
بران برس:
شهدت محافظة حضرموت، (شرقي اليمن)، الخميس 24 أبريل/ نيسان 2025، ثلاث فعاليات جماهيرية وعسكرية، استعرضت فيها المكونات المتصارعة على المحافظة قواتها وقواعدها الجماهيرية، وذلك بالتزامن مع الذكرى التاسعة لتحرير مركز المحافظة مدينة المكلا من تنظيم القاعدة.
وتأتي الفعاليات، في ظل الخلاف السياسي، والذي برز إلى السطح مؤخراً عبر استعراض القوة والتمثيل الجماهيري، في إطار السعي للاستحواذ على المحافظة، التي تعد الأكبر مساحة والأغنى نفطاً في البلاد.
بالمناسبة نظمت قيادة المنطقة العسكرية الثانية احتفالًا خطابياً صاحبه عرض عسكري شاركت فيه وحدات من ألوية ومحاور المنطقة، تقدمتها سرية الضباط، إلى جانب استعراض للآليات العسكرية التابعة للمنطقة، وفق المركز الإعلامي للمنطقة.
وفي الاحتفال، استعرض قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء طالب سعيد بارجاش، في كلمته تفاصيل عملية التحرير التي تمت في العام 2016، بدعم من التحالف العربي، مشيدًا بالإرادة الصلبة والمعنويات العالية التي تحلى بها الضباط والجنود، إضافة إلى عنصر السرية الذي كان له دور بارز في نجاح العملية.
استعراض الإنتقالي
في السياق، حشد المجلس الانتقالي الجنوبي أنصاره إلى مهرجان جماهيري في ساحة الحرية وسط مدينة المكلا، تحت شعار "حضرموت أولاً"، إحياءً للذكرى التاسعة لتحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة في 24 أبريل 2016، طغت عليه شعاراته المطالبة بالانفصال.
وفي الفعالية، قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، "أحمد بن بريك"، إن "حضرموت، رغم ما تملكه من ثروات، ما تزال تعاني من ترد في مستوى الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء"، داعيًا إلى تعزيز الدعم لتحسين الوضع المعيشي والخدمي في المحافظة".
وخاطب "بن بريك" رئيس المجلس الانتقالي "عيدروس الزبيدي" بالقول: "إننا في حضرموت لا نريد جنوب يمني ولا نريد جنوب عربي، نريد دولة حضرموت العربية المتحدة".
"بن بريك" في كلمته انتقد مجلس القيادة الرئاسي، مشيراً إلى أنه لم يحقق أي نتائج ملموسة، وهو ما يتطلب إعادة تقييم الأداء، مؤكدًا أهمية تمكين شخصيات فاعلة وقادرة على الاستجابة لتطلعات المواطنين".
ودعا كافة شيوخ قبائل حضرموت وفي مقدمتهم الشيخ عمرو بن حبريش، وجميع مكونات وشرائح المجتمع الحضرمي، إلى التكاتف وتوحيد الصف خلف مشروع حضرموت، حفاظًا على كرامتها وحقوقها ومستقبل أبنائها.
فعالية الحلف
وبعيداً عن مدينة المكلا، أقام "حلف قبائل حضرموت"، احتفالًا بالمناسبة ذاتها، في مدينة غيل بن يمين، التي شهدت بداية تأسيس قوات النخبة، وبحضور قيادات عسكرية وأمنية ومدنية وشخصيات اجتماعية.
وفي الاحتفال، اعتبر رئيس الحلف وكيل أول محافظة حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش العليي، تحرير المكلا من تنظيم القاعدة، بأنها "شكلت لحظة فارقة في تاريخ حضرموت الحديث وتطهيرها من بقايا عناصر التطرف والإرهاب".
وقال: "إن حلف قبائل حضرموت كواجهة استقبل على مدى عام 2015م الوجهاء ومشايخ القبائل والقيادات العسكرية من كل بقاع حضرموت ثم جاء التحالف العربي وتكاملت الجهود في تأسيس قوات النخبة كقوة منظمة، والإعداد والانطلاق نحو تحرير مناطق الساحل في فترة زمنية وجيزة".
ولفت إلى أن "المرحلة القادمة تتطلب جهدًا مضاعفاً، عسكرياً وسياسياً لمجابهة كل التحديات، والاستعداد لمواجهة الإرهاب بكل أنواعه والتضحية من أجل الوطن وتحقيق تطلعات أهل حضرموت في الحكم الذاتي وحقهم في الاستقرار واستعادة قرارهم".
من جهته، أشار قائد قوات حماية حضرموت، اللواء مبارك أحمد العوبثاني، إلى أن هذه المناسبة فرصة لتجديد العهد على مواصلة العمل بجد وإخلاص لتحقيق تطلعات أبناء حضرموت، وتأمين مستقبلٍ واعدٍ للأجيال القادمة".
وأكد أن هذا اللقاء ليس مجرد اجتماع بل هو تجديد للعهد والولاء لحضرموت أرضًا وهويةً وسيادةً وتعزيز الإرادة الصلبة لتحقيق التطلعات وبناء قوة حضرمية مستقلة تحمي أرضها وتصون كرامتها وتضمن مستقبل أجيالها بكل فخر واعتزاز.
وتشهد حضرموت منذ أكثر من تسعة أشهر، احتقانًا سياسيًا واستنفارًا قبليًا ضد السلطة المحلية والحكومة المركزية، يقودهما حلف قبائل حضرموت، على خلفية مطالب حقوقية وسياسية تتعلق بالأوضاع المعيشية لأبناء المحافظة.