بران برس- خاص:
في الجمعة الأولى من شهر رجب الحالي (السبت 4 يناير/ كانون الثاني 2025)، أراد المواطن السبعيني "عبدالله محمد سيف"، أن يحصّن نفسه وأسرته من الأمراض، إلا أن الطريقة التي اختارها حصدت روحه وعدد من أبنائه ودفعت بالبقيّة إلى شفا الهلاك.
الحادثة وقعت بقرية "المنزل" في منطقة الحيمة العلياء التابعة لمديرية التعزية في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة تعز (جنوبي غرب اليمن).
وفي التفاصيل، قالت مصادر محلية، إن المسن "عبدالله محمد سيف"، توفي مع زوجته وحفيدته البالغة من العمر 15عاماً، إثر تناولهم ماء "منقوع" لعشبة سامة من فصيلة "الصباريات"، فيما أصيب 4 آخرون منهم 3 أطفال، أحدهم ما يزال في العناية المركزة بأحد مشافي الحوبان.
المصادر أوضحت أن الضحايا تجرعوا خلاصة ماء شجرة سامة بغرض التداوي. موضحة أن الشجرة تعرف شعبياً بـ "القباب" بينما تطلق عليها في مناطق أخرى من تعز بـ "القبقب".
ولاقت الحادثة جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وقال البعض إن الضحايا تجرعوا ماء الشجرة السامة كتقليد سنوي مع أول جمعة من رجب، بينما أفاد آخرون بأن ذلك نتيجة وصفات الأعشاب الطبية والتي تعطى من قبل غير متخصصين.
محرر "برّان برس" تواصل مع أحد أقرباء الأسرة، والذي قال إن الحادثة هزّت مديرية التعزية، أمس الجمعة، وترددت أصداءها في المحافظة والبلاد عمومًا.
وعن تناول شجرة الصبار في هذا التوقيت، أوضح أنه يأتي بناء على المعتقدات الشعبية السائدة في عدة مديريات بتعز، ويكون تناول الصبار طيلة شهر رجب. مبينًا أن الصبار يكون له منظر براق في هذا التوقيت، ويتناول كعلاج لكثير من الأمراض وكوقاية أيضاً.
وقال لـ"بران برس"، إن الشجرة التي تناولت أسرة قريبه (عبدالله محمد سيف)، عصارتها هي شجرة "القباب" شديدة السمية، مضيفًا أنها فتكت به وزوجته وحفيدته خلال أقل من ساعة بينما كانوا في طريقهم للمستشفى. مضيفًا أن نجل الضحية وثلاثة أطفال آخرين ما يزالون يخضعون للعلاج بأحد مستشفيات الحوبان.
وأوضح أن رب الأسرة اعتمد على أحد أبنائه لجلب شجرة الصبر من أحد الجبال المطلة على القرية إلا الولد عاد بشحرة “القباب” ولم يأت بالشجرة المطلوبة كون يذهب لأوّل مرّة لجلبها. كما أن الأب لم يتأكّد من نوعية الشجرة بل تناول خلاصة الماء منها لنفسه وأعطى ما تبقّى لزوجته وأحفاده لتحدث الكارثة.
وقال إن الأب تناول ملء غطاء قنينة الماء، وتناولت زوجته مثلها ثم ابنه "عبدالرحمن" وابنته. وبعدها أعطى “عبدالرحمن” كمية الماء لطفله البالغ من العمر 4 سنوات، ولطفلته الأخرى (6 سنوات)، ولطفل آخر هو ابن شقيقته.
من جانبه، استبعد طبيب في منطقة الحوبان شمال تعز، أن تكون الأسرة تناولت عشبة "الصبر" كتقليد ديني، وقال إن هذا أمر متوارث شعبياً، محمّلاً العاملين في الطب الشعبي وزر هذه الحادثة وغيرها من الحوادث المشابهة.
وقال الطبيب لـ"بران برس"، مفضّلًا عدم ذكر اسمه كونه في منطقة يسيطر عليها الحوثيين، إن العاملين في الطب الشعبي أقنعوا كثيرًا من المواطنين بأن "الصبر" يكون فيه خلال رجب إشراقة وطراوة،
وأضاف أن المنخرطين في الطب الشعبي "غير مستوعبين أن شهر رجب مناخه يتحول من عام إلى آخر، ففي بعض السنوات يأتي رجب في فصل الصيف وهذا قد يؤثر على كل أنواع النبات ومنه الصبر".
وجدد تحميل العاملين في الطب الشعبي مسؤولية الضحايا، قائلًا: “من تطبب وهو بالطب غير عارف فمات المريض فعليه قوّده" أي دية، غير مستبعد أن أحد الأطباء الشعبيين هو من وصف عشبة الصبر للأسرة.
وفي رأيه فإن ما حدث بمنطقة الحيمة يندرج ضمن هذا. وقال لو إنهم من “الذين يتناولون الصبر كل عام لما أخطأوا هذا العام”، كون عشبة الصبر غير ضارة، إلا أن الكثير منها قد يكون مضر.
ووفق الطبيب فإن الكثير من الأشجار سواء تستخدم للتطبب أم لا فيها كثير من السمية، واستخدامها دون معرفة يحدث أضرارًا تصل حد الموت كما هو في نبتة "القبقب" أو الدفلة، والتي قال إنها تحتوي على مواد كيميائية سامة مثل السيانيد، مما يجعلها خطرة، ومهددة للحياة.