
برّان برس:
تحدث البرلماني ورجل الأعمال اليمني الشيخ حميد الأحمر، السبت 31 مايو/أيار 2025م، عما وصفها بـ"الفضيحة"، والتي قال إنها تكشف عن مسرحية وتواطؤ مكنتا من تسليم 4 من طائرات الخطوط الجوية اليمنية لجماعة الحوثي المصنفة في قوائم الإرهاب، والتي دمرتها غارات الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً في مطار صنعاء الدولي.
جاء ذلك في تدوينة نشرها "الأحمر" عبر منصة "إكس"، اطلع عليها "بران برس"، معلقًا بها على توضيح رئيس مجلس القيادة الرئاسي "رشاد العليمي"، حول ملابسات قرار استئناف رحلات اليمنية إلى مطار صنعاء، وحديثه عن التهديدات التي تلقتها قيادات "الشرعية" من الحوثيين لإجبارهم على السماح بعودة الطائرة الرابعة من مطار عمّان إلى صنعاء، قبل يوم من تدميرها من قبل الطيران الإسرائيلي.
وقال: "بغض النظر عن اتفاقي مع القرار والتوضيح من عدمه، فإني أشكر له توضيحه وشفافيته، وأثق في أن اجتهاده نابع من حرصه على الصالح العام، إلا أن هذا التوضيح لا يغني عن التوجيه بفتح تحقيق شفاف حول كيفية تمكين عصابة الحوثي من الاستيلاء على 3 من طائرات اليمنية، وتمكينهم من تشغيلها".
وفي هذا الصدد، أوضح الشيخ الأحمر، أن شخصية قال إنها "وطنية موثوقة"، تواصلت العام الماضي بالمدير التجاري في اليمنية، محسن حيدرة، وأبلغه بأن عصابة الحوثي تنوي الاستيلاء على طائرات اليمنية وحذره من أن يتم تسيير أكثر من رحلة في نفس الوقت إلى مطار صنعاء، وعدم السماح بهبوط أي طائرة إلا بعد أن تغادر الطائرة التي قبلها".
ومع ذلك، قال "الأحمر"، إن "حيدرة قام بإرسال ثلاث طائرات متجاهلا التحذير الصريح"، معبراً عن أسفه لعدم اتخاذ أي إجراء ضد هذا الشخص". وأضاف: "مثل هذه الفضيحة.. لو كنا في دولة تحترم نفسها، فإنها كافية لأن يبادر وزير النقل، ورئيس شركة طيران اليمنية إلى تقديم استقالاتهم دون الانتظار لقرار الإقالة المتوجب اتخاذه بعدما حدث".
ولفت إلى أنه كان بإمكان الوزارة ورئاسة طيران اليمنية، بعد الاستيلاء على الطائرات الثلاث، مخاطبة اتحاد النقل الجوي الدولي IATA وإبلاغهم بما تم من استيلاء الحوثيين على الطائرات، ومطالبتهم بعدم إصدار أي تراخيص لرحلات بهذه الطائرات المنهوبة.. وهو مالم يتم"، حد قوله.
ومن الإجراءات التي كان بإمكان الوزارة والشركة القيام بها بعد الاستيلاء على الطائرات الثلاث، وفق البرلماني حميد الأحمر، مخاطبة السلطات الأردنية، وغيرها من الدول، بعدم السماح باستقبال رحلات بهذه الطائرات، بالإضافة إلى مخاطبة شركتي "بوينق" وإيرباص بعدم تزويد هذه الطائرات بأي قطع غيار أو صيانة، وهذا ما أكد "الأحمر" أنه "لم يتم".
وتساءل "حميد الأحمر" قائلاً: "أو ليس كل ما سبق يؤكد أن تمكين عصابة الحوثي من الطائرات كان مسرحية تستوجب التحقيق والمسائلة؟..". وجدد مطالبته بالتحقيق فيما حدث وإقالة المسؤولين عن ذلك، متهمًا وزارة النقل بـ"عدم القيام بواجبها إزاء فضيحة نهب وتدمير طائرات الخطوط اليمنية".
"الأحمر"، أشار إلى أن وزارة النقل أيضًا "لم تقم حتى الان بمخاطبة خطوط الملاحة البحرية وتحذيرها من التعامل مع عصابة الحوثي وتحذيرها من إرسال سفنها إلى ميناء الحديدة إلا بتصريح من الوزارة في الحكومة اليمنية المعترف بها، حتى يتم تمكين الحكومة من استئناف تصدير النفط الذي يوقفه الحوثي بالقوة، وتقف الشرعية عاجزة أمام بلطجته حتى بمثل هذه الإجراءات البسيطة"، حد قوله.
