
بران برس:
كشفت ورقة بحثية عن توسيع جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، لتعاونها العابر للحدود مع جماعات غير حكومية في الصومال، وتحديدًا حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة، فضلًا عن فرع الدولة الإسلامية في الصومال المرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية الذي تَشكّل في العراق وسورية في العام 2014.
الورقة البحثية نشرها مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط، وأعدّها كلاً من الباحث غير المقيم في مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط، إبراهيم جلال، والباحث المتخصص في الشؤون العسكرية، عدنان الجبرني.
وأوضحت الورقة، التي اطلع عليها “بران برس”، أن هذا التوسّع يأتي على غرار دعم إيران للحوثيين، ويُظهر غلبة المنحى البراغماتي لدى الجماعة الحوثية حين تستوجب الأهداف الجيوسياسية ذلك، خاصة في ظل العداوة المشتركة تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل، وانخراطها في حروبٍ غير متكافئة، واعتمادها على الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة.
وبيّنت أن هذا التعاون يهدف إلى دعم سلاسل الإمداد وتنويعها، ما يضمن حصول هذه التنظيمات على أسلحة أكثر تطوّرًا، وتعزيز مكانتها المحلية، وزيادة قدرة الحوثيين وداعمتهم الإقليمية الرئيسة إيران على الإخلال بالأمن البحري في خليج عدن ومضيق باب المندب لخدمة مصالحهم الخاصة. مضيفة أن هذا الوضع أدى إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي.
ويشمل التعاون، وفق الورقة، تزويد الحوثيين لحركة الشباب الصومالية بالأسلحة والخبرات الفنية؛ وفي المقابل، تقوم حركة الشباب بزيادة أنشطة القرصنة داخل خليج عدن وقبالة سواحل الصومال، وتحصيل الفدى من السفن التي يُستولى عليها.
كما تطورت علاقة الحوثيين بتنظيم الدولة الإسلامية في الصومال بشكل لافت منذ العام 2021، حيث كانت تركّز بدايةً على نقل الأسلحة الصغيرة، لتشمل تنسيق عملية جمع المعلومات الاستخبارية وتحديد مواقع السفن في خليج عدن، مقابل تقديم طائرات مسيّرة انتحارية قصيرة المدى وتوفير التدريب التقني.
ورغم أن الحوثيين ينتمون إلى الفرقة الجارودية، وهي إحدى فرق المذهب الشيعي الزيدي، إلّا أنهم اعتمدوا نهجًا براغماتيًا في تعاملهم مع الفصائل الجهادية السنّية، كما اتّضح من تعاونهم مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وشملت هذه العلاقة نقل الأسلحة إلى هذا التنظيم، وتوفير الملاذات الآمنة لأعضاء الجماعتَين، وتبادل الأسرى.
وحذّرت الورقة من أن لهذا التعاون تداعياتٌ مهمّة ومتعدّدة الأوجه على حركة التجارة البحرية العالمية والسلام والأمن في المنطقة، حيث يسهم في إعادة تشكيل الديناميات الأمنية في منطقة القرن الأفريقي وجنوب البحر الأحمر وخليج عدن، ما يزيد من بؤر انعدام الاستقرار ويعيق جهود إنفاذ حظر نقل الأسلحة.
وأوضحت أن هذه الديناميات أدّت إلى تعزيز مكانة الحوثيين الجيوسياسية، الأمر الذي أفاد إيران، ومنح هذَين الطرفَين نفوذًا استراتيجيًا على أحد أهم الممرّات المائية الدولية.
وإجمالًا، قالت إن هذا التعاون صب في خدمة إيران، إذ منحها عمقًا استراتيجيًا في الصومال والقرن الأفريقي، ووسّع قدرتها على إعادة تشكيل ديناميات الأمن البحري في خليج عدن ومضيق باب المندب.
وأشارت إلى أن توطيد العلاقات بين جماعة الحوثي وقوى غير حكومية صومالية يتوافق مع أهداف السياسة الخارجية الإيرانية في القرن الأفريقي، متوقّعة أن يزداد تركيز الحوثيين على شبكات التهريب الإقليمية بعد أن أعادت الولايات المتحدة إدراج الجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية رسميًا في آذار/مارس 2025.