|    English   |    [email protected]

مذنب "تسوشينشان" يرى بالعين المجردة لأول مرة منذ ملايين السنين

السبت 12 أكتوبر 2024 |منذ ساعتين
مذنب "تسوشينشان" يرى بالعين المجردة لأول مرة  منذ ملايين السنين مذنب "تسوشينشان" يرى بالعين المجردة لأول مرة منذ ملايين السنين

بران برس:

قال مركز الفلك الدولي، إن النصف الشمالي للأرض، يشهد ابتداءً من مساء اليوم السبت 12 أكتوبر/تشرين الأول 2024، ظاهرة فلكية نادرة لم تحدث منذ ملايين السنين تتمثل في ظهور مذنب " تسوشينشان" وبالإمكان رؤيته بالعين المجردة لمدة 10 أيام، عند عودته بعد عبوره بمحاذاة الشمس، مواصلا مساره الذي بدأ قبل ملايين السنين.

وفي بيان نشره المركز على موقعه الإلكتروني تابعه "برّان برس"، قال مدير مركز الفلك الدولي محمد شوكت عودة، إن “السماء في هذه الفترة تشهد ظهور مذنبين استثنائيين، الأول أصبح لامعا ويمكن رؤيته بالعين المجردة بعد غروب الشمس في جهة الغرب، ويسمى المذنب "تسوشينشان-أطلس" (Tsuchinshan–ATLAS)، ويحمل الرقم (C/2023 A3)ˮ.

وأكد عودة، أن “مذنب "تسوشينشان" تم اكتشافه في التاسع من يناير/كانون الثاني من العام 2023، حيث تم رصد جسم صغير، مؤلف من الصخور والجليد، بواسطة "مرصد الجبل الأرجواني" الصيني "تسوشينشان" الذي سُمي المذنّب على اسمه. 

ويضيف: “بعد ذلك تم تأكيد وجود ذلك المذنب قبل أحد مراصد شبكة أطلس الواقع في جنوب أفريقيا، وأما الثاني فهو المذنب "أطلس" (ATLAS)، ويحمل الرقم (C/2024 S1)، وقد تم اكتشافه يوم 27 سبتمبر 2024م من قبل أحد مراصد شبكة أطلس الواقع في ولاية هاواي في الولايات المتحدةˮ.

وأوضح مدير مركز الفلك الدولي، أن “الحسابات الأولية للمذنب الأول، كانت تشير إلى أنه يدور حول الشمس مرة واحدة كل 80 ألف سنة، إلا أن الحسابات الأحدث بينت أنه يحتاج إلى ملايين السنين ليكمل دورة واحدة حول الشمس، مما يجعل زيارته هذه هي الأولى للبشرية! وقد كان مشاهدا خلال الأشهر الماضية في جهة الشرق قبل شروق الشمس، إذ أصبحت رؤيته ممكنة بواسطة التلسكوبات الصغيرة اعتبار من شهر إبريل الماضي، وبعد ذلك أخذ لمعانه بالازدياد إلى أن أصبح مرئيا باستخدام المناظير في شهر أغسطس الماضي، واستمر لمعانه بالازدياد إلى أن أصبح مرئيا بالعين المجردة من الأماكن المظلمة مع نهايات شهر سبتمبر، وذلك في الفترة التي وصل فيها المذنب إلى أقرب نقطة من الشمس يوم 27 سبتمبر الفائت، حيث إن طول ذيل المذنب ولمعانه يزدادان عندما يقترب المذنب من الشمسˮ. 

وأشار عودة، إلى أن مذنب "تسوشينشان" اقترن مع الشمس في السابع من أكتوبر الجاري، مشيراً إلى أنه عند الاقتران يكون المذنب في أقرب مسافة ظاهرية من الشمس، حيث وقع يومها على مسافة 3.5 درجة فقط منها، وتشير التقديرات إلى أنه كان يلمع حينها بالقدر سالب 4.9، مما جعله واحدا من ألمع المذنبات في هذا القرن.

والفت إلى أن مرصد الختم الفلكي تمكن من تصوير المذنب في وضح النهار وقت الاقتران، في ظاهرة نادرة إذ أن ضياء الشمس يحجب الأجرام السماوية أثناء النهار. 

ويقول عودة إن الأرصاد تشير إلى أن لمعانه أصبح يوم 10 أكتوبر من القدر سالب 4، مؤكداً أن المذنب سيكون على أقرب مسافة من الأرض يوم السبت 12 أكتوبر في الساعة 15:18 بالتوقيت العالمي، حيث سيقع يومها على مسافة 71 مليون كم من الأرض. 

