بران برس- وحدة الرصد:
لليوم الرابع على التوالي، تواصل فصائل المعارضة السورية المسلّحة تقدمها شمالي سوريا خلال العملية العسكرية التي أطلقتها ضد قوات نظام بشار الأسد و“حزب الله” والوحدات الإيرانية المسلّحة المساندة له، في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، تحت مسمّى “ردع العدوان”.
كان اللافت هو تهاوي قوات الأسد المدعوم بقوات إيران وروسية أمام قوات المعارضة التي تمكّنت حتى الآن من السيطرة على معظم محافظة حلب، ثاني أكبر المدن السورية وأهمها، إضافة إلى سيطرتها الكامل محافظة إدلب، وأجزاء واسعة من محافظة حماة.
هذا الانهيار “غير المتوقع” لمحور إيران في سوريا، أثار قلق بقيّة الجماعات لإيرانية المسلّحة في المنطقة، وخصوصًا جماعة الحوثي المصنّفة بقوائم الإرهاب، والتي تخوض حربًا ضد الحكومة اليمنية المعترف بها، والشعب اليمني للسنة العاشرة على التوالي، بدعم وتمويل إيراني شامل.
يرصد “برّان برس” جانبًا من التفاعلات لباحثين ونشطاء وكتاب يمنيين تجاه أحداث حلب، والتي أعقبت انهيار “حزب الله” جنوب لبنان، باعتباره أكبر فصائل المحور الإيراني، والداعم الرئيس لنظام الأسد منذ العام 2011.
الباب المنتظر
رئيس مركز المستقبل اليمني للدراسات الاستراتيجية، الدكتور فارس البيل، قال إن “حلب ستقلب الموازين حتماً”، مضيفًا في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”، رصدها “برّان برس”، إن “إيران الآن تتمزق سترتها تباعاً، وقد تدفع بفصائلها في العراق إلى سوريا لمصيدة جديدة”.
وتابع: “كل محاولات إيران للسلامة من بعد سقوط حزب الله تتداعى، ولعل القادم في العراق المرتكز الأهم لنزع مخالبها من المنطقة”.
وفي كل هذا، قال الدكتور البيل: “بقي ضلع المربع الناقص، الحوثي، الذي لن تدخره إيران في حال وصلت الأمور إلى مرادها، وهو الباب المنتظر، حيث سيهيئ تحرير سوريا والتنكيل بفصائل العراق الأفق لليمنيين للخلاص من الحوثي ومنعه من النجاة التي يٌمنّى بها”.
درس حلب
الكاتب الصحفي خالد سلمان، قال في مقال مطول بحسابه على منصة “إكس”، إن “حلب تقدم لنا درساً نموذجياً بأن الحرس الثوري وعموم حلفاء طهران، هم تكوينات هشة سريعة الانهزام، وإن تحرير اليمن في حال توحد إرادة القتال وتم التوافق السياسي، لن تكون قيصرية الولادة بل خاطفة تشبه بنتائجها حلب”.
واستعرض “خالد سلمان”، في مقاله الفوارق بين معركة حلب ومعركة اليمنيين ضد جماعة الحوثي، مستنتجًا أن “معركتنا القادمة (في اليمن) هي معركة دولة وطنية ضد جماعة طائفية، وحرب استقلال لتحرير القرار من الهيمنة الإيرانية ومن سائر التدخلات الأجنبية”.
وقال إن “معركة الحديدة وصنعاء ستكون خاطفة سريعة النتائج تشبه حلب بمقياس الزمن وسرعة النصر، ولكن بأدواتنا غير المتطرفة وبشروطنا نحن وبهدف محددة انجاز دولة غير اقصائية وتؤمن بالحقوق”.
مكر الثعالب وهزائم المحور
الكاتب والمحلل السياسي عبدالسلام محمد، قال إن “الحرب في حلب، والرعب عند المحتل في صنعاء”، مضيفًا: “يبدي الحوثيون اهتمامًا بسلام موهوم، وعلاقة جيرة مع السعودية بثياب مكر الثعالب، واستسلامًا قدريًا لواشنطن تحت راية شعارات الموت الكاذبة”.
واعتبر أن ”ما حصل في حلب سيحصل في الفلوجة، وسيحصل في صنعاء، والتركيب عكس التفكيك!”.
وفي تدوينة ثانية قال: قالوا إن حزب الله أقوى من حماس عشرة أضعاف، فسقط حزب الله في أسابيع، بينما الحرب في غزة مستمرة منذ أكثر من عام، ثم سقط محور الممانعة بكله في حلب سوريا، وربما يسقط نفوذ إيران في سوريا والعراق، ولا زال هناك من يعتقد أن الحوثيين أقوياء!”
واختتم "عبدالسلام” تدوينته قائلًا: يبدو أن الحوثي سيسقط من أخبار هزائم المحور منذ ثلاثة أشهر.
وهم الاختلاف
من جانبه، قال الصحفي والباحث في الشأن العسكري عدنان الجبرني: “ينظر الحوثي إلى حلب وهي تتهاوى أمام الثوار، فيُعزّي نفسه باستحضار كمّ الصواريخ والمسيّرات والحشود ليتوهم بأن وضع جماعته مختلف ولديها القوة والقيادة، ولكن هذا كله سراب”.
وأضاف: “لا بد من لحظة كهذه في إب وصنعاء وعمران وصعدة، سيلتقط المقاتل اليمني صوراً مع مخازن البالستي والمسيرات ولن تنفع”.
