|    English   |    [email protected]

السعودية تحرك جهود المصالحة.. ما وراء هذه الخطوات التي أثارت غضبًا حوثيًا؟

الثلاثاء 22 أبريل 2025 |منذ 4 ساعات
لقاء السفير السعودي بهيئة التشاور والمصالحة لقاء السفير السعودي بهيئة التشاور والمصالحة

بران برس- وحدة التقارير:

مع استمرار التوتر في اليمن، وتزايد الدعوات لاستئناف العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب لاستكمال تحرير البلاد، تقود المملكة العربية السعودية جهودًا حثيثة لتحقيق المصالحة والسلام.

أمس الاثنين، التقى السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، برئاسة هيئة التشاور والمصالحة اليمنية، وقيادات المكونات والأحزاب السياسية في الهيئة المساندة لمجلس القيادة الرئاسي.

أوضح آل جابر، في تدوينة بحسابه على منصّة “إكس”، رصدها ”بران برس”، أن اللقاء يأتي “استمراراً ادعم المملكة لجهود السلام والمصالحة الوطنية الشاملة، وتثبيت الاستقرار في اليمن”.

في اللقاء، قال السفير السعودي إنه أكد على “أهمية دعم كل جهود الأمن والسلام والاستقرار والتنمية في اليمن”.

لقاء مثمر وسلام حقيقي

رئيس هيئة التشاور والمصالحة، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، محمد الغيثي، وصف اللقاء بأنه “مثمر”. وقال: نمضي نحو تحقيق سلام حقيقي دائم وشامل، نرسي قواعده من خلال تنسيق مستمر وجهود مشتركة يقودها تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة”.

وعن موقف الهيئة، قال الغيثي، في تدوينة بحسابه على منصة “إكس”، رصدها “بران برس”: “نتعاطى فيها كقوى ومكونات واحزاب سياسية في هيئة التشاور والمصالحة بقيادة مجلس القيادة الرئاسي بجدية ومسؤولية مع كافة المستجدات، واضعين في الاعتبار كل أولويات المرحلة”.

من جانبه، قال نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة، عبدالملك المخلافي، في تدوينة على منصّة “إكس”، أن اللقاء “يؤكد مجددًا على حرص المملكة وقيادتها على تحقيق المصالحة في اليمن وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية، والشراكة الأخوية الإستراتيجية بين المملكة واليمن من أجل الوصول لتحقيق هذه الأهداف النبيلة”.

تحرك سعودي نحو المصالحة

مصادر صحفية محلية تحدثت عن لقاء موسّع سيعقد اليوم الثلاثاء في الرياض، يضم رئاسة هيئة التشاور والمصالحة، وعدد من أمناء عموم الأحزاب السياسية وقيادات بارزة في مختلف المكونات الوطنية، لمناقشة مستجدات الوضع السياسي في البلاد.

أوضحت المصادر أن اللقاء يأتي ضمن تحركات ترعاها السعودية لدعم مسار التوافق الوطني، وتعزيز الحوار بين القوى والمكونات، بما يسهم في تقريب وجهات النظر والتأسيس لمرحلة جديدة من الشراكة السياسية.

وتأتي هذه التحركات مع استمرار التوتر في منطقة البحر الأحمر، واستمرار حملة الغارات الجوية الأمريكية المكثّفة التي تستهدف مواقع الحوثيين داخل اليمن، وفي ظل مؤشرات التصعيد المحتمل في بعض المناطق.

كما يأتي لقاء السفير آل جابر، بعد أيام من زيارته لطهران رفقة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، التي التقى خلالها مرشد الثورة الإيراني وقيادات عسكرية رفيعة، حيث كان الملف اليمني أبرز النقاط في أجندة الزيارة.

ويرى مراقبون أن تأكيد السفير السعودي على دعم السلام في اليمن يعكس رغبة المملكة في خفض التصعيد في المنطقة، بما فيها احتواء التصعيد في البحر الأحمر، والتقدم في مسار الحوار مع إيران لحل القضايا الخلافية.

