برّان برس - خاص:
تحدث محافظ البنك المركزي الأسبق، حافظ فاخر معياد، عن موقف السلطة المحلية في محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن)، من خطوة نقل مقر البنك المركزي إلى مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد، ثم خطوة ربط مركزي مأرب بالمركز الرئيس للبنك في عدن.
وقال “معياد”، في تصريح خاص لـ“بران برس”، تزامنًا مع الذكرى العاشرة لتأسيس مطارح مأرب، إن “مأرب قدّمت تجربة فريدة، خلال العقد الماضي، تلاحمت فيها السلطة المحلية مع كافة المكونات السياسية والاجتماعية من أبناء المحافظة وكل أرجاء اليمن، وقدمت نموذجًا يحتذى به في الدفاع عن النظام الجمهوري وتعزيز قيم السلام والتعايش”.
وشدد المحافظ “معياد”، على ضرورة “الاستفادة من هذه تجربة مأرب في معركة استعادة الدولة وإحلال السلام في البلاد”، مضيفًا: “تابعنا جميعًا الموقف الوطني والبطولي الذي جسّدته السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية والأحزاب السياسية والقبائل والمكونات المجتمعية في مأرب خلال العام 2014، في الدفاع عن المحافظة، ورفض الانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية والإجماع الوطني”.
وأكد أن موقف وأداء السلطة المحلية بمحافظة مأرب بقيادة المحافظ الشيخ سلطان العرادة، كان “محوريًا على المستوى المحلي والوطني". وقال: “لاحظنا نجاح قيادة السلطة المحلية في تنسيق الجهود المحلية للدفاع عن المحافظة، وحماية المؤسسات السيادية والحيوية فيها وفي مقدمتها فرع البنك المركزي بمأرب”.
وأردف: “سواء كانت هذه الحماية من خلال حشد جهود المؤسسات والأجهزة الأمنية والعسكرية والقوى السياسية والمجتمعية للدفاع عن المحافظة من عدوان مليشيا الحوثي، أو بتأمين عملها وتقديم خدماتها للمواطنين رغم الحرب المستمرة”.
وإداريًا، يقول “معياد”، في حديثه لـ"برّان برس"، إن “ذلك الموقف الشهير كان بإعلان السلطة المحلية بمأرب قطع علاقتها إداريًا وسياسيًا مع العاصمة صنعاء، بعد أن سقطت بيد جماعة الحوثي وأصبحت الجماعة تتدخل في أعمال البنك وصولًا إلى نهبه وتسخيره لصالح مجهودها الحربي”.
وبعد القرار الرئاسي بنقل مقر البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن، أكد “معياد”، أن السلطة المحلية بمأرب وقيادة البنك المركزي، كانت “داعمة للخطوة، ولاحقًا تعاملت بإيجابية مع خطوة ربط مركزي مأرب بالمركز الرئيس للبنك في عدن”.
وقال إن ذلك “كان بتوجيهات ومتابعة من رئيس الجمهورية، حينها، عبدربه منصور هادي، وبتعاون وزارة المالية والسلطة المحلية بمأرب برئاسة اللواء سلطان العرادة، الذي رحب بعمل اللجان الفنية لتنفيذ عملية الربط وسهل نجاح عملها”.
إجمالاً، يرى محافظ البنك المركزي الأسبق، أن محافظة مأرب “لعبت دورًا محوريًا ومهمًا في رفض الانقلاب الحوثي وإبقاء مؤسسات الدولة حاضرة، رغم كلفة الحرب الدفاعية المستمرة طيلة عقد 10 سنوات، وهذا يؤكد الدور التاريخي لمأرب، وتمسّك أبنائها بالدستور وبمؤسسات الدولة، واستعدادهم للتضحية دفاعًا عنها في لحظة الخطر، ورفض ثقافة منطق الغلبة والكهنوت”.
وفي 18 سبتمبر/أيلول 2014، أقامت القبائل في مأرب معسكرات شعبية مسلّحة عرفت بـ“المطارح” بمنطقتي “نخلا والسحيل” شمالي غرب المحافظة ومن ثم في الأطراف الغربية والجنوبية، لمواجهة هجوم الحوثيين المتصاعدة بهدف السيطرة على المحافظة بالقوّة.
وجاءت هذه الخطوة، التي تعد عرفًا قبليًا متوارثًا لمواجهة الأخطار، بعد نحو شهرين من تحشيدات الجماعة، واعتدائها على أبناء القبائل بالمناطق الحدودية مع محافظتي الجوف وصنعاء، وذلك عقب سيطرتها على مدينة عمران في يوليو/تموز 2014، ومع زحفها نحو العاصمة صنعاء وحتى إسقاطها في 21 سبتمبر/أيلول 2014.