ويؤكد أن المذنب "تسوشينشان"  بدأ بالظهور في جهة الغرب بعد غروب الشمس ابتداءً يوم أمس الجمعة 11 أكتوبر، وكان قريبا جدا من الأفق بعد الغروب مما جعل رؤيته صعبة، موضحاً أنه مع مرور الأيام سيزداد ارتفاعا لتصبح رؤيته ممكنة بشكل سهل نسبيا اعتبارا من يوم 13 أكتوبر، مشيراً إلى أن لمعان المذنب بدأ بالنقصان اعتبارا من يوم الاقتران، فهو حاليا يلمع بالقدر صفر إلى واحد، إلا أن ذلك ما زال يبقيه مذنبا استثنائيا ولامعا جدا نسبيا لدرجة أنه يمكن رؤيته بالعين المجردة بعد غروب الشمس وخفوت وهج الشفق في جهة الغرب قريبا من المنطقة التي غابت عندها الشمس. 

وبحسب مدير مركز الفلك الدولي، فإن التوقعات تشير إلى أن طول ذيل المذنب سيبلغ حينها حوالي 20 إلى 25 درجة، فضلا عن الذيل الغباري الكبير للمذنب، فإن له ذيل أيوني خافت أزرق اللون يرى أفضل من خلال التلسكوبات والتصوير الفلكي، وإضافة إلى ذلك فإن له ذيل صغير ونحيل يشير باتجاه الشمس.

ويتوقع عودة، أن يبقى المذنب مرئيا بالعين المجردة في جهة الغرب حتى نهاية شهر أكتوبر الجاري، ليصبح من القدر 2 يوم 20 أكتوبر ومن القدر 4 مع بداية شهر نوفمبر. 
وأوضح أن مشاهدة المذنب بالعين المجردة ممكنة بعد نحو 30 إلى 45 دقيقة بعد غروب الشمس، في المنطقة التي غابت عندها الشمس، وسيُشاهد المذنب كبقعة غبشاء.

وعن المذنب "أطلس" يقول مدير مركز الفلك الدولي"محمد شوكت عودة"، إن التوقعا تشير إلى أنه قد يصل لمعانه في نهاية أكتوبر الجاري، إلى القدر سالب 8، مؤكداً أن هذا لمعان كبير جدا لم يصله مذنب من فترة طويلة، وعند تحققه قد يصبح مرئيا بالعين المجردة في وضح النهار.
وأوضح عودة أن مذنب أطلس من فئة المذنبات الحافّة للشمس (Sungrazing Comets)، وهي مذنبات تمر على مقربة كبيرة من الشمس، وتحديدا تم تصنيفه من فئة مذنبات الحافّات "كروتز"، وهي مذنبات يعتقد أن أصلها مذنب واحد عملاق تجزأ أثناء مروره بالقرب من الشمس في زمن سابق.  

وأكد عودة أن "مذنب أطلس سيصل إلى أقرب مسافة من الشمس يوم 28 أكتوبر وسيقع حينها على مسافة 1.2 مليون من مركز الشمس، ويلمع المذنب الآن بالقدر 12، إي أنه لا يشاهد إلا بواسطة تلسكوب ومن مكان مظلم، ويظهر حاليا في جهة الشرق قبل شروق الشمس، وبمرور الأيام سيزداد لمعانه وسيقترب أكثر من الشمس، ولا يمكن التنبؤ بشكل دقيق بمستقبل هذا المذنب فمروره القريب من الشمس قد يفتته ويحوله إلى مذنب عادي أو حتى يتلاشى، خاصة وأنه تعرض إلى ما يعتقد أنه تفكك في نواته يوم 8 أكتوبر. أما إن استطاع مقاومة حرارة وضغط الشمس فإنه قد يقدم عرضا مميزا، وسيبقى طيلة رحلته هذه قبل الحضيض وبعده مشاهدا في جهة الشرق قبل شروق الشمس. وتجدر الإشارة إلى أن توقعات عددا من الخبراء تفيد بأن هذا المذنب أضعف من أن يقاوم مروره بالقرب من الشمس، وبالتالي قد لا يكون مذنبا مميزا من جهة أخرى. كما وتشير توقعات أخرى أنه قد يلمع بشكل كبير قبل الحضيض، في حين لن يتبقى منه بعد الحضيض إلا الذيل".

مواضيع ذات صلة