فيما يشير حديثه عن دعم الاستقرار والتنمية في اليمن، إلى رسالة سعودية مفادها أن حل الأزمة اليمنية أولوية وضرورة لتحقيق الاستقرار الإقليمي، والذي دفع المملكة لانتهاج سياسة الانفتاح والحوار مع دول الجوار لتحقيقه.

غضب حوثي

في المقابل، أثار لقاء السفير السعودي بالمكونات والقوى الوطنية المناوئة لها، غضب جماعة الحوثي التي أطلقت حملة إلكترونية على منصّات التواصل الاجتماعي تهاجم فيها خصومها وتصفهم بأنهم أدوات للصهاينة.

تعليقًا على حملة الحوثيين الأخيرة بعنوان: “#المنافقون_أدوات_الصهاينة”. قال الكاتب الصحفي سمير اليوسفي: قرأت التغريدات من أولها لآخرها. كنت أبحث عن شيء ضد إسرائيل، فوجدت نفسي وسط بيان حربي ضد عبدالله صعتر.

وخلص اليوسفي، إلى أن “الحوثي غاضب، ليس لأن غزة تُقصف، بل لأن السفير السعودي التقى هيئة التشاور والمصالحة في الرياض. وهذا وحده كافٍ، برأيهم، ليُصنَّف اللقاء كفعل تطبيعي، والهيئة كمكتبٍ فرعيٍّ للسفارة الإسرائيلية!”. هو لا يطيق أن يجلس اليمنيون على طاولةٍ واحدة، إلا إذا كانت في صعدة وتحت صورة “الشهيد القائد”.

وقال في تدوينة مطوّلة نشرها بحسابه على منصة “إكس”: في تغريداتهم، العدو ليس تل أبيب. العدو هو الإصلاح، وحميد الأحمر، وقناة سهيل، وطارق صالح. وربما حتى شارون، لو عاد من قبره، سيكون أهون على الحوثي من طارق”.

وأضاف: العدو عندهم ليس من يقصف رفح، بل من حضر لقاءً في الرياض. كل شيء عندهم معكوس: من يقاتل الحوثي صار “عميلًا للصهاينة”، ومن يمنع المرتب في صنعاء هو “المدافع عن الأقصى”. أخشى أن نصل يومًا يُسمّى فيه عبدالملك الحوثي “إمام القدس”.

وفي النهاية، قال اليوسفي، إن “من يقتل اليمني لأنه مختلف، لا يحق له أن يتباكى على أطفال غزة. ومن يُجَوِّع الناس باسم المسيرة، لا يملك أخلاقًا ليُحاضر عن التحرير. ففي هذه الحملة، لا يهم من يقصف غزة… المهم من حضر اللقاء في الرياض.

صمت حكومي

وحتى الآن، لا يوجد تعليق رسمي من مجلس القيادة الرئاسي حول التحركات السعودية بشأن جهود المصالحة والدفع نحو السلام والاستقرار في اليمن، رغم استبعاد المجلس لأي نية لدى طهران لتغيير سلوكها “التخريبي” في المنطقة.

وكان رئيس مجلس القيادة، رشاد العليمي، قد دعا خلال لقائه الثلاثاء الماضي بوفد الاتحاد الأوروبي، إلى “الاستثمار في اللحظة الراهنة، وحشد كافة الموارد لدعم الحكومة اليمنية لبسط سيطرتها الكاملة على ترابها الوطني”. مؤكدًا أن “إنهاء التهديد الارهابي الحوثي لن يتم إلا في حال تعرضه لهزيمة استراتيجية تجرده من موارد قوته: المال، والارض، والسلاح”.

وتنسجم تحركات الجانب السعودي جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، والذي دعا مؤخرًا إلى “منع اليمن من الانزلاق بعيداً عن مسار السلام”.

مواضيع ذات صلة