برّان برس - خاص:
قال وكيل محافظة مأرب، الدكتور عبدربه مفتاح، إن مطارح مأرب كانت “ثورة بحد ذاتها، ضد المشروع الإمامي الذي كان يريد أن ينقلب على الدولة ويسعى للسيطرة على محافظات الجمهورية دون استثناء”.
وأضاف الوكيل مفتاح، في حوار مصوّر مع “برّان برس”، سينشر في وقت لاحق، أن جميع أبناء مأرب والشعب اليمني هبّوا “بكل توجهاتهم لمنع جماعة الحوثي من دخول المحافظة، والاستيلاء على مؤسسات الدولة فيها والاستئثار بخيراتها”.
وكان أول محطات المواجهة، وفق الوكيل مفتاح، في منطقة “نخلا التي هب لها أبناء المحافظة من كل حدب وصوب، وأيضًا مطارح وشحا”، وفي حينها، قال “انتشرت مطارح كثيرة حول المحافظة، وكانت الصخرة الصلبة” التي تكسرت عليها جماعة الحوثي.
وقال إن “جميع أبناء محافظة مأرب بدون استثناء هبوا إلى هذه المطارح، وشاركوا في التصدي لهذا العدوان”.
وأوضح الوكيل مفتاح، وهو أحد أبرز مسؤولي السلطة المحلية بمأرب الذين عاشوا تفاصيل تلك الأحداث، أن هذه المطارح أنشئت بهدف “الحفاظ على مؤسسات الدولة”.
وبعدها قال إن “الجيش الوطني بدأ يرتب صفوفه واستقبال أفراده سواء العبر أو الرويك، وشكل بعدها الجيش الوطني الذي هو اليوم بفضل الله عز وجل أحسن حالًا مما مضى سواء في التأهيل والتدريب أو في التسليح”.
وخلال تلك الفترة التي وصفها بـ“المفصلية”، قال: هب أشقائنا وأخوتنا، وهذه مرحلة مفصلية لا ينكرها إلا إنسان جاحد، ولا زالوا حتى الآن إخواننا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة”، مضيفًا أنهم “شاركوا بكل بدمائهم واختلطت دمائهم بدماء اليمنيين في كل الجبهات حتى دحر المليشيا الحوثية”.
وقال: “وقتها وأنتم تعرفون والعالم يعرف أنه المعركة كانت تدور هنا في سيلة الجفينة (أطراف مدينة مأرب)، وأتذكر وقتها ونحن نحافظ على استمرار الخدمات بما فيها الماء والكهرباء تحت وابل قذائف الكاتيوشا”.
وأضاف أن هذه النوع من الأسلحة التي نهبها الحوثيون من معسكرات الجيش واستخدموها لقتل اليمنيين، لم تكن حينها متوفرة مع المقاومة الشعبية التي تكونت في المطارح”. ورغم هذ قال تصدينا للعدوان الحوثية، ومن بعد المطارح توافد أبناء الشعب اليمني وشاركوا في المعركة.
وكشف عن محاولات لإفشال هذه المطارح، قائلاً: “هناك للأسف الشديد من كان يريد أن يئد هذه المطارح في وقتها تحت مسميات ووساطات، وفي الأخير كلها فشلت أمام هذه الصخرة التي انبثق منها بعد الله عز وجل أبناء مأرب في صد المليشيات الحوثية والحفاظ على مؤسسات الدولة وعلى أبناء الشعب في هذه المحافظة”.
وعن هذه الوساطات، قال “مفتاح”: “أتذكر عندما كنا نلتقي في القصر الجمهوري مع بعض الوساطات، وحتى الآن لا زلت أتساءل كيف هؤلاء الوسطاء يقولون الحوثي يريد أن يعبر الخط الأسود”. متسائلاً: عندما تريد أن تعبر إلى أين تريد أن تذهب؟”.
وأضاف: “أدركت اليوم بعد 10 سنوات حقيقة أن المشروع الحوثي المدعوم من إيران، لا يستهدف اليمن فقط بل يستهدف الجزيرة العربية وها هو اليوم تحقق كلما كنا نحذر منه أشقائنا وأصدقائنا.
وأكّد أن “المليشيات الحوثية إرهابية ولديها مشروع توسعي ليس من أجل اليمن”، إلا أن “بفضل الله وبصلابة اليمنيين الحاملين ها هي اليوم تترنح داخل المحافظات التي تسيطر عليها بسبب سلوكها الاستبدادي”.
واختتم الوكيل مفتاح، حديثه في هذه الجزئية قائلاً: ستخرج ثورات مستمدة من ثورتي الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر ومن صمود المطارح وستنقض على المليشيات، بعد أن كشفت وجهها القبيح”. مؤكدًا أن أبناء الشعب اليمني لن يقبلون باستمرار هذا المشروع في اليمن”.
وفي 18 سبتمبر/أيلول 2014، أقامت القبائل في مأرب معسكرات شعبية مسلّحة عرفت بـ“المطارح” في الأطراف الشمالية والغربية والجنوبية، لمواجهة هجوم الحوثيين المتصاعدة بهدف السيطرة على المحافظة بالقوّة.
وجاءت هذه الخطوة، التي تعد عرفًا قبليًا متوارثًا لمواجهة الأخطار، بعد نحو شهرين من تحشيدات الجماعة، واعتدائها على أبناء القبائل بالمناطق الحدودية مع محافظتي الجوف وصنعاء، وذلك عقب سيطرتها على مدينة عمران في يوليو/تموز 2014، ومع زحفها نحو العاصمة صنعاء وحتى إسقاطها في 21 سبتمبر/أيلول 2014.