برّان برس:
قال قائد "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع، السبت 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، إن إعادة إعمار سوريا يتطلب التحول من "عقلية الثورة إلى عقيلة الدولة"، عقب سقوط نظام بشار الأسد.
وأضاف الشرع في حديث خاص نشره "تلفزيون سوريا" (غير حكومي)، أن "سوريا تواجه مأساة حقيقية تتطلب خططا مدروسة لمعالجتها".
وشدد على "أهمية الابتعاد عن قيادة سوريا بعقلية الثورة"، موضحاً أن البلاد "تحتاج إلى تأسيس دولة تقوم على القانون والمؤسسات لضمان استقرار مستدام".
وأكد على "ضرورة نقل العقلية من العمل الثوري إلى بناء الدولة"، معتبراً "مستقبل سوريا يعتمد على إرساء أسس الحوكمة والعدالة".
ودعا قائد "هيئة تحرير الشام" إلى "العمل الجاد لإعادة بناء الدولة السورية وفق أسس حديثة تضمن الحقوق والعدالة لجميع السوريين، مع التحذير من الوقوع في أخطاء الماضي التي عطلت مسيرة تحقيق الاستقرار".
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
حجج إسرائيلية "واهية"
وبخصوص الخروقات الإسرائيلية للمنطقة العازلة، قال الشرع، إن "الحجج الإسرائيلية واهية ولا تبرر تجاوزاتها الأخيرة".
وأكد "الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح، ما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة".
وأوضح الشرع، أن "الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات، لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة".
وأضاف أن "الأولوية في هذه المرحلة هي لإعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى نزاعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار".
ودعا الشرع المجتمع الدولي إلى "التدخل العاجل وتحمل مسؤولياته" تجاه التصعيد الإسرائيلي، مشددا على أهمية ضبط الأوضاع في المنطقة واحترام السيادة السورية.
وأكد قائد "هيئة تحرير الشام" أن "الحلول الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار، بعيدا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة".
ومستغلة إطاحة الفصائل السورية بنظام الأسد، كثفت إسرائيل في الأيام الأخيرة هجماتها الجوية مستهدفة مواقع عسكرية بأنحاء متفرقة من البلاد، في انتهاك صارخ لسيادتها.
كما أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974، وانتشار جيشها في المنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ عام 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
ووفق موقع قوة فصل القوات التابعة للأمم المتحدة "يوندوف"، فإن المنطقة العازلة "يبلغ طولها أكثر من 75 كيلومترا ويراوح عرضها بين نحو 10 كيلومترات في الوسط و200 متر في أقصى الجنوب.
المصدر: وكالة الأناضول