|    English   |    [email protected]

جهود ترميم حثيثة.. “ماجستير المشاط“ تثير تندراً “واسعاً“ في أوساط اليمنيين (رصد خاص)

الأربعاء 19 فبراير 2025 |منذ يوم
مهدي المشاط يناقش رسالة الماجستير في القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء مهدي المشاط يناقش رسالة الماجستير في القصر الجمهوري في العاصمة صنعاء

بران برس - وحدة الرصد:

أثار إعلان جامعة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي المصنفة دولياً على قوائم الإرهاب، الثلاثاء 18 فبراير/شباط 2025م، عن منح رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة (مجلس حكم الحوثيين) “مهدي المشاط“، درجة الماجستير مع مرتبة الشرف، تندرًا واسعاً في أوساط اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي. 

وطبقًا لما نقلته وسائل إعلام ونشطاء تابعون للجماعة فقد جرت مناقشة رسالة “المشاط“، التي حملت عنوان “ثورة 21 سبتمبر وتأثيراتها على الجمهورية اليمنية والمنطقة العربية“، في القصر الجمهوري بصنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة، بدلًا عن الجامعة كما تفرضه اللوائح والمعايير الأكاديمية المتعارف عليها.

إعلان المناقشة وصور “المشاط”، وهو يحتفي بالمناسبة، أثارت سخرية اليمنيين وتندّرهم على منصات التواصل الاجتماعي.

ففي حين اعتبرها البعض محاولة من قبل قادة الجماعة الحوثية لإعادة ترميم النقص الذي يعيشونه في مسيرتهم التعليمية، اعتبرها آخرون استكمالًا لعملية ترميم المشاط شخصيًا، بدءً من زراعة شعر رأسه، وصولًا لمنحه رتب وشهادات علمية.

طالب مجتهد وعقدة نقص

الدبلوماسي والكاتب اليمني “محمد جميح“، قال إنه “في 2020، منحت الأكاديمية العسكرية العليا التابعة للحوثيين رئيسهم مهدي المشاط درجة الماجستير الفخرية في العلوم العسكرية، ومنحته لقب الركن، بعد ترقيته إلى مشير“. 

ووصف “جميح”، في تدوينة بحسابه على منصّة “إكس”، رصدها “بران برس”، “المشاط”، بأنه “طالب مجتهد”، وقال: “رغم مهامه الكبيرة، لكنه خلال السنوات الماضية كان “يحضر“ ماجستير. وهذه المرة ليست في العلوم العسكرية، وليست فخرية، ولكن ماجستير “حقيقي“ بعنوان ”ثورة 21 سبتمبر وتأثيراتها على الجمهورية اليمنية والمنطقة العربية“. 

واستغرب “جميح”، أن “المناقشة تمت في القصر الجمهوري في صنعاء”، وقال إن المشاط “لم يذهب للمناقشة في الجامعة، بل الجامعة هي التي ذهبت إليه، ليُملي عليها“. 

وخلاصة الأمر، وفق جميح، أن “هؤلاء لديهم عقدة نقص، من كثرة ما سمعوا من يتحدث عن أنهم لم يحملوا شهادات أكاديمية، فذهبوا لتزوير الشهادات بهذا الشكل، ليتخلصوا من هذه العقدة“. 

واختتم تدوينته قائلًا: “سبق المشاط إلى الماجستير كل من أحمد حامد وأبو عادل الطاووس. متسائلًا: هل هذا يكفي؟ لا… تهاون الشرعية لم يُوصل المشاط إلى الماجستير فحسب، بل أوصله إلى القصر الجمهوري“. 

تزوير سابق

من جانبه، قال الشاعر والكاتب زين العابدين الضبيبي: “بحسب معلومات وصلتني، لم يدرس المشاط يوماً واحداً وهو لا يحمل شهادة جامعية، بل تم معادلة الشهادة التي منحها له الكاهن الهالك حسين الحوثي على أنها بكالوريوس، وتمت مناقشة الرسالة في القصر الجمهوري”. 

وأضاف في تدوينة بحسابه على منصّة “إكس”، رصدها “بران برس”: “يفترض بعد هذا العبث أن يتم وقف التعامل مع جامعة صنعاء وعدم اعتماد شهاداتها”. 

فتح أكاديمي

أما الصحفي عبد الرحمن أنيس، فاعتبر حصول المشاط على درجة الماجستير خطوة “غير مفاجئة”، بعد أن “انتحل صفة رئيس الجمهورية في صنعاء”.

وأضاف في تدوينة بحسابه على منصّة “إكس”، رصدها “بران برس”: “لا جديد في الأمر، فالتاريخ يشهد أن الأنظمة الاستبدادية لا تكتفي بالاستيلاء على السلطة، بل تحرص على توثيق 'منجزاتها' أكاديميًا، وكأن العالم ينتظر دراسة تؤكد أن الانقلاب الحوثي سيء الصيت كان ضرورةً وطنيةً وفتحًا مبينًا“. 

