برّان برس- خاص:
قال قائد اللواء 143 مشاة، العميد ذياب القبلي، إن الفريق الركن عبدالرب قاسم الشدادي، كان يحمل هم الوطن الكبير وقضية الشعب، وكان يعتبر كل جبهات المواجهة مع جماعة الحوثي بأنها تقع في نطاق مسؤوليته.
وأضاف “القبلي”، في مقابلة مصوّرة مع “بران برس”، بمناسبة الذكرى الثامنة لاستشهاد الفريق الشدادي، أنه “كان من القادة العظماء، وُجد في ظروف صعبة، عندما سُلمت مؤسسات الدولة للحوثيين”. وحينها، قال إنه كان “قائدًا حاضرًا في كل المواقف”.
ووصف الوضع الذي تولى فيه “الشدادي”، قيادة المنطقة الثالثة في ابريل/نيسان 2015، بأنه “ظرف صعب”، وقال إن المنطقة لم يكن “يوجد فيها جيش منظم، ولا آليات، ولا عتاد”. وقال إنه استطاع أن يعمل “بقدراته وإمكانياته الشخصية، وشخصيته المقبولة والمحبوبة عند الجيش والقبائل والمجتمع بشكل عام”.
وحينها، قال: “التف حوله الناس والضباط والأفراد، وبدأ بتجميع القوة في هذه المنطقة، في الوقت الذي قد كان الحوثي يحاصر المدينة”. واصفًا الفريق الشدادي، بأنه “كان رجل صادق أمين شجاع مقدام حازم صاحب قرار”.
وأضاف: “كان الشدادي مشرف على كل صغيرة وكبيرة، وعلى كل موقع وكل قوة”.
وحينذاك، قال: “استدعانا كضباط من محافظة مأرب ومن غيرها وبدأ بتكليفنا بتشكيل وحدات عسكرية من أفراد المقاومة في مختلف الجبهات، والذي قال إن أغلبهم كانوا من الجيش والأمن، موضحًا أن هذا التكليف كان بناءً على فكرة طرحت له من قبلهم، ولاقت ترحيب القائد ودعمه.
وقال إن “أول لجنة بدأنا شكلناها لتجميع الضباط والأفراد سواءً من الدفاع أو الأمن، وخلال أيام قليلة جمعنا أكثر من 3 ألف خلال أسبوع أو 10 أيام، ورفعنا له الكشوفات، وشكرنا على الفكرة وأيدها، وكان داعمًا أساسيًا.
وأضاف أن “الشدادي”، رفع إلى رئيس هيئة الأركان العامة حينها الفريق الركن محمد المقدشي، مقترح بتشكيل أول وحدة عسكرية وهو اللواء 143 حينذاك كان 103، وتم تشكيله في منطقة الرويك شمال مأرب.
وذكر أن اللواء كان “أول وحدة عسكرية دخلت في مهمة متفق عليها من قبل الشدادي والمقدشي ومحافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، وقيادة التحالف العربي، إلى السد”، موضحًا أن تحرير مأرب كان “بداية من هذه المنطقة”.
وتابع حديثه قائلًا: استمرت الأمور إلى أن وصلت القوات إلى صرواح بقيادة الشدادي، الذي قال إنه كان “في مقدمه الصفوف”.
وبعدها قال: “أتت معركة نصره 2، وكان الشدادي، هو الذي خطط لها، وقام بالاستطلاع معنا كمجموعة من القادة، كان يدخل بنفسه ويأخذ القادة للاستطلاع وترتيب الوضع في هذا الاتجاه”. مضيفًا أنه “كان معنا عندما دخلنا من الميسرة في نصر2. كان مع القوات ومع الأفراد ويمسي (ينام) في المواقع والمتارس في الأمام”.
وأظهر القائد الشدادي، حينها، وفق العميد القبلي، أنه “كان عارف الناس، عارف الأفراد والضباط وكل واحد وقدراته، وكان يتعامل مع الناس كل بمكانته وقيمته وقدراته”.
فيما كان الهم الذي يحمله “الشدادي”، بتلك المهمة هو “الوصول إلى تبة المطار... وفعلًا وصلنا إليها، وتعرّض لإصابة، ورفض التوقف واستمر معنا في المقدمة إلى أن وصلنا وثبتنا المواقع المحررة”.
