|    English   |    [email protected]

أركان قوات الأمن الخاصة بمأرب العميد الغانمي يتحدث لـ“بران برس” عن بدايات “شعلان” ويروي قصصًا من مواقفه وبطولاته

الخميس 27 فبراير 2025 |منذ 15 ساعة
رئيس أركان قوات الأمن الخاصة بمحافظة مأرب العميد الركن عادل الغانمي - بران برس رئيس أركان قوات الأمن الخاصة بمحافظة مأرب العميد الركن عادل الغانمي - بران برس

بران برس- خاص:

يصادف الأربعاء 26 فبراير/شباط 2025، الذكرى الرابعة لاستشهاد قائد قوات الأمن الخاصة بمحافظة مأرب السابق، العميد عبدالغني شعلان، في مواجهة جماعة الحوثي المصنفة دوليًا بقوائم الإرهاب.

وبهذه المناسبة، تحدث رئيس أركان قوات الأمن الخاصة بمحافظة مأرب، العميد الركن عادل الغانمي، لـ“بران برس”، في تصريح مصور (ينشر لاحقا) عن بدايات العميد شعلان، ودوره في حماية مدينة مأرب، وبناء قوات الأمن الخاصة، متحدثًا عن مواقفه وبطولاته في مواجهة الجماعة الحوثية، مستعرضًا قصصًا بطولية وأخرى إنسانية عايشها أثناء مرافقته لشعلان.

تأمين المدينة

بداية العام 2015، عندما بدأت جماعة الحوثي شن هجومها على محافظة مأرب، قال إن العميد شعلان، كُلّف حينها مسؤول الأمنيات في المحافظة، وبادر لإعداد مجموعة أمنية قويّة وشكل بها حزام أمني على المدينة، وأبدع إبداعًا عظيمًا في المهمة.

ووصف المهام التي قام بها شعلان حينذاك بأنها “عظيمة”، ووصفه بأنه “كان السد المنيع” الذي صد أي إخلال أمني بالمدينة، وواجه العصابات والخلايا التخريبية بكل قوّة وحزم.

ومن الصعوبات التي واجهها، وفق العميد الغانمي، “تفكيك قوات الأمن المركزي التي حوّلت ولاءها للحوثي”، مضيفًا أنه “استطاع دخول معسكر الأمن المركزي والسيطرة عليه وكان المنطلق لتأمين المحافظة”.

بناء القوات الخاصة

وعندما تم دحر الحوثي نهاية 2015 من على تخوم مدينة مارب، جاء قرار رئيس الجمهورية حينها عبدربه منصور هادي، بإعادة تشكيل القوات المسلحة ودمج المقاومة الشعبية في الجيش والأمن، وصدر قرار بتعيين شعلان، رئيس أركان فرع قوات الأمن الخاصة بمأرب.

وقال العميد الغانمي متحدثًا عن شعلان: التقينا به هناك برفقة الفريق عبدالرب الشدادي، وكلفنا حينها بإعداد قوة أمنية، ومنها انطلقنا في استقبال أول دفعة تجنيد تلتحق بالأمن في أكتوبر 2015، ومنها بدأنا بإعادة بناء قوات الأمن الخاصة”.

وأضاف: كان لشعلان الدور البارز والأهم والأعلى، وكان له نصيب الأسد في تحقيق كل نجاح وصلت إليه الوحدات الأمنية الموجودة. كان يعمل ليل نهار في بناء قوات الأمن الخاصة، وفي نفس الوقت يشارك بإعادة بناء بقية الوحدات الأمنية بالمحافظة”.

وتابع: شارك زملائه قادة الوحدات الأمنية في شرطة المنشآت وشرطة الدوريات وإدارة البحث الجنائي وإدارة المرور وبقية الإدارات، وكان معطي كل جهده ووقته في التدريب والتأهيل”.

وعن هذا الدور الذي قام به شعلان، قال الغانمي: “منحه الله نشاط كبير وهمة عالية في ذلك، وكان لديه ذكاء خارق في اختيار الأساليب المناسبة لتحطيم المشروع الحوثي”. 

استراتيجية شعلان

وصف العميد الغانمي، تلك المرحلة بأنها كانت “كبيرة جدًا”، متحدثًا عن الصعوبات الأمنية مع نشر الحوثيين للخلايا التخريبية في كل مكان بمدينة مأرب لمحاولة زعزعة الأمن فيها، لكن ذكاء وحنكة ودهاء شعلان، واختياره الأساليب الأمنية المناسبة مع بقية الرفاق “استطعنا كسر وتحطيم مشروع الحوثي”.

