حذرت الحكومة اليمنية المعترف بها، الأحد 9 فبراير/شباط 2025م، من خطورة التصريحات الصادرة من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" تجاه المملكة العربية السعودية وما تشكله من تهديد لأمن المنطقة واستقرارها. 

وعبرت الحكومة في بيان لوزارة الخارجية اطلع عليه "برّان برس"، عن إدانتها واستنكارها الشديدين لما وصفتها بـ"التصريحات الاستفزازية المتغطرسة"، التي قالت إنها "لا تستهدف أمن المملكة العربية السعودية فقط، بل تمثل تصعيدًا خطيرًا يهدد استقرار المنطقة بأسرها". 

وأشار البيان إلى أن "المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال داعية سلام حقيقية، وقدمت مبادرات سلام جادة وواقعية لإنهاء النزاع العربي-الإسرائيلي، وعلى رأسها مبادرة الملك فهد في العام 1981، التي لا تزال الخيار الأكثر واقعية وقابلية للتطبيق لتحقيق السلام الشامل".

وذكر أن تعنت الاحتلال الإسرائيلي يواصل إفشال أي جهود سلام عادلة، محاولًا فرض واقع غير شرعي يخدم مصالحه الاستعمارية على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية، مطالبا المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ موقف واضح وحازم ضد هذه التجاوزات التي تنتهك بشكل صارخ كل الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام. 

وشددت الحكومة اليمنية على موقفها الثابت، حكومةً وشعبًا، إلى جانب السعودية في مواجهة أي محاولة للنيل من سيادتها أو دورها المحوري في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، داعية إلى تعزيز الجهود الدبلوماسية لدعم مبادرات السلام العربية، ورفض أي محاولات لفرض حلول مجحفة أو تعسفية على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. 

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت المملكة العربية السعودية، رفضها القاطع لتصريحات نتنياهو التي قالت إنها "تستهدف صرف النظر عن الجرائم المتتالية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي". 

وأشارت المملكة في بيان لوزارة خارجيتها إلى أن هذه العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين، فقد دمرت قطاع غزة بالكامل، وقتلت وأصابت ما يزيد على (160) ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء. 

وقالت إن أصحاب هذه الأفكار المتطرفة هم الذين منعوا قبول إسرائيل للسلام، من خلال رفض التعايش السلمي، ورفض مبادرات السلام التي تبنتها الدول العربية، وممارسة الظلم بشكل ممنهج تجاه الشعب الفلسطيني لمدة تزيد على (75) عامًا. 

وفي معرض رده على سؤال لمذيع القناة “14” العبرية، بشأن تمسك السعودية بإقامة دولة فلسطينية، قال نتنياهو، الجمعة، إن “السعودية لديها مساحات شاسعة وبإمكانها إقامة دولة فلسطينية عليها”. 

وزعم “نتنياهو” أن “الرياض لا تشترط إقامة دولة فلسطينية للتطبيع مع إسرائيل”. 

وتأتي تصريحات نتنياهو بعد أيام من حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، وأن السعودية لم تعد تشترط تأسيس دولة فلسطينية للتطبيع مع إسرائيل، ما أثار رفضًا إقليميًا ودوليًا واسعًا. 

وبين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.