بران برس:
أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سينتكوم)، الخميس 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 تنفيذ قواتها ضربات جوية، قالت إنها "متعددة ودقيقة" على العديد من منشآت تخزين الأسلحة التابعة للحوثيين المدعومين من إيران.
وذكرت "سينتكوم" في بيان لها "أن المنشآت التابعة للحوثيين تحتوي على أسلحة تقليدية متقدمة مختلفة، تستخدم لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأميركية والدولية التي تبحر في المياه الدولية في جميع أنحاء البحر الأحمر وخليج عدن.
وأرجعت اتخاذها هذه الإجراءات بهدف "تقليص قدرة الحوثيين على مواصلة هجماتهم المتهورة وغير القانونية على الشحن التجاري الدولي وعلى أفراد وسفن الولايات المتحدة والتحالف والطواقم التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، وتقليص قدرتهم على تهديد الشركاء الإقليميين".
وقالت إن "قوات القيادة المركزية الأميركية استهدفت منشآت الحوثيين المحصنة تحت الأرض والتي تضم صواريخ ومكونات أسلحة وذخائر أخرى تستخدم لاستهداف السفن العسكرية والمدنية في جميع أنحاء المنطقة".
وأشارت إلى أن الغارات نفذتها قطعات القوات الجوية والبحرية الأمريكية، بما في ذلك قاذفات الشبح بعيدة المدى من طراز بي-2 سبيريت التابعة للقوات الجوية الأمريكية التي نفذت جزءًا من العملية.
ووفق القيادة المركزية الأميركية فإن استخدام قاذفة بي-2 يوضح القدرات الواسعة للولايات المتحدة للوصول إلى هذه الأهداف، عند الضرورة، وفي أي وقت، وفي أي مكان.
عن استخدام واشنطن لتلك القاذفات لأول مرة، منذ إطلاق عملية التصدي الدفاعية التي تقودها واشنطن في مواجهة الهجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، يرى متابعون أنها تمثل تحولاً نوعياً، ولها دلالات كثيرة لا سيما وأن تلك القاذفات تعد الأغلى والأهم بالنسبة للقوات الجوية الأمريكية، إذ تملك الطائرة تقنية تخفٍ متقدمة تتجاوز رادارات العدو وتتمكن من اختراق عمق أراضيه، إضافة إلى أنها تتمتع بمدى تشغيلي طويل يمكنها من ضرب أهداف على بعد آلاف الأميال دون الالتفات إلى مشكلة الوقود.
وعقب الضربات خرج وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، لوصفها في بيان أنها "ضربات دقيقة" وتمت ضد خمسة مواقع تخزين أسلحة تحت الأرض في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وأشار "أوستن" إلى أن الضربات دليل فريد على قدرة الولايات المتحدة على استهداف المنشآت التي يسعى خصومنا إلى إبعادها عن متناول اليد، بغض النظر عن مدى عمق دفنها تحت الأرض أو تحصينها أو تحصينها".
وقال "إن استخدام القاذفات الشبحية بعيدة المدى التابعة للقوات الجوية الأميركية يظهر قدرات الولايات المتحدة على اتخاذ إجراءات ضد هذه الأهداف عند الضرورة وفي أي وقت وفي أي مكان".
وذكر بيان وزير الدفاع الأمريكي "أن الحوثيين المدعومين من إيران والمصنّفين بشكل خاص على لائحة الإرهاب العالمي، هاجموا لأكثر من عام بتهور وبشكل غير قانوني السفن الأميركية والدولية التي تعبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن".
ووفق البيان، كانت الهجمات بتوجيه من الرئيس "جو بايدن" وتهدف إلى زيادة إضعاف قدرة الحوثيين على مواصلة سلوكهم المزعزع للاستقرار وحماية القوات والأفراد الأميركيين والدفاع عنهم في أحد أكثر الممرات المائية أهمية في العالم.
ويفهم من البيان وجود إقرار أميركي ضمني بمهاجمة الحوثيين سفناً عسكرية، كما تشير الضربات إلى أنها رسالة تتجاوز اليمن - وفقاً لكلام أوستن "في أيّ وقت وفي أيّ مكان".
كما يشكّل هذا القصف "استعراضاً فريداً" لقدرة الولايات المتحدة على "استهداف المنشآت التي يسعى خصومها إلى إبقائها بعيدة عن المتناول، بغضّ النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو صلابتها أو تحصينها".
وبعيداً عن حجم الأضرار الحوثية جراء هذه الضربات الأميركية التي شملت 15 غارة، يؤكد مراقبون أن استخدام واشنطن القاذفة الشبحية لأول مرة في مهاجمة أهداف الحوثيين يمثل رسالة لإيران في المقام الأول.
وعن مواقع الاستهداف أوضحت المصادر أن 6 غارات استهدفت في صنعاء معسكر "التلفزيون" في شمال العاصمة اليمنية، ومعسكر "الحفا" في شرقها، ومعسكر "جربان" في الضاحية الجنوبية للمدينة في منطقة "عمد" التابعة لمديرية سنحان. وتحوي المواقع الثلاثة أماكن محصنة لتخزين الأسلحة المتنوعة تحت الأرض.
بينما في صعدة استهدفت الضربات الأمريكية وهي 9 غارات استهدفت موقعين رئيسيين، الأول هو معسكر "كهلان" والآخر هو موقع "العبلا" وكلاهما يقع شرق مدينة صعدة، حيث يعدّان من الأماكن التي تستخدمها جماعة الحوثي المصنفة دولياً لتخزين الصواريخ والأسلحة بشكل محصن تحت الأرض.
وأدت تلك الغارات وفق المصادر إلى مقتل 7 مسلحين حوثيين على الأقل عند استهداف منطقة جربان في جنوب صنعاء لحظة إخراجهم ذخائر وأسلحة من المستودع المحصن على متن سيارة دفع رباعي من نوع "هيلوكس"، لكن الضربة لم تؤدِ إلى تفجير المستودع بشكل كلي، بينما لم تعلن الجماعة عن أي حصيلة حتى الآن.
أما عن الغارات التي ضربت صعدة قرابة الساعة الثالثة فجراً بتوقيت صنعاء، ذكرت المصادر أنها أصابت معسكر "كهلان" ومقرّ القيادة في المعسكر وثلاثة مستودعات تحت الأرض، إضافة إلى جروف محصنة في موقع "العبلا" تُستخدم لتخزين الصواريخ والطائرات المسيَّرة.
وفي رد للحوثيين عن الضربات التي استهدفت صنعاء وصعدة، قالت في بيان لمكتبها السياسي إنها "لن تمر دون رد"، وأنها لن تثنيها عن الاستمرار في هجماتها المساندة للفلسطينيين في غزة وحزب الله في لبنان.
والثلاثاء اعترفت الجماعة بتلقيها 4 غارت استهدفت مواقع في مديرية اللحية شمال محافظة الحديدة، عقب غارتين استهدفتا، الاثنين، موقعاً في مديرية الصليف في المحافظة نفسها.