وتحدث عن الاستراتيجية التي انتهجتها القوات الخاصة بقيادة شعلان، والتي قال إنها “مزيج ما بين الدور الأمني والدور العسكري... نشتغل تارة في الجانب الأمني ومعظم العمل في الجانب العسكري، وهو الدفاع عن المحافظة في ظل الهجوم الحوثي”. 

وقال إن شعلان، كان “على رأس جبهة الفاو والجفينة والحزام الأمني للمدينة”، فحينها قال إن مسلحي الحوثي كانوا على تخوم المدينة، وكان العميد شعلان، قايد الحزام الأمني حينها.

مهارات رفيعة

عن مهارات شعلان، قال العميد الغانمي، إنه “يمتلك مهارة ما رأيتها إلا في الزملاء الضباط الذين تخرجوا من أعلى الأكاديميات العسكرية"، مضيفا: "وجدت فيه حب الاستطلاع، والمهارة العالية، والتدريب والتأمين واختيار الأساليب التدريبية وأساليب التطوير، كان في هذا الجانب مميز بشكل كبير. 

وتابع: “كان قائدًا مهنيًا بامتياز وقائد إنسان، ويردد دائمًا شعار: “إذا لم نشعر باننا نقدم خدمة للمواطن ونشعر بأننا للمواطن فلا خير فينا”.

صفات فريدة

تحدث الغانمي، عن شجاعة العميد شعلان، ووصفه بأنه كان كـ“الأسد الضرغام”، مستعرضًا “العديد من المواقف التي أعرفها المهام الأمنية والعسكرية، وكان فيها “قدوة يحتذى به وصاحب شجاعة وصاحب بأس وقوة عظيمة”. 

وقال: “قضى كل وقته في الإعداد والتجهيز لمعركته الأخيرة. كان شجاعًا عظيمًا، يمتلك قدرة على التحمل والإبداع والأداء تحت كل ضغوطات العمل، وضغوطات الجبهات والأتعاب بشكل عام”.

وتحدث عن الإرث الأمني الذي تركه شعلان، وقال هو “ما تلاحظونه الآن من تقدم في الجهاز الأمني بشكل عام وقوات الأمن الخاصة بشكل خاص”. وبالنسبة لإرثه العسكري، قال إنه “كبير”، مضيفًا أنه “معظم وقته وحياته كانت في الجبهات ومتابعة سير الجبهات وأدى دوره العظيم البارز حتى لقي ربه شهيدًا في الجبهة.

أخلاق عالية وقدوة حسنة

تحدث عن أخلاق العميد شعلان، وقال إنه كان “يتحلى بالأخلاق العالية، وكان يحثنا ويحث كل الجنود على النزاهة. ونظافة اليد من الامتداد إلى حقوق المواطنين أو غير ذلك، وكنا حريصون كل الحرص على أن قواتنا لا تمد يدها أبدًا إلى أي مواطن في أي حاجة. واستطعنا الوصول الى الهدف المنشود”. 

وشدد على ضرورة أن الاقتداء بهذه الأخلاق، قائلًا: يجب على كل الأبطال والضباط من قوات الأمن الخاصة ومن بقية الوحدات الأمنية والوحدات العسكرية انتداب الأبطال ودراسة سير الأبطال الاقتداء بمواقفهم الشجاعية والبطولية والمهنية والإنسانية، وكلها لنا فيهم قدوة جميعهم كلهم دون استثناء”. 

ودعا لدراسة مواقف شعلان، ليستفيد منها الأبطال ويتعلموا المواقف الشجاعة، مواقف الهمة العالية والابتداء والقدوة الحسنة.

المشاركة في الجبهات

عن مشاركة القوات الخاصة في جبهات القتال، قال العميد الغانمي: بقينا في الجانب الأمني للتدريب وإعادة القوات وتشكيل القوات حتى بداية 2020، ومع التراجع في بعض الجبهات كجبهة صرواح، حينها كلف شعلان، إلى جانب رفيقه الشهيد اللواء صالح العامري التحرك لتعزيز القوات في منطقة المشجح وهيلان.

وأضاف واصفًا المعركة بأنها “عظيمة، وتم فيها كسر الحوثي وكسر عنفوانه ونشوة انتصارهـ وكسرت شوكته هناك وكان يوم عظيم ويوم بارز.

وعن دور شعلان في تلك المعركة، قال: رأيت في العميد شعلان وجميع الرفاق مواقف شجاعة وبطولية لا تنسى أبدًا، وسيسجلها التاريخ في أنصح صفحاته.