وفي تعبير ساخر، قال الصحفي أنيس: “مبروك لجامعة صنعاء على هذا “الفتح الأكاديمي”.. ومبروك للباحث على اجتياز “الاختبار” دون الحاجة حتى لمراجعة الأسئلة“. 

قوانين الفيزياء وعبقري القرن

في إطار السخرية من الموقف، قال الناشط يوسف الزبيدي: “إن جامعة صنعاء تكسر قوانين الفيزياء وتمنح الماجستير لعبقري القرن!”، في إشارة للمشاط. 

وأضاف في تدوينة بحسابه على منصّة “إكس”، رصدها “بران برس”: “في سبق علمي لم تشهده أرقى جامعات العالم، جامعة صنعاء تمنح الماجستير لعبقري زمانه مهدي المشاط، رغم أن تحصيله الدراسي لم يتجاوز الصف الرابع!“. 

وتابع: “يبدو أن الجامعة قررت اختصار الزمن والقفز فوق المناهج، وربما قريبًا نسمع عن دكتوراه فخرية لكل من يجيد كتابة اسمه دون أخطاء!”.. مضيفًا: “هنيئًا للعلم بهذا التقدم المذهل.. ومن تعب في دراسته يذهب لينام أفضل!”.

زراعة شعر ووصفة لابتسامة ملائمة

في سخرية لاذعة من الجامعة والمشاط، علّق نادي الأكاديميين والمعلمين اليمنيين في صفحته منصة “إكس“، قائلًا: “نبارك ونهنئ لفخامة الرئيس مهدي المشاط نجاح عملية زراعة الشعر التي تكللت بالنجاح“. 

وأضاف: “نقول لفخامته إن تغيير طقم أسنانك ضروري لتحظى بابتسامة تتناسب مع دورك العالمي. لا تبخل على نفسك ولو كلف ذلك حتى مليون دولار... وبالنسبة لي فأنا متنازل عن رواتبي كاملة من أجل ذلك“. 

وفي إشارة لتصريح سابق للمشاط، تساءل القاضي عرفات جعفر، “من أين للمشاط رسوم الماجستير وهو يقول إنه لا يملك لا بيتًا ولا سيارة ومستأجر إيجار؟ كيف دبرها؟ أو ربما أن غالب القاضي أو أبو عاصم سددا عنه الرسوم ولكن لم يُنشر ذلك حتى لا يُحرَج أمام الناس“. 

سخرية القدر وجهود ترميم 

الصحفي والباحث في الشؤون العسكرية، عدنان الجبرني، كتب تغريدة قال فيها إن رسالة الماجستير التي أعلن مناقشتها تأتي في سياق جهود الجماعة الحثيثة لترميم صورة المشاط.

وقال "الجبرني" في تغريدته: "جهود حوثية مستمرة وحثيثة لترميم صورة مهدي المشاط وتجاوز حالة الضئالة التي يتمتع بها (زراعة شعر + ماجستير + طقم اسنان في نفس الوقت).

في السياق، علّق الناشط هزاع البيل، على مشاهد إعلان حصول المشاط على درجة الماجستير قائلاً: “ركزوا كيف انطفأت الكهرباء لحظة إعلان منح الطالب مهدي المشاط درجة الماجستير في 'الحمارة'، وكأن القدر نفسه يستهزئ بالموقف!“. 

وأضاف: “وركزوا أكثر على ضحكته الساخرة، ولسان حاله يقول: 'من جدهم هؤلاء؟! قدنا ماجستير؟!'.. حتى هو مش مصدق!“. 

رواتب الأكاديميين

وفي تعليقه على ماجستير المشاط، تساءل الصحفي اليمني غمدان اليوسيفي، عن رواتب الأكاديميين قائلًا: “بالنسبة للدكاترة الذين ناقشوا رسالة الماجستير للمشاط.. متى آخر مرة استلموا رواتبهم؟”.

واعتبر الصحفي اليوسفي، في تدوينته التي رصدها “بران برس”، موضوع المرتبات “هو السؤال الأهم!”.

الذنب وطلب المغفرة

البرلماني اليمني عبده بشر، المقيم في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، سخر هو الآخر على موقف رئيس مجلس حكم الحوثيين الذي يظهر اهتمامًا بالتحصيل العلمي في حين يتجاهل مطالب الناس ومظالمهم.

وقال إن “الانشغال بالتحصيل العلمي والتفرغ له أمر مهم في حياة الشخص، لكن ليس في العمر أكثر من ما مضى. وعندما شاب ودوه الكتاب؟“. 

وأضاف: “ومن يدير ظهره عن مظالم وقضايا البلاد والعباد، وما يحصل من عبث وفساد وفقر وجوع ومرض وتدمير واستهتار تحت حجة الدراسة، ليس بالأمر الصواب. وترك الذنب مقدمًا على طلب المغفرة؟“.

مواضيع ذات صلة