|    English   |    [email protected]

المناضل “محمد حمد شيحاط”.. مسيرة جمهورية وتنموية من عمق محافظة الجوف (بروفايل)

الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 |منذ شهر
المناضل شيحاط (بران برس) المناضل شيحاط (بران برس)

بران برس- خاص:

يعد الثائر والمناضل الجمهوري الشيخ “محمد حمد سعد شيحاط”، واحداً من رموز ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ضد الحكم الإمامي في اليمن، ورائداً من رواد التنمية في محافظة الجوف (شمالي اليمن).

ينشر “بران برس”، السيرة الذاتية للمناضل شيحاط، وأبرز محطات نضاله خلال ثورة 26 سبتمبر، والدفاع عنها، وإسهاماته المجتمعية والتنموية في المحافظة.

مولده وتعليمه

ولد “شيحاط” في العام 1932م، بمديرية الحزم عاصمة محافظة الجوف. ونشأ في أسرة قبلية، حيث ينتسب إلى قبيلة همدان، و كان والده شيخًا من شيوخ القبيلة في مدينة الحزم.

وبدأ “شيحاط”، دراسته الابتدائية على يد الفقيه القمراء في مدينة الحزم، حيث كانت التعليم في المساجد.

في شبابه، كان يتطلع لأن يرى تغييرًا للواقع الذي تعيشه البلاد، لما كان يعايشه من ظلم واستبداد يمارسه الحكم الإمامي، والذي كان يتمثل في سجن واضطهاد للوجهاء والمشائخ وكذلك الجهل الذي تعيشه المحافظة.

بداية نضاله

في العام 1961م اعتقلته الإمامة وأودعته السحن الحربي في صنعاء بتهمة التمرد على سلطاتها.

خلال سجنه التقى بعدد من رموز الثورة، ومنهم المناضل عبدالله ناجي دارس، والمناضل عبدالسلام صبرة، والمناضل عبده كامل، وغيرهم ممن كانوا في سجن الإمام بصنعاء.

كان يتدارس مع العديد من الثوار في السجن، التخطيط للثورة على الإمام البدر أحمد يحيى حميد الدين.

ظل في السجن الحربي لمدة عام ونصف، وخرج مع جميع السجناء الأحرار الذين أطلقهم البدر قبل إعلان الثورة بأسابيع قليلة.

دوره في الثورة

في السجن، كان “شيحاط” ورفاقه قد رسموا أدوارًا ثورية محددة. ولقد كان ضمن الأحرار الذين أشعلوا ثورة الـ٢٦ سبتمبر لإسقاط حكم الإمامة الذي عرف بثالوث الجوع والجهل والمرض، وأقاموا على أنقاضه النظام الجمهوري القائم على مبادئ العدالة والديمقراطية والمواطنة المتساوية.

بعدها التحق “شيحاط” بالجيش النظامي للدولة، والتقى بالرئيس عبدالله السلال، واللواء عبدالله جزيلان، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في العاصمة صنعاء.

في العام 1967م حصل على رتبة ملازم في وحدة المشاة، وكانت مهمته (كاتم أسرار حربية).

دفاع عن الجمهورية

ومع هجمات بقايا الإمامة على النظام الجمهورية، حشد المناضل شيحاط، قبائل الجوف لمواجهة التحديات التي تواجه استقرار الجمهورية، وشارك في ملاحقة فلول الإمامة، إذ قاد مع رفاقه من أبناء الجوف ومأرب معارك شرسة في منطقة "عرق أبو داعر" بمديرية خب الشعف شمالي شرق الجوف.

وكان من ضمن الضباط الذين دافعوا عن العاصمة صنعاء، أثناء حصارها من قبل بقايا الإمامة، والذي استمر سبعين يوماً وانتهى بانتصار الجمهورية.

أدوار سياسية ومهام وطنية
كان علاقات داخلية واسعة مع مشائخ القبائل وقادة الدولة، وله مراسلات وعلاقات وثيقة مع الشيخ المناضل عبدالله بن حسين الأحمر. وكانت له علاقة جيدة مع الجيش المصري الذي جاء لتعزيز وإسناد الجمهورية في اليمن.

وقد شارك في بعثة سياسية لوفد كبير من الثوار اليمنيين إلى جمهورية مصر العربية، استمرت لمدة 3 أشهر، للتعرف على النهضة والتطور في مصر.

وتضمن البرنامج المكثّف الذي أعد لهم زيارات إلى عدد من والمؤسسات التعليمية والأماكن التاريخية والمصانع وغيرها.

ساعد المناضل “شيحاط”، في تمهيد طريق الدولة إلى الجوف، ورافق عدد من المسؤولين الذين زاروا المحافظة، التي كان وجود الدولة فيها بسيطًا.

أدوار تنموية وخدمية

بعد صعود الرئيس علي عبدالله صالح، إلى الحكم عام 1978، زاره المناضل شيحاط، إلى صنعاء مع عدد من مشائخ الجوف، وطلب منه حينها إنزال لجان لمسح المياه الجوفية ولجان لمسح احتياج المحافظة من المدارس.

في عام 1979 م استقبل المحافظ درهم نعمان، أول محافظ فعلي لمحافظة الجوف. ومنح المناضل محمد شيحاط، أراضي للدولة لتستقر في المحافظة، وساعد في نزول الشركة الصينية التي قامت ببناء المرافق الحكومية في المحافظة.

في العام ذاته، استقبل رئيس الوزراء عبدالعزيز عبدالغني، الذي زار الجوف والتقى بالمشائخ، وحينها ألقى المناضل شيحاط، كلمته الشهيرة التي دونت في رئاسة الوزراء كخطة عمل للدولة، وقال فيها مخاطبًا رئيس الوزراء مختزلًا احتياجات أبناء الجوف: "مريض عالجوني، وعطشان أسقوني، وجاهل علموني".

وفي إطار دعمه للمشاريع التنموية بالمحافظة، فقد استقبل “شيحاط”، الشركات الألمانية التي حفرت الآبار وأسكنها بجوار منزله، وكان له دور في بناء مستشفى الجوف العام وكذلك العديد من المدارس في المحافظة.

واجتماعيًا، كان له دور في حل الكثير من المشاكل القبلية والخلافات المدنية حيث كان شخصا مقبولا في الحكم بين الناس.

في العام 1980، توفي المناضل الشيخ محمد شيحاط، بعد عمر من النضال والعطاء لأرضه وشعبه، وقد ساهم في بناء الدولة في محافظة الجوف، وأسس بنية تحتية وخدمات عامة لا تزال شاهدة حتى اليوم، إضافة إلى مسيرته الوطنية وأدواره الثورية التي ساهمت في بناء جيل جمهوري يرفض الإمامة والكهنوت في ربوع اليمن.
 

مواضيع ذات صلة