|    English   |    [email protected]

خبراء يمنيون وعرب يتحدثون لـ“برّان برس” عن تداعيات مقتل “نصر الله” على الحوثيين وأذرع إيران في المنطقة

الأربعاء 2 أكتوبر 2024 |منذ 5 أيام
بران برس بران برس

برّان برس | أعد التقرير - نواف الحميري:

مع إعلان “حزب الله” اللبناني، مقتل زعيمه “حسن نصر الله”، في هجوم إسرائيلي استهدفه بالضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة الماضية، توالت الأسئلة عن تداعيات هذا الأمر على الفصائل الموالية لإيران في المنطقة.

فخلال الثلاثة العقود الماضية، برز “نصر الله”، كقائد عام لما سمّي بـ“محور المقاومة” الذي شكّلته إيران خارج حدودها، ويضم العديد من الجماعات المسلّحة غير النظامية التي تتركّز أساسًا في لبنان والعراق وسوريا واليمن. 

مؤخّرًا، استحدث هذا المحور بقيادة زعيم “حزب الله”، ما يسمى بـ“وحدة الساحات”، وهو مصطلح يشير إلى تنسيق الدعم والمواقف بين هذا التحالف ومنها مواجهة أي تهديدات موجهة لمكوناته أو للنظام الإيراني الداعم له.

ويرى باحثون أن “نصر الله”، قد أشرف على تأسيس كل الفصائل المسلّحة في المنطقة، وحقق حضورًا طاغيًا في كل تفاصيل المحور، إضافة إلى كونه العقل المدبر لعمليات النظام الإيراني الخارجية ويده الطولى في الشرق الأوسط.

يناقش “برّان برس” في هذه المادة مع باحثين وسياسيين يمنيين وعرب التداعيات المحتملة لمقتل “نصر الله”، على منتسبي المحور الإيراني الذين يرون فيه زعيمًا روحيًا وسياسيًا لا يغيب، وقائدًا لا يقهر ولا تقوم المعارك بدونه.

إرباك شديد

حول هذا يرى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور بشير عبدالفتاح، في حديثه لـ“بران برس” أن “مقتل نصر الله سيسبب حالة من الارتباك الشديد” خصوصًا لدى “حزب الله” اللبناني باعتباره الجبهة الرئيسية الأقرب لدعم حماس. 

وبرأيه فإن الفصائل المسلّحة الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن، تقوم “بدور ثانوي يقتصر على المناوشات فقط، بينما القوة الضاربة كانت لحزب الله، وضعف هذه القوة سيكون له تأثير مباشر على كل تلك الساحات”.

صفقة

وعن موقف إيران إزاء هذه التطورات، يرجح الدكتور بشير عبدالفتاح، أن “إيران ستقلص من دعم أذرعها في المنطقة؛ لأن هناك احتمالات بوجود صفقة بين إيران والغرب وإسرائيل”.

ولهذا يقول إن استراتيجية “وحدة الساحات” ستتعطل إلى حين اتضاح معالم مشهد العلاقة بين إيران وإسرائيل والغرب عقب الانتخابات الأمريكية. 

وحينها يقول “إما أن تحصل طهران على ما تريد، وتقبض ثمن هذا التراجع، مع انكماش فصائلها بالمنطقة، وإما إنها ستكون قد خُدعت وتم التلاعب بها”.

وفي الحالة الثانية، يتوقع الخبير المصري، أن إيران “ستعاود مجددًا لإيجاد بدائل للقيادات التي تمت تصفيتها، وستعيد هيكلة أذرعها لممارسة نفس السياسة مرة أخرى، إذا ما خاب أملها في تفاهمات مع أمريكا وإسرائيل”.

ويرى أن “الأمر سيتوقف على الثمن الذي ستحصل عليه إيران جراء تخليها عن دعم أذرعها”. 

وباعتقاده فإن “إسرائيل ما كان لها أن تنجح في ضرب حماس، وحزب الله بهذه السرعة والكفاءة لولا تفاهم ضمني مع إيران عبر الولايات المتحدة بعدم التدخل”.

توازنات جديدة

غير بعيد، ترى أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور هند أبو الغيط، بوضوح أن “إيران غيّرت من سياستها من الاندفاع إلى الدفاع المتراجع للحفاظ على نفوذها وعدم المغامرة بتدخُّلات إقليمية يمكن أن تنعكس سلباً على النفوذ الإيراني”.

وقالت “أبو الغيط”، في تصريح لـ“بران برس”، إن “العالم تحكمه سياسة لا صديق دائم ولا عدو دائم؛ فالساحة الأمريكية صارت تحفل بقوى مختلفة لها مصلحة في تحسين العلاقات مع إيران، رغم الأزمات التي لا تنتهي بين الطرفين”.

وأضافت أن “المفاوضات حول الملف النووي الإيراني والعقوبات لم تنجح في إضعاف إيران والحد من نفوذها الإقليمي، ولكن أصبح من الممكن أن تستغل الولايات المتحدة النفوذ الإيراني مستقبلاً، لكى تساعدها على تحقيق النفوذ الدولي ويصبح العالم تحت قبضة الولايات المتحدة الأمريكية ليتحقق النظام أحادي القطب”.

ولهذا، تقول إن الولايات المتحدة “تحتاج لإيران لضبط المنطقة وخلق التوازُنات، وإبعادها ولو جزئياً عن روسيا والصين”.