وفي تدوينة أخرى قال الصحفي الجبرني: “أن يشاهد عبدالملك الحوثي قلاع المحور تتساقط بينما تقف إيران عاجزة حتى عن حماية نفسها، ويتابع تعقيدات الموقف الدولي الحالي، فذلك يعني الكثير للحوثي فيما يتعلق بجموحه للعب أدوار إقليمية، مع أن التأثير على المستوى المحلي أقل بالطبع. بل إن هذا الوضع يجعله أكثر مرونة مع السعودية”.
من جانبه، علّق الناشط إبراهيم عبدالقادر، في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”، رصدها “برّان برس”، قائلًا: “الفرحة بحلب والصراخ عند الحوثي، الضرب في ضاحية لبنان والوجع في صعدة والطيرمانات”.
وأضاف: “يتحسس الحوثي رأسه وهو يرى الانهيار الكبير في حلب وعودة الأهالي والأفراح بالدموع، يوهم نفسه بأنه استثناء، وفارق القوة وعامل الوقت لديه، لكن كل هذا سيتبخر عند أول تحرك للعائدين، وستحين لحظة النصر”.
انهيار أسرع
فيما يرى الكاتب والصحافي صالح البيضاني، أن “جميع أسباب الإنهيار السريع هذه متوفرة في المشهد اليمني على الصعيدين الشعبي والاقليمي”، ولذلك قال “سيكون انهيار عملاء إيران في اليمن أسرع من المتوقع”.
وقال “البيضاني”، في تدوينة أخرى بحسابه على منصة “إكس”، رصدها “بران برس”، إن “الانهيار الكبير لمحور إيران بدأ من ضاحية لبنان الجنوبية مرورًا بحلب وسينتهي في صنعاء”.
وأضاف: “هكذا هي المشاريع المستأجرة التي تعادي شعوبها، وتعمل كأدوات رخيصة لا مستقبل لها ولا ملاذ آمن!”.
من جانبه، قال الناشط عبدالكافي مرشد، إن “الأزمة المالية، وتنامي تجارة المخدرات والفساد وتجارة البشر والتهريب؛ تعد الأسباب الرئيسية لانهيار منظومة الحرب التابعة للأسد وحلفاءه في سوريا”.
وأضاف أن “كل هذه الأسباب موجودة لدى مليشيا الحوثي في صنعاء وصعدة”. موجهًا سؤالًا للحكومة اليمنية المعترف بها قائلًا: “متى تعانق صنعاء حلب يا شرعية؟”.
سجون الحوثي
وتعليقًا على تسجيل مصوّر تداوله نشطاء سوريون يظهر لحظة تحرير نساء من أحد سجون حلب، قال الكاتب البيضاني: “مشهد تحرير النساء السوريات من سجون حلب ذكرني بحال الناشطة اليمنية سحر الخولاني وغيرها من النساء اليمنيات المخفيات في سجون الحوثي ظلمًا”.
واختتم تدوينته قائلًا: “سيأتي يوم ويندم الحوثي على كل ما اقترفه بحق اليمنيين، وإن غدا لناظره قريب”.
جبن ومؤامرة
وفي إطار التعليقات، قال الكاتب كامل الخوداني، إن “الحوثي يعيش أسوأ مراحل ضعفه، كل المتغيرات ضده. منبوذ خارجيًا. مكروه داخليًا. يسلب الناس أموالهم لشراء الولاءات واستحداث أجهزة أمنية. يخاف من منشور أو تغريدة، ترعبه صوت امرأة تطالب براتبها.
وأضاف في تدوينة بحسابه على منصة إكس”، رصدها “بران برس”، أن “ما يبقي على الحوثي ليس قوته بل جبن أعدائه ومؤامرة من يدعوا محاربته”.
وأما المحامي، فيصل المجيدي، فقال في تدوينة مقتضبة بحسابه على منصة “إكس”، رصدها “بران برس”، إن “فرحة تحرير حلب سيعقبها بهجة استعادة صنعاء من أنياب ضبع إيران الحوثي بإذن الله”.
خوف وتهديد
على الجانب الآخر، تابعت جماعة الحوثي ما يجري في سوريا باهتمام وقلق بالغ، وهو ما ظهر في خطابات وتعليقات قيادات الجماعة على وسائل إعلامها ومنصات التواصل الاجتماعي.
وفي حين اتفقت ردود الجماعة الحوثية مع رواية إيران وأذرعها المسلّحة في المنطقة بأن ما يجري في حلب “مخطط أمريكي إسرائيلي”، إلا أن قيادات الجماعة حذّرت من أي تحرك عسكري ضدّها في اليمن.
ومنها خطاب رئيس المجلس السياسي للجماعة، مهدي المشاط، الذي تحدث فيه عن محاولات جارية وصفها بأنها “بائسة” من قبل من وصفه بـ“العدو الأمريكي ومعه تابعه الذليل العدو البريطاني للتحريض على بلدنا... وإحداث تصعيد هنا أو هناك خدمة وإسناداً للعدو الإسرائيلي”.. مهدداً بمواجهة أي عملية تصعيد ضد جماعته.
ولا تختلف كثيرًا بقية التصريحات والتعليقات التي أطلقتها قيادات في جماعة الحوثي خلال الأيام الأربعة الماضية، والتي تدعي أن الحوثية ليست كباقي فصائل المحور الإيراني في المنطقة وأنها قادرة على الدفاع عن نفسها والمكاسب التي حققتها في حروبها طيلة العقد الماضي، بما فيها السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء.