لليوم الثاني على التوالي، تشهد محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، احتجاجات متواصلة لدخول المحافظة في أزمة غاز "خانقة" يقف خلفها وفق المواطنين "هوامير" السوق السوداء، لتفاقم معاناة المواطنين في المحافظة المحاصرة من قبل جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب، منذ أكثر من 10 سنوات.

وطبقًا لمراسل "بران برس"، فإن الأزمة التي تمثلت بانعدام الغاز المنزلي، وتوفر غاز المركبات، أشعلت الاحتجاجات في ظل معاناة مدينة تعز من أزمات أخرى أشدها أزمة مياه، باتت تؤرق سكان المدينة المحاصرة من الحوثيين منذ أكثر من 10 سنوات.

إزاء ذلك، واصل ملاك وكالات الغاز الرسمية ومواطنون في "مديريات المظفر، وصالة، والقاهرة، وصبر الموادم، والتعزية" احتجاجهم لمطالبة السلطات الرسمية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسلطة المحلية بوضع حد للتقطعات المفتعلة لمقطورات الغاز في مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج المجاورة.

كما طالب المحتجون في الوقفة، التي نفذوها في "سائلة القمط بمديرية صالة"، بوضع حد للتقطعات الأخرى التي تتم لمادة الغاز، في محافظات أبين وشبوة ومأرب، وذلك وفق إفادات مشاركين في الاحتجاج.

ونظم المحتجون مسيرات، استخدموا فيها المركبات الخاصة بنقل الغاز، وهي تحمل الأسطوانات الفارغة، إلى أمام مبنى المحافظة المؤقت لإيصال مطالبهم الى قيادة السلطة المحلية بالعمل على رفع التقطع المستمر لمقطورات الغاز المنزلي ومنعها من الوصول إلى محطة "الأخوين" التي تموّن مدينة تعز.

وطبقاً للمحتجين، الذي تحدثوا لمراسل "برّان برس"، فإن النقطة العسكرية المتمركزة في منطقة خور عميرة بمديرية المضاربة، محافظة لحج تمنع عبور المقطورات المحمّلة بمادة الغاز والمتجهة إلى محطة الأخوين المخصصة لتموين مدينة تعز.

وأشاروا إلى أن ذلك التقطع "تسبب بأزمة خانقة في المدينة"، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن حجز المقطورات وحرمان المواطنين من حقوقهم، وإحالتهم إلى الجهات المختصة".

تحركات رسمية وطمأنة

في السياق، شدد محافظ محافظة تعز نبيل شمسان، على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يسعى لافتعال الأزمات واستغلال حاجات المواطنين، مؤكداً أن المصالح الخاصة لن تكون مبرراً لإثقال كاهل المواطن بأعباء إضافية.

وأوضح "شمسان"، وفق وكالة الأنباء اليمنية سبأ (رسمية)، خلال اجتماع، حضره قائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل، أنه تم التواصل مع المدير التنفيذي للشركة اليمنية للغاز، وفرع الشركة في تعز، لمناقشة الإشكالات القائمة والحلول الجذرية للمشكلة، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين، بالإضافة إلى العمل على تزويد المحافظة بكميات إضافية بهدف استقرار الوضع التمويني لمادة الغاز.

وفي الاجتماع، استعرض مدير فرع شركة الغاز في المحافظة المهندس بلال القميري، تقريراً مفصلاً عن الوضع التمويني للغاز، والإشكالات التي أدت إلى احتجاز عدد من المقطورات خارج المحافظة، مشيراً إلى أنه تم التنسيق مع النقابة والوكلاء لتجاوز الأزمة المفتعلة، وتوفر الغاز واستمرار التوزيع للمحطات والوكلاء.

وفي حديث خاص لـ "برّان برس"، طمأن مدير مكتب الصناعة والتجارة "عبدالرحمن القليعة"، الجميع بأن حصة تعز موجودة، ملمحاً إلى احتمالية دخول الكمية في الساعات القادمة، نافياً أي تغير على التسعيرة، وأنهم في "مكتب الصناعة يشددون الرقابة على التسعيرة السائدة السابقه قبل هذه الازمة".

وأشار "القليعة" إلى أن أزمة الغاز القائمة، "هي نتيجة التقطعات، حيث كان التقطع الأول في مأرب وتم فك هذا القطاع، بعدها انتقل التقطع  لمنطقه المضاربة"، مؤكدا أن الغاز موجود ومتوفر بكمية كبيرة وأن حصة تعز موجودة".

مدير مكتب الصناعة والتجارة، توقع دخول مقطورات الغاز خلال اليومين القادمين على حد أقصى، منوهاً إلى أن المعاناة تكمن في عملية التقطعات الخارجة عن العملية الإدارية المباشرة لسلطات تعز ولشركة الغاز.

من المسؤول؟

من جهته، أكد "بلال طارق" وكيل توزيع، انعدام الغاز، من قبل أيام عيد الأضحى المبارك، مشيراً إلى أن الوكلاء أصبحوا متهمين أمام المواطنين رغم أن السبب هو التقطعات للمقطورات. وقال لـ"برّان برس"، إن غاز الوكلاء تحدث لهم تقطعات، بينما غاز كبار المستهلكين كغاز السيارات متوفر.

ولفت إلى أن نقابة وكلاء الغاز، قدمت شكاوى بوقائع التقطع إلى شركة الغاز، التي بدورها خاطبت نقاط التقطع إلا إنهم لم يستجيبوا لأي مطالب. 

"محمد العزي" من اللجنة الإعلامية لنقابة وكلاء الغاز، أشار إلى أن الاحتجاجات هي للمطالبة بغاز المواطنين الذي انعدم منذ أكثر من شهر، بسبب التقطعات التي حصلت في محافظتي شبوة ولحج.

وذكر في تصريح لـ"برّان برس"، أن من يقومون بالتقطعات لمقطورات الغاز مجموعات منفلتة، لافتاً إلى أن الجهات المختصة في شركة الغاز ومحافظة تعز، أرسلت بمذكرات للسلطات في محافظة لحج، للإفراج عن الغاز الخاص بمحطة الأخوين.

وقال: "إذا كان هناك صراع بين ملاك المحطات، ايش دخل المواطن فيما يحصل"، مضيفاً: "نتمنى  من قيادة الدولة النظر إلى محافظة تعز بعين الرحمة والشفقة لتوفير مادة الغاز، حيث أن هذه المحافظة تعاني من كل الخدمات وآخرها خدمة الغاز".

في السياق، قال "محمد الجهراني "، وهو وكيل غاز مشارك في الاحتجاج: "خرجنا اليوم  وكلاء مدينة تعز بسبب انقطاع الغاز، عنهم وعن المواطنين  من مدة تتجاوز الشهر".

وأضاف لـ "برّان برس"، "مدينة تعز تعاني من أزمة خانقة، سعر الأسطوانة في المحطات السفري تصل إلى 15 ألف ريال"، مشيراً إلى أن الغاز القادم من شركة صافر بمأرب مخصص للمواطنين وليس للسيارات، إلا إنه في مدينة تعز أصبح العكس وهذا مخالف للقانون".