برّان برس:
أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول، مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار خلال اشتباكات في جنوب قطاع غزة أمس الأربعاء.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن جنوده نفذوا عمليات خلال الأيام الماضية جنوب قطاع غزة بناء على معلومات استخباراتية تفيد بأن قادة في حركة حماس موجودون في المنطقة.
وأضاف أن قوة من اللواء 828 الموجودة في المنطقة اشتبكت أمس مع 3 مقاتلين وقتلتهم، وتبيّن بعد الفحص أن السنوار أحدهم، وفق بيان الجيش.
وأفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن الجنود لم يكونوا على علم بوجود السنوار في المبنى حيث وقع تبادل إطلاق النار جنوب قطاع غزة.
وصرّحت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الاشتباك مع السنوار وقع بتل السلطان برفح، وكان يرتدي سترة عسكرية ومعه قيادي ميداني آخر.
وأفاد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت -أثناء كلمة على حدود قطاع غزة- بأن "إسرائيل أنهت اليوم حسابا طويل الأمد مع السنوار"، مضيفا أن مقتله رسالة لأهالي القتلى والمحتجزين الإسرائيليين بأن "الجيش يفعل كل شيء لأجلهم"، بحسب تعبيره
انفضاح سردية الاحتلال
مراسل الجزيرة، الصحفي إلياس كرام، قال إن الصور التي سربها جنود إسرائيليون لجثة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار "فضحت سردية إسرائيل بزعمها أن الأخير خائف وفي نفق تحت الأرض"، وتوقع أن يتم فتح تحقيق لتحديد المسؤول عن تسريب هذه الصور.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي فإن السنوار قتل بعد اشتباك خاضه مع جنود إسرائيليين بحي تل السلطان في رفح، وقالت إنه "كان يرتدي جعبة عسكرية ومعه قيادي ميداني آخر"، في حين لم تعلق حركة حماس على الإعلان الرسمي الإسرائيلي بعد.
وفي ضوء السرية التي تفرضها القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية على كل مجريات الحرب في غزة المتواصلة منذ أكثر من عام، توقع الصحفي، توجيه اللوم للجنود الإسرائيليين الذين سربوا صور السنوار "وخضوعهم إلى تحقيق داخلي بعد إضرارهم بمعلومة أمنية حساسة"، و"تجريدهم من رتبهم العسكرية والزج بهم في السجن".
وأشار الصحفي إلى أن قتل السنوار "حدث أمني كبير، ومن المفترض أن يكون على قدر كبير من السرية"، لكن جنود الاحتلال الإسرائيلي هم من سربوا هذه المعلومات الحساسة.
وكانت مصادر إسرائيلية رجحت أن يكون السنوار قد قتل في اشتباكات وقعت أمس الأربعاء، وأنه عثر على جثته اليوم الخميس خلال قيام جنود الاحتلال بتمشيط المنطقة التي شهدت الاشتباك.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم العثور على جثة السنوار وإلى جانبه جثة قيادي ميداني آخر هو قائد في لواء "خان يونس"، والذي كان مقربا من السنوار منذ بداية الحرب.
وبحسب المصدر نفسه فإن السنوار كان يرتدي سترة عسكرية فيها مخازن رصاص وعدد من القنابل اليدوية.
تسلسل أحداث تصفية السنوار
إذاعة جيش الإحتلال الإسرائيلي نشرت، تسلسل أحداث تصفية رئيس حركة حماس، التي بدأت عند الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء، حيث قالت إن جندي من الكتيبة 450 في الجيش الإسرائيلي، رصد حركة في أحد المنازل في حي تل السلطان برفح، وبدأت قوة مشاة بالتحرك نحو الهدف على أساس أن هناك مسلحين.
وبحسب الإذاعة، فإنه وعند الساعة الثالثة عصرًا من نفس اليوم، تم رصد 3 شخصيات مشبوهة، تدخل وتخرج من منزل إلى آخر، وحينها تم الإدراك أن هؤلاء مسلحين، ويُعتقد أنهم من رفقاء السنوار حاولوا فتح الطريق أمامه، لتطلق القوة النار عليهم بهدف إصابتهم جرّاء ذلك.
وأشارت إلى أن فرقة السنوار اتقسمت قسمين، حيث دخل هو إلى مبنى ودخل الجزء الآخر من الفرقة إلى مبنى آخر، كما صعد السنوار إلى الطابق الثاني، حينها أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة على ذلك المبنى.
وبعد ذلك، تقول الإذاعة إن قائد فصيل من الكتيبة 450 دخل إلى المنطقة المحيطة بالمبنيين، واندلعت اشتباكات حينها، وألقى قنبلتين تجاه السنوار ورفاقه، مما أدى إلى انقطاع التواصل بينهما.
ولفتت إلى أن القوة أحضرت طائرة بدون طيار، وشاهدت شخصاً (تبين لاحقاً أنه السنوار) مصاباً في يده وملثماً، حيث كان السنوار جالسا في الغرفة، وحاول إلقاء عصا خشبية على الطائرة، وبعد ذلك أطلقت الدبابة قذيفة أخرى.
وفي المرة التالية التي دخلت فيها القوة للمسح كانت في صباح الخميس، وفقط عندما دخلوا ورأوا الجثث، لاحظوا أن هناك تشابهًا بين إحدى الجثث ويحيى السنوار، وفقا لإذاعة جيش الإحتلال.
وتعتبر إسرائيل السنوار العقل المدبر لعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أدت إلى مقتل أكثر من ألف عسكري ومستوطن إسرائيلي.
المصدر | الجزيرة نت + إعلام عبري