برّان برس- خاص:
أفادت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء، الأحد 28 يوليو/تموز 2024، بحصول جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب على معدات حفر تم تهريبها إليها عبر البحر، وبدأوا باستخدامها في بناء ملاجئ أرضية للورش وغرف العمليات العسكرية.
وقالت المصادر لـ“بران برس”، مفضلة عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، إن الجماعة بدأت باستخدام هذه المعدات في حفر مخازن ومستودعات أرضية في منطقة بني حشيش بأطراف صنعاء، وفي مناطق جبلية بمحافظتي صعدة وعمران.
وأضافت المصادر، أن مصدر تصنيع هذه المعدات في كوريا الشمالية، ووصلت إلى الجماعة منذ قرابة عام، مبيّنة أنه تم شحنها عبر رحلة بحرية معقدة تولى أمرها الحرس الثوري الإيراني.
ووفق المصادر فإن الجماعة باشرت باستخدام هذه المعدات منذ مطلع العام الماضي بحفر ثكنات عسكرية أرضية، وكذا مخازن أسلحة أرضية، كما استخدمتها في إنشاء مركز عملياتي عسكري سري ضخم، تحت أحد التلال الجبلية شرقي صنعاء.
ورجحت المصادر أن الجماعة تستخدم هذا المركز حاليًا في إدارة عملياتها العسكرية الأخيرة، مشيرة إلى أن الجماعة تعمل حالياً على استبدال كافة مخازنها العسكرية المكشوفة بالمخازن تحت أرضية لتفادي أي ضربات جوية مستقبلية.
إلى ذلك، قالت المصادر إن الجماعة الحوثي المدعومة من إيران، نقلت مؤخراً عددًا من الورش الخاصة بتصميم الهياكل الخارجية للطائرات المسيرة، وكذا الصواريخ الباليستية إلى ورش أرضية محصنة شرقي صنعاء، مبينة أن الورش التي جرى نقلها كانت تعمل بمعسكر إصلاح الصيانة بحي مديرية الثورة بالحصبة وأخرى كانت في حي ذهبان شرقي صنعاء.
وتأتي هذه الإجراءات الأخيرة، بالتزامن مع الهجمات التي تواصل جماعة الحوثي تنفيذها ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر الأحمر، منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وما أعقبها من ردود فعل دولية مضادة.
ومنذ نوفمبر/ تشرين الأول الماضي، تواصل جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد سفن الشحن التجارية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.
وأدت هجمات الجماعة إلى زيادة تكاليف التأمين البحري، ودفعت العديد من شركات الشحن الدولية إلى تفضيل الممر الأطول بكثير حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية.
ولردع الحوثيين، وحماية حركة الملاحة البحرية، شكلت الولايات المتحدة الأمريكية، في ديسمبر/كانون الأول 2023، تحالفًا متعدد الجنسيات، في حين تنفذ القوات الأمريكية، بين الحين والأخر ضربات ضد أهداف عسكرية تابعة للحوثيين.
وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضدّ الحوثيين على الأرض، منذ 12 يناير الماضي، نحو 560 غارة، أدَّت في مجملها، حتى الآن، إلى مقتل 58 عنصراً، وجرح 86 آخرين، وفق ما اعترفت به الجماعة.
وتقول الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، إن الضربات الغربية ليست ذات جدوى لتحييد الخطر الحوثي على الملاحة، وأن الحل الأنجع هو دعم قواتها المسلحة لاستعادة الحديدة وموانئها وبقية المناطق الخاضعة للجماعة.
وعلى الرغم من استمرار الجماعة في تبني المزيد من الهجمات البحرية، لم تسجل أي حوادث خطرة أو إصابات في السفن سوى 3 سفن من 170 سفينة قالت إنها استهدفتها منذ نوفمبر الماضي.