برّان برس- خاص:
تزايدت في الآونة الأخيرة حالات ابتزاز الفتيات اليمنيات في الفضاء الإلكتروني، ما دفع بالعديد منهن إلى الانتحار، وإلحاق أضراراً نفسية ومعنوية وخسائر مادية باهظة بأخريات.
وكان آخر هذه الحوادث ما كشفته السلطات الأمنية التابعة لجماعة الحوثي المصنفة بقوائم الإرهاب، حيث أعلنت في أكتوبر الماضي، القبض على شخص متهم بالنصب والابتزاز على 52 فتاة بمبالغ تجاوزت نصف مليار ريال.
وقبلها كانت وسائل إعلام محلية قد تحدثت عن انتحار عدّة فتيات يمنيات بعد تعرّضهن للتهديد من قبل مبتزّين بنشر صورهن على منصات التواصل الاجتماعي، بعد الإيقاع بهن واستدراجهن إلى الفخاخ القاتلة.
الأخصائية في الأمن الرقمي، سمية مقبل، تتحدث لـ“برّان برس” حول هذه الظاهرة، وكيفية وقوع الفتيات في حبائل المبتزين، وكيف يمكنهن تفادي الوقوع، وما الذي يجب فعله للتوعية بخطرها والحد منها.
أسلوب الاستدراج
حول طريقة وقوع الفتيات في مصائد المبتزّين، أوضحت الأخصائية في الأمن الرقمي، سمية مقبل، أنه “عادة يتم استدراج الفتيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو تطبيقات المراسلة الإلكترونية”. مضيفة في حديثها لـ“بران برس”، أن “المبتز يبدأ عبر هذه الوسائل ببناء الثقة ثم ينتقل لاستغلالها”.
ولتفادي الوقوع في فخ المبتزين، تنصح الأخصائية بالأمن الرقمي، الفتيات بعدة أمور أولها: “عدم الثقة بالعالم الافتراضي”.
وحول هذه النقطة قالت: “لا تثق إلا بمن تعرفه من العالم الحقيقي، وتتواصل معه بالواقع، وليس بالعالم الافتراضي”. مبررة هذا بأن “العالم الافتراضي يبقى افتراضي، وليس حقيقي لكي نؤمن به أو نثق فيه”.
وأما النصيحة الثانية، وفق سمية مقبل، فهي “حفظ البيانات الحساسة والصور للخاصة في أجهزة غير مرتبطة بالشبكة، ليس في جهاز تلفون مستخدم للمراسلة وتحميل التطبيقات التي قد تكون غير آمنه”. معتبرة الأجهزة المتصلة بالشبكة “غير آمنه على حفظ بيانات حساسة”.
وثالثًا تنصح بـ“تأمين حسابتنا بكلمات سر قوية، وحفظها في مكان آمن، وتفعيل المصادقة الثنائية، وأيضًا ضبط إعدادات الخصوصية للحد من الوصول للمعلومات الشخصية، حتى اسمك لا يجب أن يعرفه أحد في عادتنا”.
للخروج من الفخ
وفي حال التعرض للابتزاز، تنصح الأخصائية في الأمن الرقمي بـ“التزم بالهدوء والتفكير، وافهم منه بماذا يبتزك، وكيف حصل عليها، وما هي نقاط قوتك التي تمكنك من مواجهة المبتز”.
وفي هذه الحالة تشدد على ضرورة “الاحتفاظ بالأدلة ثم الاستعانة بالسلطات المختصة أو المنظمات المهتمة حتى تواجه المبتز”.
وتحذّر “مقبل” من الخضوع للمبتزين قائلة: “إياك إياك ومساومة المبتز أو الانجرار وراءه لأنه سيلاقيك مكسب سهل الترزق منه، وسيستمر بابتزازك حتى توصلي لنقطة عدم استطاعتك تلبية رغباته وبالتالي الكشف”.
مواجهة الظاهرة
وعن دور الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، شددت “سميّة مقبل”، على أهمّية تنظيم حملات توعوية “لنشر الثقافة الرقمية والتوعية بقضايا الابتزاز عبر الاعلام وسائل التواصل الاجتماعي والمدارس والمؤسسات التعليمية”.
وبالإضافة إلى ذلك، دعت لتقديم “دعم قانوني ونفسي لضحايا الابتزاز”، وكذا “عمل قوانين صارمة لردع مرتكبي جرائم الابتزاز الالكتروني”.