ووفق العميد القبلي، فإن “الشدادي”، استمر في الجبهة لأشهر مع المقاتلين رافضًا العودة إلى مدينة مأرب، رغم محاولات رئيس هيئة الأركان ونائب رئيس الجمهورية، وظل في الجبهة حتى استشهد في مقدمة الصفوف بتاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
وعن اللحظات الأخيرة للفريق الشدادي، قبل استشهاده، قال العميد القبلي، في حديثه لـ“بران برس” إنه قبلها بساعة كان قد أبلغه بجهاز المناداة باستشهاد اثنين من الأبطال في نفس الجبهة هما أبو صادق ومبخوت العرادة. مضيفًا أنه “كان يبحث عن الشهادة أو النصر”.
وعن ردود الفعل، قال إنه “في نفس الليلة التي استشهد فيها كانت الناس متحمسة، وأيضًا تم تعزيز الجبهة بأعداد كبيرة جدًا، كل من علم من القبائل أو المقاومة أو الجيش إن الشدادي استشهد تحركوا إلى الجبهة، لرفد الجبهة، ومن جانب غضب على الحادثة وانتقام من العدو”.
وفي نفس الليلة، قال “كانت معركة كبيرة جدًا إلى الصباح. عندما العدو علم حاول أن يهجم عدة هجمات، أكثر من 5 أنساق من الساعة 10:00 مساءً حتى الصباح، لكن تصدت لهم الأبطال وكبدوهم خسائر كبيرة”.
وأضاف أن المعارك “استمرت في ذلك الأسبوع محتدمة، حيث حاول العدو يستغل استشهاد الشدادي، ويحقق انتصارات ولكن لم يوفق”.
وبهذا، قال: “أثبتت الناس والجيش الوطني والمقاومة الشعبية أنّ الشدادي لن يموت”. مضيفًا: “صحيح، رحيله كان له أثر كبير في نفوسنا وفي نفوس المقاتلين؛ لأنه قائد محبوب وله وزنه، لكن الجميع أثبت أن الشدادي لن يموت، واستبسل الناس على مستوى الجبهات، وتحققت انتصارات متوالية بعد رحيل الشدادي، في عدة جبهات”.
وعن حدود شخصيته، قال العميد القبلي، إن “الشدادي” لم يكن محصورًا بأفق ضيق، وإنما “كان على المستوى الوطني الكبير. كان همه وطن وقضية شعب”. مضيفًا أنه “لم يكن يعمل من أجل جهة أو فئة، وإنما للوطن، والناس الي حوله من جميع أطياف المجتمع”.
ورغم أن عمله كان في نطاق المنطقة العسكرية الثالثة، إلا أن “همه كان كبير جدًا، وكان يعتبر أن الجبهات كلها مسؤوليته”، وفق العميد القبلي. لافتًا إلى دوره مع دخول اللواء 141 واللواء 314 وتقدمهم باتجاه ماس شمالي غرب مأرب. وقال: “كان معهم، وموجود، وكان يتابع إلى الجوف وإلى نهم وإلى العبدية وقانية، ولم يكن محصور” في نطاق جغرافي ضيق.
وأضاف أنه “كان على تواصل دائم بجبهات تعز وجبهات الضالع، وفي كل الاتجاهات، ودعم هذه الجبهات ببعض الأسلحة والإمكانيات، وكان متابع كل الجبهات، ويعتبر أي تقدم بأي جبهة في مختلف محافظات الجمهورية أنه نصر للجميع”.
وإضافة إلى ما كان يتمتع به الفريق الشدادي، من “قيم وأخلاق عالية”، قال قائد اللواء 143 مشاة، إنه كان “رجل حزم، ما يجامل في الأمور المهمة، وكان صاحب قرار يتخذ القرار ويتابع قراراته وأوامره، ويتابع كل شيء حتى الأمور الصغيرة، ويتواصل مباشر مع كل الجبهات”.
وأكد أن القائد الشدادي، كان “رجل استثنائي وجد في ظروف صعبة”. وقال إنه “رسخ فينا قيم وأخلاق، ومبادئ عظيمة”. مضيفًا أنه “رغم استشهاده، إلا أننا نشعر بوجوده معنا في المعركة ومع كل المقاتلين”.
وفي ختام حديثه لـ“بران برس”، قال قائد اللواء 143 مشاة، إن “الشدادي رسخ مُثل وقيم ومبادئ كبيرة جدًا سيدافع عنها الجيش”. موضحًا أن الفريق الشدادي، “بالنسبة للجيش الوطني مثال عالي، وكذلك لدى المجتمع بشكل عام”. مؤكدًا أنه “مهما تعثرت الأمور، ومهما وصل إليه الوضع، إلا أنّ النصر قادم”.