المعركة الأخيرة

وتحدث عن المعارك التي دارت في منطقة الزور بصرواح، ووصفها بأنها “كانت معركة لا نظير لها”. وحينها، قال أدرك العميد شعلان، الذي كنت برفقته في منطقة المشجح في التباب البيضاء والمواقع البيضاء وكلفني حينذاك على رأس كتيبتين هناك لتجهيز نسق قتالي في ذلك المكان. 

وأضاف: كانت المعركة باتجاه غرب الزور موقع العرقوب، وأدرك حينها القائد شعلان، أن نوايا الحوثيين باتجاه البلق الغربي، وتحركت إلى قواتنا المتواجدة بجبل البلق، وكانت قوات رمزية من عدّة أفراد لغرض الرقابة فقط.

وتحدث عن مناورة الحوثيين، لإشغال القوات بالهجوم على قرية الزور، وكانت القوات العسكرية والمقاومة الشعبية في دفاع كبير، وبالتزامن تسللت مجاميع حوثية كبيرة جدًا تقدر بنحو 200 فرد لصعود جبال البلق.

وأضاف: حينها في ليلة الجمعة ليلة 26 فبراير 2021، بدأ الحوثي الهجوم المتزامن بكل مسرح عمليات الجبهة ابتداء من منطقة الجنوب العبدية إلى جبل مراد والجوبة وصولًا إلى صرواح والكسارة وامتدادًا إلى مفرق الجوف.

وتابع: حصل الهجوم عندنا في جبهة المشجح، حوالي منتصف الليل، تسلل الحوثي بمجاميع كبيرة واستطاعت قواتنا مسنودة بالجيش والمقاومة الشعبية والقبائل كسر الحوثي، واشتدت المعركة حوالي أربع ساعات. وفي نفس الوقت هجم الحوثي على البلق هجوم شرس.

وعن معركة البلق، قال إنها “كانت معركة شديدة تصادمية”. وحينها، قال: كلّف شعلان في البداية قائد الكتيبة بإدارة المعركة، والذي أصيب مع أركان الكتيبة، قبل أن يستشهد ويتم تكليف قائد آخر هو العقيد أمجد الصلوي. ولاحقًا، استشهد القائد أمجد الصلوي، وأركان حرب الكتيبة الرائد عبده أبو بكر. 

وأضاف: في نفس الوقت انطلق العميد نوفل الحوري رئيس عمليات فرع قوات الأمن الخاصة، لتعزيز القوات المتواجدة هناك وضغط على الحوثي في منطقة الأريلات أعلى جبل البلق، وتصادم مع الحوثي وكان قائدًا شجاعًا عظيمًا يدير معركة التصادم إدارة قوية جدًا، لم أرى شجاعا كالعميد نوفل الحوري في هذه المعركة وغيرها. 

وحينها استشهد العميد نوفل الحوري، وبعدها قال: تحرك العميد شعلان، ورأى أن المعركة التصادمية قد لا تفي بالغرض ولا تكسر شوكة الحوثي، فأخذ إلى جانبه مجموعة مقاتلين والتف على الحوثيين وفض قواتهم من المنتصف وشطرها غربًا وشمالًا. 

وأضاف: حتى أنه فصل قوات الحوثي جزء منها مطل على قرية الزور وجزء منها مطل على السد، وتقدم إلى أن فصل مجاميع الحوثي عن بعضها البعض، واستطاع فرض سيطرته على الموقف. 

وحينها، قال إن شعلان، ارتقى شهيدًا. وبعدها تم تعزيز الجبهة بكثير من الأبطال من قوات المنطقة العسكرية الثالثة وجزء من السابعة والمقاومة الشعبية وقبائل مأرب وكذلك القوات الأمنية تحت إشراف اللواء الركن ناصر الذيباني، رئيس هيئة العمليات السابق، نهاية العام ذاته.

وأضاف أن الذيباني، كلف العميد صالح الأضمد، قائدًا للمهمة، والذي استطاع أن يدير المعركة بحنكة وذكاء دون تهور واستمرت أكثر من 48 ساعة حتى قضي على كل أفراد الحوثيين لم ينزل منهم أحد. لم يتراجع منهم أحد كلهم ما بين قتيل وجريح وأسير، وتمت السيطرة واستعادة جميع المواقع في جبهة البلق الغربي. 

وفي ختام حديثه، ترحّم العميد الغانمي، على روح الشهيد شعلان، وجميع الضباط والجنود الذين قضوا في تلك المحلحمة، مؤكدًا المضي “على الدرب وعلى العهد حتى يتحقق الوعد، ونستكمل الأهداف، والهدف الذي كنا نردده، ويردده شعلان، بأن نرى قواتنا مسيطرة على كل الوطن، ونرى علم الجمهورية يرفرف في كل ربوع البلاد.

مواضيع ذات صلة