيضًا أفراد مثل المشاط، المعروف بسلوكه البغيض والمدمّر”. 

ورغم هذه التحديات، قال السفير البريطاني، “ثابرنا في جهودنا واقتربنا تدريجيًا من التوصل إلى اتفاق”. وتابع: “أظهر رئيس وفد مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام، والذي لا يزال يتولى هذا الدور حتى اليوم، التزاماً حقيقياً بمحادثات الكويت”. 

وحينها، قال “بدأت الخطوط العريضة لاتفاق في التبلور، حيث ستحظى جماعة الحوثي بسلطة كبيرة في اليمن، وستنسحب المملكة العربية السعودية بكرامة، في حين أن هذا ربما أدى إلى تهميش الرئيس هادي، إلا أن مفاوضيه أدركوا أنهم لن يحصلوا على دعم سعودي لمعارضة النتيجة”. 

وتابع: “مع ذلك، تمامًا كما اعتقدنا أننا نحرز تقدمًا، تغيرت تعليمات زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، وانسحب وفد الحوثي من المحادثات. وأدى ذلك إلى تجميد مفاوضات السلام لسنوات”.

وأوضح أنه ينشر هذه التفاصيل “للتأكيد على طبيعة جماعة الحوثي والتحديات التي واجهناها خلال التعاملات المباشرة معهم”. وبرأيه فإنه “من المهم أن نفهم سلوكهم وتكتيكاتهم (الحوثيين)”. 

ومن المثير للاهتمام، وفق السفير، أن “الأمم المتحدة أعلنت عن خطوة مهمة مفترضة نحو وقف إطلاق النار في اليمن في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2023، دون الاعتراف بهجمات الحوثيين على الملاحة الدولية في البحر الأحمر”. 

ويشير هذا، برأيه، إلى أن “التقدم الواضح الذي أحرزه الحوثيون نحو محادثات السلام ربما كان خطوة محسوبة لاستغلال رغبة المجتمع الدولي في السلام وإعاقة اتخاذ إجراءات حاسمة ضدهم وضد إيران”.

وجرت “محادثات الكويت” بين وفدي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، لمدة 90 يومًا بين أبريل وأغسطس 2016.

ورغم أجواء التفاؤل المحلية والدولية بالتوصل لاتفاق ينهي الحرب المدمّرة في البلاد، إلا أن المحادثات انهارت في لحظاتها الأخيرة؛ بسبب ما قيل إنه تراجع وفد الحوثيين عن توقيع الاتفاق بتعليمات من زعيم الجماعة، رغم المكاسب التي تضمنها الاتفاق لصالحهم.
 

مواضيع ذات صلة