وفي سياق حديثه عن فضيحة تسليم الطائرات للحوثيين، قال البرلماني حميد الأحمر، إنه اطلع على مراسلات رسمية بين شركة اليمنية ووزارة النقل، وبين من وصفها بـ"السلطات الأعلى"، تؤكد أن "الطائرة الرابعة التي تم تدميرها مؤخرا كان قد تم الاستيلاء عليها من قبل جماعة الحوثي، ولم تعد تحت سيطرة اليمنية"، متسائلاً: "فمن بادر بإهدائها لهم؟..".
وأكد استعداده تقديم الوثائق للجنة التحقيق التي من المفترض تشكيلها، مضيفًا: "لو كان تم تمكين مجلس النواب من عمله ما كنا بحاجة لاستخدام الفضاء الإعلامي العام للمطالبة بمثل هذه الأمور".
وفي ختام تدوينته، قال السياسي "الأحمر" إن "الحل إزاء كل ما سبق، يكمن في أهمية تحرير البلاد من هذه العصابة الكهنوتية، وهذا لن يتم إلا بحل عسكري ناجز"، معتبراً أن "عجز مجلس القيادة عن القيام بذلك، يعني فشله في القيام بمهمته الأساسية المتمثلة في انهاء الانقلاب".
وأمس الجمعة 30 مايو/أيار 2025، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي "رشاد العليمي" إن جماعة الحوثي المصنفة في قوائم الإرهاب، هددت باستهداف المطارات الواقعة في مناطق الحكومة اليمنية المعترف بها، إذا لم يتم إعادة الطائرة الرابعة من طائرات اليمنية التي دمرتها إسرائيل مؤخرًا في مطار صنعاء.
وذكر "العليمي"، في حوار مع قناة "روسيا اليوم"، أن جماعة الحوثي أصرت على عودة الطائرة من عمَّان إلى صنعاء، وأرسلوا إنذارًا عبر وسطاء مفاده: "إذا لم تسمحوا للطائرة بالعودة إلى صنعاء، فسنقوم بقصف مطار عدن والمطارات الأخرى في حضرموت وشبوة والمخا ومناطق أخرى."
وأشار رئيس مجلس القيادة، إلى أن اضطروا إلى السماح للطائرة بالعودة إلى صنعاء لتجنب مزيد من الدمار والتصعيد العسكري، لتأتي الغارات الإسرائيلية قبل يومين وقامت بتدميرها.
وكانت شركة الخطوط الجوية اليمنية قد أعلنت، في 24 مايو/أيار 2025، عن عودة إحدى طائرات أسطولها الجوي من العاصمة عمّان، تمهيدًا لبدء تفويج الحجاج من مطار صنعاء الدولي، في ظل استمرار أعمال التأهيل وإصلاح مرافق المطار المتأثرة بالقصف الإسرائيلي.
وأكد "العليمي" أن جماعة الحوثي تسببت في تدمير الطائرات الأربع التابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية، من خلال اختطاف تلك الطائرات والإصرار على استمرار احتجازها في مطار صنعاء، رغم توقعات باستهداف المطار بالقصف الإسرائيلي.
وأضاف: "حاولنا التواصل مع الجماعة عبر وسطاء من أجل إخراج هذه الطائرات، واقترحنا نقلها إلى عدن، أو إلى المملكة العربية السعودية، أو إلى عُمان، أو إلى أي دولة أخرى، لكنها رفضت وأصرّت على احتجازها في المطار. وبالفعل، جاءت الهجمات الإسرائيلية ودمرت ثلاث طائرات."
والأربعاء الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن قواتها الجوية استهدفت أهدافًا تابعة لجماعة الحوثي المصنفة في قوائم الإرهاب، في مطار صنعاء الدولي، ودمرت آخر طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية.
وفي 6 مايو/أيار، تعرض مطار صنعاء الدولي لغارات جوية إسرائيلية استهدفت طائرات مدنية، ومدارج الإقلاع والهبوط، وصالة المسافرين، بنحو 15 غارة، أخرجت المطار عن الخدمة، ودمرت ثلاث طائرات تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية.
وفي وقت لاحق، حمّلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا جماعة الحوثي، المصنفة ضمن قوائم الإرهاب، المسؤولية الكاملة عمّا تعرضت له شركة الخطوط الجوية اليمنية من خسائر، نتيجة تدمير ثلاث طائرات جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مطار صنعاء الدولي. وأكدت تقارير غربية أن الطائرات الثلاث المدمرة "لم تكن مؤمّنًا عليها".
وطبقًا لبيان صادر عن وزارة النقل اليمنية، فإن جماعة الحوثي تتحمل المسؤولية الكاملة عمّا تعرضت له شركة الخطوط الجوية اليمنية من خسائر ودمار كبير طال ثلاث طائرات تابعة للشركة، كانت متوقفة في مطار صنعاء الدولي عند تعرّضه للقصف الجوي، وذلك نتيجة استمرار الجماعة في احتجاز الطائرات بطريقة غير قانونية وغير مشروعة.