|    English   |    [email protected]

قبل أن ينهار كل شي

الاثنين 19 أغسطس 2024 |منذ 3 أشهر
الشيخ/ علوي الباشا بن زبع

الشيخ/ علوي الباشا بن زبع

لم أعد أرغب في الكتابة منذ أحداث 2011 التي رمينا فيها بمصالح القبيلة وراء ظهورنا، أملاً في أن نرى بلدنا بدون سلاح، ولا دم، ولا عنف، ولا إرهاب، وطن يتسع للجميع لا أحد فيه فوق القانون والنظام، كان ذلك حلمً تعلمناه في المدرسة والجامعة، ولسوء الحظ صحينا من الحلم على كابوس المحاصصة الحزبية المفرطة في الأنانية والاستحواذ والفشل أيضا، ولسوء الحظ لم يتوقف الأمر عند كابوس المحاصصة بل نمنا ذات يوم في 2014 وأصبحنا على كارثة مروعة، كارثة سقوط الدولة في أيدي المليشيات الحوثية القادمة من الكهوف إلى القصر الجمهوري، وحينها علمنا يقينا أننا لم نفقد مصالح القبيلة فحسب ، بل فقدنا دولة وطن بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

حين وجدنا أن الدولة تنهار، والوطن يضيع منا، يومها كلنا المتطلعين الى وطن أمن دولة عادلة لم نستسلم ولم تنهار معنوياتنا، ولم نلتفت لخذلان صنعاء وتجاربنا المرة السابقة معها، بل قلنا هذه الدولة يجب أن لا تسقط، وهذا الوطن يجيب أن لا يضيع، وهذا الإنقلاب لن يمر من عندنا من هنا ويجب أن يتوقف غلبة البندقية حتى يعود الجميع إلى غابة الصندوق ، وكان ما كان، مقاومة باسلة من مارب وسبأ وكل المحافظات  شقت طريقها وتصدت للمسئولية الكبرى بدون تردد ولا حسابات ولا وعود.

ونحن نقترب من نهاية السنة العاشرة حرب، بما في طياتها من الدمار والدماء والمأسي والمعاناة، رغم كل ذلك لا زالت الروح المعنوية لدينا كما هي، وتطلعاتنا للدولة الجامعة والوطن الذي يتسع للجميع أكثر من ذي قبل، يفزعنا فقط حينما تصلنا الأخبار والمراسلات التي تستغيث من أن المواطنين البسطاء على حافة مجاعة حقيقية في غالبية المحافظات ومنها مارب ، هذه هي القضية الخطيرة جدا التي إن لم يتم التصدي لها من قبل الجميع فإن كل الأهداف النبيلة والغايات السامية ستنهار بشكل مروع، وحينها سيكون الوطن لعنة التاريخ والدولة كذبة كبرى وانتظروا انهيار ما تبقى من الدولة والقيم لا سمح الله فانتهبوا وتحركوا قبل أن ينهار كل شي.

ونسأل الله أن يلطف بالبلاد والعباد في الوطن الكبير.