قيود إيرانية

المحلل السياسي اللبناني، أمين بشير، قال لـ“بران برس”، إن عملية “طوفان الأقصى”، التي أطلقتها “حماس” في السابع من أكتوبر العام الماضي، والتي وصفها بأنها “مباغتة” للاحتلال الإسرائيلي “عرّت كثيرًا من الأمور”. 

وبرأيه فإن “دخول حزب الله هذه المعركة وأسماها بمعركة الإسناد، وبعد أن كان يتوعد بتدخل قوي لإسناد حماس، لكن الحزب اللبناني لم يفعل شيئًا.

وعن سبب تردد “حزب الله”، أوضح أن “إيران كانت تؤكد أنها لا تريد أن تتوسع الحرب فوقع حزب الله في الكماشة، أي أنه لم يستطيع أن يتقدم إلى الأمام وينزلق بحرب واسعة لا تريدها إيران، وهو بالطبع لوحده لا يستطيع أن يقوم بهذه الحرب، لذا وضعته إيران في هذا الموضع”.

قربان

ولمعرفة أسباب هذا الموقف الإيراني، قال “أمين بشير”: “يجب أن ندرس التغيير الاستراتيجي في إيران، ولاسيما بعد وفاة الرئيس الإيراني السابق رئيسي، وانتخاب الرئيس الإيراني الجديد، وهو حكيم قلب ويتحدث بلغات أجنبية ومنفتح على الغرب”.​​​​​​

ولفت إلى تصريح الرئيس الإيراني الجديد الذي جاء فيه “أنهم والأمريكيين أخوة وينشد السلام”، وقال إن “كل هذا لم يكن ليقوله الرئيس الإيراني الجديد إذا لم يكن هناك ضوء أخضر من المرشد الأعلى”.

وقال إن “التغيير الاستراتيجي في إيران مخالف تماماً لمعتقدات حزب الله الذي كان منذ نشأته يرفع شعار أمريكا الشيطان الأكبر”.

ومن واقع هذه المعطيات، قال: “نستطيع أن نفهم لماذا الجميع يسأل هل باعت إيران حزب الله؟ والإجابة معروفة بأنها هي من قامت ببيعه وتقديمه كقربان من أجل المصالحة مع النظام الغربي لرفع العقوبات عنها”. 

لا ضرر على الحوثيين

وفيما إذا كانت الضربة التي تلقاها “حزب الله” اللبناني، ستؤثر على الحوثيين في اليمن، يرى المحلل السياسي اللبناني، أن أفعال الاحتلال مرتبطة بخطط نتنياهو واستغلاله لحالة انشغال الأمريكيين بموعد الانتخابات.

 

ولهذا لم يستبعد “أمين بشير”، محاولة نتنياهو الاستفادة مما تبقى من الوقت للانتخابات الأمريكية حوالى 40 يوماً لضرب الحوثيين”. 

 

أمام مفترق طرق

من جانبه، يجزم الكاتب والمحلل السياسي، أمين فرحان، أن “مقتل نصر الله سيكون له تأثير على الحوثيين”. مضيفًا في حديثه لـ“بران برس”، أنه كان بالنسبة للمكونات الموالية لإيران، “الملهم”، مرجحًا أن “ثقتهم بأنفسهم ستهتز بعد مقتله”.

وبعد هذا “التحوّل الكبير”، يقول “فرحان”، إن الحوثيين أمام مفترق طرق: “إما أن يمدوا أيديهم للسلام بشكل حقيقي، وهذا مستبعد لأنهم مليشيا مأمورة من إيران، أو يستمروا فيما هم عليه، وهذا المتوقع”.

وفي حال أصر الحوثيون على موقفهم، يرى المحلل السياسي أمين فرحان، أنهم سيمضون “بروح معنوية مهزوزة لأن مقتل زعيم حزب الله سوف يشجع الشعب اليمني الرافض للحوثيين والواقع تحت سيطرتهم على الثورة عليهم”.

وتوقع أن “تضعف جماعة الحوثي في الفترة المقبلة تحت تأثير الضربات التي تتلقاها المكونات المحسوبة على إيران، مثل حزب الله في لبنان”.

إيران كلمة السر

المتحدث العسكري لمحور تعز، العقيد عبدالباسط البحر، يرى أن التأثير على الحوثيين مرتبط أصلاً بالإرادة الإيرانية.

وقال في تصريح لـ“بران برس”: “إذا أرادت إيران أن يكون للحوثي دور فسيكون، وإذا أرادت أن يسكت فسيسكت”. مضيفًا: “وحتى العدو الصهيوني اتجه باتجاه لبنان لأنه يعرف أن مصدر الصواريخ التي يتبناها الحوثي تأتي من لبنان”.

واستدل العقيد البحر، بالضربات الإسرائيلية في اليمن، قائلًا إنها “لم تستهدف صعدة مركز الثقل وتواجد المرجعيات ولم تستهدف صنعاء الموجود فيها ورش التوليف والتصنيع للمجنحات والطيران المسير”.

وتابع حديثه قائلًا: “واضح جداً أن إسرائيل تريد ضرب مصالح الشعب اليمني في الحديدة، بعكس لبنان وجهت ضربات دقيقه للصف الاول والثاني لحزب الله”. وهذا يعني، وفق العقيد البحر، أن “الحوثيين لن يتأثروا عسكرياً بما يجري لحزب الله في لبنان، مالم تكن هناك تطورات بين الرعاة الإقليميين للاحتلال والمليشيا، أمريكا وإيران”.

مواضيع ذات صلة